عرض/ سامية عياد
كان رجلا مثقفا الى أبعد الحدود ، لم تكن هناك حدود لخدمته ، تحول من القوة فى اضطهاد المسيحية الى القوة فى الدفاع عن المسيحية ، إنه الرسول بولس واحد من أعظم الآباء الرسل.
يقول المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث عن القديس بولس الرسول : غالبية الرسل كانوا أشخاص غير مثقفين ، أما بولس فكان رجلا مثقفا الى أبعد الحدود ، فقد درس فى جامعة طرسوس ، وتتلمذ على يد غمالائيل أعظم أساتذة الناموس فى عهده ، وكان من المدققين جدا فى الشريعة ، فعندما كان ضد المسيحية كان قويا فى اضطهاده للمسيحية ، وعندما تحول الى المسيحية صار قويا فى الدفاع عن المسيحية .
بولس كان رجلا قويا فى خدمته ، خدم فى أورشليم ثم أنطاكيا ثم قبرص ثم آسيا الصغرى، وذهب الى بلاد اليونان ووصل الى روما وظل يخدم بطريقة لا تعرف حدودا ولا سدودا فى الخدمة ، بل كان يخدم ويبشر حتى وهو فى السجن ، عندما سجن فى فيلبى وبشر سجان فيلبى وذهب الى بيته وعمده هو وكل الذين معه .
تحمل المشقات وتعب كثيرا فى خدمته أكثر من جميع الرسل وهو نفسه قال "أنا تعبت أكثر منهم جميعهم ، ولكن لا أنا ، بل نعمة الله التى معى" ، لقد كتب القديس بولس 14 رسالة مجموعها 104 إصحاح ، أى مثل ما كتبه باقى الرسل جميعا خمس مرات
بل إنه لاقى العديد من العذابات ، فاليهود كانوا يهيجون عليه الشعب فى كل مكان وتعب فى أفسس لدرجة أنه قال فى إحدى المرات "حاربت وحوشا فى أفسس" ، تلك العذابات سجلها القديس بولس الرسول فى رسالة كورنثوس الثانية إصحاح 11 ، وبقدر ما كان القديس بولس يخدم ويبشر بقدر ما كان يلاقى الكثير والكثير من العذابات ، الله لم يمنع عنه التعب لكى يأخذ بركة التعب.
كان بولس الرسول يجمع بين الشدة والوادعة أحيانا نجده شخصا قويا يتكلم بسلطان وأحيانا آخرى يتكلم بوداعة وطيبة ، أن لكل شىء تحت السموات وقت للوداعة وقت والشدة وقت ، فضلا عن هذا كان القديس بولس كثير التعليم فى الناحية اللاهوتية ، تكلم عن خطية آدم ، وتكلم عن الفداء والخلاص والقيامة وتكلم عن المجىء الثانى وما يسبقه وتكلم عن سر التناول باستحقاق والتناول بدون استحقاق وغيرها من الأمور اللاهوتية.