مدحت بشاي
في الأيام الأخيرة لولاية الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزارة التربية والتعليم، قرر أن تقوم كل مدارس المحروسة بكتابة العبارة التالية بخط واضح على أبوابها " مدرستي نظيفة جميلة متطورة منتجة .." وكل مدرسة وشطارة ناظرها تضيف وتنوع في وصف محاسن مدرسته ، وبكده يكون الجميع عمل اللي عليه وزيادة وغسل إيديه من ذنب الفشل والفوضى ، ومش مهم لما تدخل المدرسة هتشوف ان فيه مدرسة أصلاً بالشكل التربوي والتعليمي كما توصي مؤسسات تطبيق الجودة التعليمية !!!
في زمن " مبارك" وكمان مع كل اللي حكموا من بعده عشنا نعاني أخطاء وخطايا حكومات ونظم حكم فاشلة ومستبدة ، ووصولاً إلى زمن المعزول " مرسي " وسنته اللي يارب مايحكم بيها على أي حد في أي حته قي العالم إنه يشوف يوم من أيامهم لأن ما ارتكبوه مش مجرد أخطاء وخطايا ، لكنها جرائم وكوارث انتهت برموزهم إلى السجون قيد محاكمات لاتهامات منسوبة إليهم بالخيانة والعمالة والقتل والتحريض وترويع الناس وإرهابهم ...
لكن تبقى جامعاتنا في رأيي هي المؤسسات التي نالها عبر كل العصور النصيب الأوفر من الفشل الإداري والعلمي والتعليمي ، ولم تجد حتى من يكذب أو يتجمل فيأمر بكتابة لافتات على أبوابها " جامعتي حرة مستقلة كذا كذا.." وتراجعت علمياً ، وتدنى ترتيبها عالمياً بين الجامعات ...
عايزين جامعات حرة مستقلة .. استقلال مش على طريقة "حركة 9 مارس" لما كان الاستقلال في مفهوم اللي عملوها يتلخص في طرد الحرس الجامعي من غير تمهيد ولا تدبير البديل ، وكان الثمن سنة جامعية سودة على الجميع .. وكفاية إن اساتذة إخوان يرفعوا أعلام رابعة على باب كلية الاقتصاد ، وعميدة الكلية ورئيس جامعتها ولا على بالهم إن ده يحصل في إطار حرم جامعة مصطفى مشرفة وطه حسين والسنهوري ونجيب محفوظ ونصر أبو زيد!! ..
نعم ، د. نصرحامد أبوزيد المفكر والفيلسوف الراحل ابن جامعة القاهرة اللي تم اضطهاد فكره ، ووقفت أنئذ مثل تلك الحركات ومعها بوتيكات المتاجرة الاستعراضية بحقوق الإنسان ومن خلفهم وأمامهم رموز النخبة الأكاديمية المعملية الفذة .. جلس الجميع في مقاعد الفرجة حتى صدر حكم التفريق بين العالم الكبير وزوجته الدكتورة ابتهال ، فغادر الرجل البلاد منفياً إلى بلاد الفرنجة حتى رحل عن الدنيا واللي فيها !!!.وأفكرهم إن أحمد لطفي السيد قدم استقالته من منصبه كرئيس جامعة رداً على اضطهاد د. طه حسين ودفاعاً عن استقلال الجامعة وعن حرية الفكر..
وأخرتها رسالة من رئيس حركة 9 مارس إلى الرئيس السيسي ، أخنار منها تلك الفقرة حول قانون تنظيم الجامعات واختيار القيادات الجامعية ، يقول أبو الغار " أريد أن أذكركم- لأنكم كنتم بعيدين عن الجامعة- بأنه في عام 1994 صدر قانون من مجلس الشعب قدمه وزير التعليم آنذاك الدكتور مفيد شهاب، أحد ترزية القوانين في عهد مبارك، وتم تمرير القانون في خمس دقائق، أثناء جلسة مسائية
حضرها أقل من خمسين عضواً، وأصبح تغيير القانون بهذه الطريقة علامة فارقة في تدخل الدولة في الجامعة دون وجه حق، وهو إحدى النقاط السوداء في عهد مبارك." ففضلاً عن إساءة الحديث عن أحد رموز موقعة تحكيم عودة طابا ، واللي كرمه الرئيس عدلي منصور لدوره الوطني ، أحب أقول للدكتور رئيس الحزب إن الدكتور مفيد شهاب كان في الوقت ده رئيس جامعة القاهرة ، أقول إيه بس واحنا قاعدين نتخانق ونقول الانتخابات هتظلم الأحزاب ..أحزاب إيه بس ، وده الحزب اللي طلعت منه اول حكومة فشل بعد الثورة .. حاجة تجنن !!!!
medhatbe@gmail.com