تباينت رؤى الصحف والوكالات الأجنبية لقرارات الحكومة المصرية برفع الدعم عن بعض السلع، ورفع نسبة الضرائب على بعض السلع الأخرى، والتي سببت غضبا عارما في الشارع المصرية، وبالتالي اختلف تناول هذه الصحف والأجهزة الإعلامية لهذه الخطوة التي اتخذتها الحكومة حيث أثنى عليها البعض بينما انتقدها البعض الأخر... 

 

ومن جانبها أبرزت "سي إن إن" تصريحات الرئيس السيسي عن رفع الأسعار والدعم في مقابل "الغضب والغليان" في الشارع المصري، حيث قالت أن السيسي "دافع" عن القرارات الأخيرة بزيادة أسعار الوقود، قائلا إنها كانت ضرورية منعا لـ"غرق البلاد في الديون" مضيفا أنه "لا يبحث عن شعبية" في حين انقسمت الآراء السياسية بين الأحزاب المصرية، وسط "غليان" في الشارع على حد وصف تقارير إعلامية شبه رسمية.

 

أما صحيفة "وول ستريت جورنال" فقد رأت أن رفع الأسعار "خطوة ضرورية نحو الإصلاح الاقتصادي"، وأشارت إلى أن الأنظمة السابقة كانت تخشى إصلاح أوضاع الدعم خوفا من غضب الرأى العام أو عدم الاستقرار، قائلة إن حكومة إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، دافعت عن القرار بالقول إنه سيوفر أموالا للخدمات الاجتماعية مثل الرعاية الصحية والتعليم.

وفي نفس السياق قالت "فاينانشال تايمز" إن الزيادة في الأسعار تهدف إلى توفير 6 مليارات دولار هذه السنة المالية، مما يخفض من فاتورة دعم الوقود إلى 14 مليار دولار، أو 13 % من الإنفاق الحكومي، كما تهدف الحكومة إلى تضييق العجز من 12 % في السنة المالية إلى 10 %.

وأشارت الصحيفة إلى أن رفع أسعار الوقود تم تأجيله مرارا من قبل الحكومات السابقة، خوفا من إثارة غضب واضطراب اجتماعي في الدولة في ظل ارتفاع مستويات الفقر وتدنى الاقتصاد، مؤكدة أن هذا القرار يضع مصر أيضا في موقف قوي عند مطالبتها بالحصول على قرض من صندوق النقد الدولي في خلال الأعوام القادمة كما يتوقع العديد من المراقبين". 

 

فيما رأت صحيفة "ذا تليجراف" أن "السيسي يجازف بشعبيته الحالية بتنفيذ وعود خفض الدعم ورفع الضرائب في محاولة لتحقيق التوازن في الميزانية القومية"، حيث انتشرت احتجاجات واسعة النطاق بعد الإعلان عن القرارات الاقتصادية بشكل مفاجئ الجمعة الماضية، والخاصة برفع الدعم عن الوقود، والتي لاحقتها رفع الضرائب على السجائر والكحوليات وعدد من السلع الأخرى، ورفع الدعم فيما سبق عن الكهرباء والغاز والسلع الغذائية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يحدث وفاء لوعود السيسي بأن رئاسته لن تكون سهلة على المصريين خلال فترة الانتخابات الرئاسية وأنها "ستسبب في ألم ومعاناة في سبيل تحريك الاقتصاد المصري المحتضر، حيث رأت الصحيفة أن الميزانية الحالية تعاني منها مصر، حيث تعتمد على قروض ضخمة ومنح مقدمة من دول الخليج".

 

فيما علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على قرارات رفع الأسعار بأن السيسي عازم "على المضي قدما في سلسلة من تدابير التقشف على الرغم من المخاوف الرسمية من رد فعل الشعب"، موضحة، أن الوقود والخبز وغيرها من السلع تدعمها الحكومة المصرية شكل كبير، في بلد يعش به نحو 50% من السكان تحت أو قرب خط الفقر.