الشيخ أحمد عرابى يعيش هو وأسرته على خط النار.. يفتح ديوانية المنزل لاستقبال المساعدات الإنسانية
اخترق الصاروخ عدداً من المنازل، فخلف وراءه قتلى ومصابين، وقبلهم رعباً وهلعاً أصابا الجميع، من أصابهم الصاروخ ومن نجوا منه، وحتى من جلسوا يتابعون المشهد من وراء الحدود الفاصلة بين مصر وغزة؛ فالأسرة القابعة فى بيت تفصله بضعة أمتار عن معبر رفح الحدودى، تعيش أجواء رمضانية خاصة، أصوات القذائف لا تنقطع، يعلوها أصوات الدعاء بأن يحفظ الله حياتهم من شرور القصف العشوائى على المنازل القريبة منهم، النوم عز على جفونهم الساهرة لتحرس الأبناء الذين بمجرد سماعهم لدوى قنبلة يهرولون نحو سطح المنزل لمتابعة القذائف التى باتت بمثابة الخل الوفى بمواعيده. رائحة الموت هى الأقرب إلى منزل الشيخ أحمد عرابى رب الأسرة التى تستقبل يومياً، بحكم ترؤسه جمعية الهلال الأحمر، المساعدات الإنسانية الوافدة من ربوع الجمهورية قاصدة معبر رفح: «اتعودنا على ضرب البيوت فى غزة، بنعيش الرعب والخوف أكتر من اخواتنا الفلسطينيين»، ربما كانت الظروف القاسية التى يتعرض لها أبناء غزة هى التى دفعت الرجل الخمسينى أن يهب حياته لخدمة القضية الفلسطينية تاركاً عمله كعضو منتدب بإحدى شركات البترول فى شمال سيناء: «بحط إيدى على قلبى كل ما بخرج من البيت، وبنطق الشهادتين لأنى عارف ممكن أروح وما ارجعش».
«يا رب استر».. كلمات تتمتم بها الزوجة مع كل قذيفة تدرك صوتها عند اختراق الكتل الخرسانية الفاصلة بين منزلها والمعسكر القريب من الحدود؛ فالقذائف لا تختار البيوت قبل أن تجعلها ركاماً «نفس اللى عملوه فى 2008، الواحد مش متوقع القنبلة هتيجى على بيت مين! ومع ذلك كنا بنطلع الشوارع ولا يهمنا، بنرقص ونغيظهم، والأولاد يلعبوا بأظرف الطلقات»، لم تخف أسرته الصغيرة من الموت ولو مرة، بل على العكس «ازاى نخاف واحنا طول عمرنا جنبهم؟ وفيه ناس بتيجى قرب الحدود علشان تقدم المساعدات البسيطة زى القطن والشاش وساعات أوانى الطبيخ والمحشى بتدخل فى عربيات كبيرة للمخزن عند الحدود».