الأقباط متحدون - الخلافة الإسلامية بين «عبيط بغداد» و«عبيط الإخوان»
أخر تحديث ١٩:٤٦ | السبت ١٢ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٢٤٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الخلافة الإسلامية بين «عبيط بغداد» و«عبيط الإخوان»

عبد الفتاح عبد المنعم
عبد الفتاح عبد المنعم

 إذا كنا نؤمن بأن ما يجرى فى العراق هو مؤامرة كبرى مدبرة من قوى خارجية، وينفذها هذا «العبيط» المدعو أبوبكر البغدادى والملقب بـ«خليفة المسلمين»، فإنه من الضرورى أن نؤمن أيضا أن هذه الفتنة فى العراق وسوريا يشارك فى دعمها قيادات إخوانية من التنظيم الدولى الذى يحلم بمن يمده لإعادة هذا التنظيم إلى قصر الاتحادية بعد أن نجح جيش مصر فى الإطاحة بالرئيس الفاشل والفاشى محمد مرسى بعد شعور الجيش أن مرسى وجماعته لا يختلفان كثيرا عن «عبيط المسلمين» عبدالرحمن البغدادى وتنظيمه داعش، فكلاهما من التنظيمات التى تدعو للفتنة الكبرى التى تتشابه فى أحداثها بفتنة المسلمين الأولى، التى أعقبت استشهاد الخليفة الثالث عثمان بن عفان الذى مات على يد مجموعة من الخوارج حملوا فكرا متطرفا لا يختلف كثيرا عن أفكار التنظيمات المتطرفة مثل جماعة الإخوان أو داعش أو أنصار بيت المقدس أو أجناد مصر وجميع هذه التنظيمات أساءت للإسلام أكثر من إساءات أعدائه، خاصة أن عبيط بغداد، وهو أبوبكر البغدادى الملقب بخليفة المسلمين، لا يختلف كثيرا فى ممارساته التى تسىء للإسلام عن ممارسات كل قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، ومعهم «تحالف دعم الإخوان وليس الشرعية».

 
يبدو لى ولغيرى أن «تحالف دعم الإخوان وليس الشرعية» تحول إلى تنظيم يهدد الأمن القومى باعتباره الداعم الرئيسى لجماعة الإخوان، وستارا لكل العمليات القذرة التى تجرى فى الشارع الآن من أعضاء وقادة هذا التحالف، خاصة إثارة الشغب التى تحولت إلى قنبلة تنفجر يوميا وتتسبب فى سقوط ضحايا بسبب الممارسات غير المسؤولة من هذا التحالف الذى يعلم علم اليقين أن عودة الأوضاع لما قبل 30 يونيو الماضى هو درب من الخيال، ومن يفكر فى حكاية عودة محمد مرسى للحكم مرة أخرى ليس له إلا مكان واحد، هو «السرايا الصفراء». 
 
إذن نحن أمام حقيقة واحدة هى تنامى كراهية الشارع للإخوان ومن يدعمهم ليس بسبب الآلة الإعلامية التى تستخدم ضد الإخوان، بل بسبب ممارسة الجماعة للعنف اليومى فى الشارع، والتى حولت الصراع ليكون بين شعب وجماعة، وليس بين جماعة ونظام، والدليل أن المرادف الشعبى لكلمة «الإرهابى» أصبح الآن يعنى «الإخوانى»، وليس «الجهادى» أو «القاعدى» أو «التكفيرى»، كما كان الحال فى الماضى، بل وصل الأمر إلى عدم تعاطف أغلبية شعب مصر مع قتلى الإخوان فى رابعة العدوية، والسبب أنه شاهد بنفسه كيف يحرض قيادات الإخوان على عمليات العنف فى كل أنحاء البلاد، وهو ما جعل شعب مصر يعلنها صراحة بأنه لا عودة لمرسى إلى الحكم حتى ولو كان هو الشرعية، ومن يدعو إلى ذلك فإن مصيره هو «السرايا الصفراء» باعتبارها أقصر الطرق الآن لكل من يحلم بعودة هذا الرئيس الفاشل إلى حكم مصر مرة أخرى، فهل فهم الإخوان ومن يدعمهم الدرس، أم أنهم يريدون تكرار موقعة رابعة مرة أخرى كما يقول ذلك علاء أبوالنصر، الأمين العام لحزب البناء والتنمية القيادى بـ«تحالف دعم الإخوان»: «سندعو للتظاهر إلى ما لا نهاية، إما نقتل أو نسجن»، ونحن نضيف للأخ علاء طريقا ثالثا لمن يحلم بعودة شرعية الإخوان، وهذا الطريق هو «السرايا الصفراء»، فهل فهم أتباع مرسى الدرس أم لا؟

نقلا عن اليوم السابع

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع