الأمانة فضيلة من الفضائل التى يقاس بها أخلاق الشعوب والأفراد ، وقد ذكرت كلمة أمين فى الكتاب المقدس 17 مرة ، منها 10 مرات وصف فيها الله بكونه أمينا ، وكلمة أمانة 44 مرة اشتملت على كل مفاهيم الأمانة ، لكن هناك مرة واحدة وحيدة تكلم فيها الكتاب المقدس فى أحد أسفاره القانونية الثانية وهو سفر الحكمة ،عن مفهوم فريد للأمانة وهو "الأمانة فى المحبة" حيث قال "الأمناء فى المحبة سيلازمونه" .

 نيافة الأنبا يوسف أسقف تكساس الولايات المتحدة الأمريكية يحدثنا عن فضيلة الأمانة بالمفهوم الجديد الذى ورد فى سفر الحكمة ، فقد يتبادر الى ذهن الإنسان عند ذكر كلمة أمانة ، الأمانة فى الكلام ، الأمانة فى التعاملات التجارية ، الأمانة فى العلاقات الزوجية ، الأمانة فى الصداقة ، الأمانة فى الخدمة ، الأمانة فى تنفيذ الوصية ، وهكذا ، وصارت درجة أمانة الناس فى أداء عملهم يقاس عليها درجة تفشى الفساد فى بلد ما ، فبالقدر الذى تتزايد فيه الأمانة فى العمل يسود الرخاء وعدم الفساد.

أما عن مفهوم الأمانة فى المحبة  فنجد الكتاب المقدس يطالب الإنسان بمحبة الله أولا ومحبة القريب ثانيا "تحب الرب إلهك من كل قلبك ، ومن كل نفسك ، ومن كل قدرتك ، ومن كل فكرك ، وقريبك مثل نفسك" ، ونفهم من هذا أن الأمانة فى محبة الله تكمن فى كلمة "من كل" بينما تكمن الأمانة فى محبة القريب فى كلمة "مثل نفسك" ، وكلمة "من كل" تعنى أن يحب الإنسان الله من كل فكره ووقته وحياته ويترك محبة العالم ومحبة المال ومحبة الشهوة يقول الرب "من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقنى ، ومن أحب ابنا أو ابنة أكثر منى فلا يستحقنى" ، "إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب" ، بينما كلمة "مثل نفسك" تعنى أنه ينبغى لنا أن نضع نفوسنا لأجل الآخرين.

ومكافأة الأمين فى محبة الله ومحبة القريب هى ملازمة الله والالتصاق به بكل القلب والفكر والنفس فى هذا الدهر ليس هذا فحسب إنما ملازمة الله والاتحاد به فى الدهر الآتى.