ظهر النجم الكوميدي الراحل إسماعيل ياسين، في لقاء نادر بالبرنامج الإذاعي "جرب حظك"، مع الإعلامي طاهر أبوزيد سنة 1957، حاملا البهجة والمرح في بعض الحديث، والصدق والألم في بعضه الآخر، ليعيش الجمهور لحظات جميلة مع "أبوضحكة جنان"، وإلى نص الحوار..
*المذيع: أستاذ إسماعيل أنت باستمرار بتظهر قدام الناس ومتهيألي إنك متنكر، في حاجة على الأقل في سنك فممكن تجرب حظك وبالمناسبة دي تقلنا سنك؟
-إسماعيل يس: يعني في 16 سبتمبر 1957، يبقى عندي كدة يا أخويا بالتمام والكمال 45 سنة.
*المذيع: بسم الله ما شاء الله، عيني عليك باردة، مش باين عليك خالص؟
-إسماعيل يس: خارجيا مش باين، لكن داخليا باين جدا، الصبغة يا أستاذ طاهر مبتخليش حد يبقى عنده 45 سنة.
تنفجر قاعة المسرح بالضحك.
*المذيع: طيب داخليا يبقى عندك كام سنة؟
-يرد إسماعيل يس: من غير المراقبة.
*المذيع: سمعناك كتير أوي بتضحكنا لكن مش قادرين نفهمك أبدا؟
-إسماعيل يس: ليه يعني لغز.
*المذيع: مكنش في أي موقف بتبان فيه بتتكلم جد.. فأحنا بنحاول نكتشف ده معاك؟
-إسماعيل يس: في الحقيقة، تملي شعبي العظيم بيشوفني إنسان ضاحك، لأن هو اتعود أنه يشفني بضحكهم، إنما يعني إذا جيت للحقيقة، الفنان ليه متاعبه وله مصايبه وله حياته الخاصة، لو عرف بيها الشعب، لازم يتعب معاه، وزي ما بيشاركوا في ضحكوا، أؤكدلك أنه هيبكي مطرحه وبدله 100%.
*المذيع: أنت دلوقتي في القمة من حيث فنك وشهرتك وثروتك، لكن يمكن ورا القمة دي طريق طويل من الكفاح هل أنت تعبت في بدء حياتك وكيف كانت ظروف نشأتك؟
-ظروف نشأتي.. أنا من مدينة السويس، وأخدت 6 جنيهات من ستي أم أمي، وهربت على مصر، ناس قالولي صوتك حلو، فجيت هنا على معهد الموسيقى، لقيته قافل لإننا كنا في الصيف، وده وأنا عندي 17 سنة، وجيت هنا شاب وطايش، وكان معايا 6 جنيهات طبعا أنا مبشفهمش ضيعتهم، وبقيت محتاس في مصر أروح فين وأجي منين، كان ليا ولاد خال كانوا بينزلوا عند والدي باستمرار وكان بيكرمهم، فروحت أول ما شافوني، قالولي جاي ليه، قلت لهم جي ليه؟ "قاريبكم"، فسألوني جاي فسحة؟، قلتلهم في نايس قالولي روح معهد الموسيقى علشان تتعلم، واحدة قلت لي: "لا يا أخويا"، إحنا منحبش يكون في عيلتنا مطرب، قال يعني المطرب ده مخدرات
سبتهم ومشيت في الشوارع، مش قادرر أقولك كنت بنام فين، علشان دي كانت حاجة مؤلمة طبعا، فالحقيقة كنت ألف طول النار، ومكنش ليا شغل ومكنش ليا... وبالليل كنت بنام في السيدة زينب، والراجل الإمام بتاع الجامع يرفصني ويقولي قوم، لحد ما علموني، وكانت السيدة زينب بتبقى طول الليل فاتحة، بس الظاهر على قدمي أنا بقوا بيفتحوها الفجر بس، وطردوني من السيدة زينب
روحت جامع تاني اسمه "مارسينا"، استخبيت ورا الباب من تعبي نمت، لقيت واحد بيصحيني، بقولوا أفندم: قالي أنت سرقت طقم الشاي ولازم نوديك في داهية، قلت له: والله أنا أول مرة أنام عندكم، إمام الجامع كان طيب حكيت له حكايتي، فخدني معاه البيت وغسلي هدومي، وإداني أجرة القطر وسفرني، ولما رجعت السويس، لقيت أبويا بدل ماكان عنده محل كبير، بقى عنده محل صغير وبيشتغل بإيده علشان خاطري، والنبي شكلي هعيط وبكى، وإذا كنت بتوصفني دلوقتي مرفه شوية، ده لأن يمكن ربنا بيديني لأني شقيت واستحملت كتير.
*المذيع: فيه نقد بيوجه للسينما والوجوه مبتتغيرش، ويوجه ده عليك أنت بالذات إنك بتظهر في 17 أو 18 فيلما، فبتستهلك الوجوه.. أيه رأيك؟
-إسماعيل يس: أقلك يا سيدي، المنتج ميحبش يجيب حد جديد، يقولك لسه هعلم وأطور وأبيع في سوريا ولبنان، وياترى الاسم هيبيع، أنا أتعب نفسي ليه، أنا أجيب إسماعيل على خليل على سيد على محمود، هوب بقا فيلم، وفي حاجة كمان لو كان في طولة بال من المنتج والمخرج، هتخرج ناس جديدة للنور.
*المذيع: أيه اللي في وشك بيجذب؟
-إسماعيل يس: هما قالولك أهوة "بقه".
*المذيع: أيه أثر بقك في حياتك؟
-إسماعيل يس: أبدا.. كنت بمثل فيلم وكانوا مسميني فيه "بقه"، ومن هنا مشيت حكاية بقه، لكن لما تبص حضرتك لبقي متلقهوش أبدا، ولما لقيت الناس بيحبوا يعاكسوني ببقي، فعملت مونولوج عن بقي، ومثلت ببقي، ومن هنا بقيت أستغل بقي.
*المذيع: أيه أول مونولوج في حياتك؟
-إسماعيل يس: مونولوج اسمه، يا أخواتي مراتي سبور وأنا عايش زي الطور، ده كان مونولوج للأستاذ أبوبثينة محمد عبدالمنعم، ده من الناس اللي وجهتني من المغنى للمونولوج، لأني لو عشت لحد دلوقتي بغني كان زماني بشحت.
*المذيع: ممكن تقولنا حته منه؟
-إسماعيل يس: لا يا أخويا "يا إخواتي مراتي سبور وأنا عايش زي الطور، لما تحب تدلعني تحدفني لرابع دور، يا أخواتي مراتي سبور".