الأقباط متحدون - فك رموز خطاب أرسله جندي مصري لأسرته خلال تطوعه بالجيش الروماني من 1800 عام
أخر تحديث ٠٧:٤١ | الأحد ٦ يوليو ٢٠١٤ | بؤونة ١٧٣٠ ش ٢٩ | العدد ٣٢٤٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فك رموز خطاب أرسله جندي مصري لأسرته خلال تطوعه بالجيش الروماني من 1800 عام

الخطاب
الخطاب

نشر موقع live science خطابًا يعود تاريخه إلى ما يقرب من 1800 عام، تم فك رموزه حديثًا، يحتوي على ما يشبه المناشدات من شاب مصري يدعى أوريليوس بوليون، كان جنديًا يقضي فترة تجنيده كمتطوع في الفيلق الروماني بأوروبا.

وألمح الموقع إلى أن الرسالة ربما تكون كتبت باللغة اليونانية القديمة، ويكشف فيها «بوليون» يأسه وشعوره بالإحباط لعدم تسلمه أي رسائل من أسرته في مصر، لافتًا في رسالته إلى أنه سيطلب إجازة من قائده ليعود إلى منزله لرؤية عائلته.

وأوضح الموقع أن الرسالة التي كتبها «بوليون» كانت موجهة إلى والدته، التي تعمل بائعة خبز، إضافة إلى شقيقه وشقيقته.

ويقول «بوليون» في أحد الأجزاء من رسالته: «أدعو الله أن تكونوا جميعًا في صحة جيدة ليلًا ونهارًا، وأؤكد لكم أنني أقدم فروض الطاعة إلى الآلهة باستمرار نيابة عنكم، وأرجو أن تعلموا أنني لا أتوقف عن الكتابة لكم، لكن يبدو أنكم لا تفكرون في أبدًا».

وأضاف «بوليون»: «أشعر بالقلق عليكم، لعدم وصول أي رسالة منكم رغم كل المخاطبات التي أرسلها لكم، حتى أنني لا أعرف كيف كنت...»، وهنا يوضح الموقع أن هذا الجزء من الرسالة لم ينج.

ولفت الموقع إلى أن «بوليون» قال إنه كتب 6 رسائل إلى عائلته دون استجابة، وهو ما فسره محرر الخبر في الموقع بوجود توتر في علاقة الجندي العائلية.

ويتابع «بوليون» في رسالته قائلًا: «أرسلت لكم عدة رسائل أثناء وجودي في (بانونيا)، إلا أنكم تعاملتم معي بغلظة، لذا يجب أن أحصل على إجازة من القائد، لآتي لكم حتى تتمكنوا من معرفة أنني شقيقكم».

ويشير الموقع إلى أن الرسالة وجدت خارج معبد في بلدة مصرية قديمة يطلق عليها «تيبتونيس»، منذ أكثر من 100 عام من قبل البعثة الأثرية بقيادة برنارد جرينفيل وآرثر هانت، موضحًا أن البعثة وجدت العديد من البرديات في هذه البلدة، لكن لم يتم ترجمتها حتى الآن.

ويذكر الموقع أن جرانت أدامسون، المرشح لنيل الدكتوراة من جامعة «رايس»، يهتم بترجمة ورق البردي باستخدام الأشعة تحت الحمراء التي تجعل النص أكثر وضوحًا، مشيرًا إلى أن الجمعية الأمريكية للبرديات نشرت له عدة رسائل مؤخرًا.

ويلفت الموقع إلى أن «أدامسون» ليس متأكدًا ما إذا كانت عائلة الجندي استمعت إلى توسلاته وخاطبته بدورها أم أنه ظل ينتظر، وأوضح «أدامسون» أنه غير متأكد أيضًا ما إذا كان «بوليون» نجح في العودة لرؤية عائلته أم فشل، ملمحًا إلى أنه من غير المحتمل، أن تكون الرسالة وصلت إلى منزل الجندي.

ويقول «أدامسون» في رسالة له عبر البريد الإلكتروني وجهها إلى موقع live science: «أميل إلى الاعتقاد بأن الرسالة لم تصل، وأنها كانت موجهه إلى قدماء المصريين، خاصة أننا وجدناها خارج معبد بالفيوم لم يكن بعيدًا عن نهر النيل، بُني خلال الحقبة الرومانية».

ويضيف «أدامسون» في رسالته إلى الموقع: «كان (بوليون) يعيش في الفترة التي كانت فيها الإمبراطورية الرومانية تسيطر فيها على مصر، وكان عضوًا في الفيلق الروماني المتمركز في (بانونيا السفلى)، وهي المنطقة التي تعرف في عالمنا الحديث بدولة المجر».

وتابع: «(كان (بوليون) يقول في رسالته إنه (تطوع ليحصل على المال والمواد الغذائية)، ويبدو أنه كان يعرف أنه سيخدم في مكان بعيد عن المنزل».

ويستكمل «أدامسون»: «يضيف (بوليون) في رسالته: (لقد تطوعت وغادرت مصر دون معرفة مكان تعييني»، وهنا يشير «أدامسون» إلى أنه وطبقًا لترجمة الخطاب فإن «بوليون» وجه خطابه إلى كبار العسكريين لإرسالها إلى عائلته.

ويوضح محرر الخبر بموقع live science وجهة نظره في الخطاب بعد ترجمته قائلًا: «الرسالة توضح أننا أمام شاب يخدم كمتطوع في وحدة عسكرية بعيدًا عن وطنه ومنزله، لديه علاقات متوترة مع عائلته، لذا يسعى للحصول على إجازة لمقابلتهم، وهو الموقف نفسه الذي يتكرر حتى الآن في الجيوش خلال عصرنا الحديث».

ويعلق «أدامسون» على وجهة نظر محرر الخبر قائلًا: «رغم أن التواصل بين الجنود وعائلتهم أصبح أسهل كثيرًا في يومنا هذا، إلا أن (بوليون) اضطر إلى السفر لمدة شهر أو أكثر للوصول إلى مدينة (تيبتونيس) ليتم إرساله من هناك إلى أوروبا، وهي الظروف التي تتشابه تفاصيلها بين الجنود قديمًا وحديثًا».

ويستكمل: «أعتقد أن بعض جوانب الخدمة العسكرية عبارة عن تجربة مشتركة عبر الحضارات القديمة والحديثة، هي جزء من التجربة الإنسانية لدينا تشمل القلق والحنين إلى الوطن».

وأنهى محرر الخبر تقريره مشيرًا إلى أن الرسالة موجودة الآن في مكتبة «بانكروفت» بجامعة «كاليفورنيا، بيركلي»، بالولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أنه أدخل تعديلًا بسيطًا لتغيير مصطلح «الفيالقة الرومان» بـ«فيلق» كما ذكر في بداية التقرير، مبررًا ذلك بأن هذا هو الاسم الدارج عندما نود أن نشير إلى الفيلق الروماني.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter