بعد أدائهم صلاة التراويح، ينطلق عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين تجاه ميدان أو طريق عمومى ليقطعوه، ويعطلوا حركة الحياة، تلك باختصار يوميات أعضاء الجماعة فى شهر رمضان.
«المصرى اليوم» تتبعت عددا من أعضاء الجماعة منذ دخولهم مسجد خاتم المرسلين فى منطقة العمرانية، عقب الإفطار حتى العودة إلى بيوتهم بعد الانتهاء من أداء المهام المكلفين بها من الجماعة، حيث يؤدى عدد منهم، الذين اعتادوا المشاركة وقيادة المسيرات التى تدعو لها الجماعة، صلوات كثيرة، وبعدها يدخلون فى حلقات لقراءة القرآن الكريم تعقبها صلاة العشاء والتى تشهد خشوعاً ودموعاً وبكاء، ثم يؤدون صلاة التراويح قبل الانطلاق إلى الساحات لبدء معركة الشارع.
على بعد أمتار قليلة من المسجد، ينتظر عدد من الشباب يقدر بالعشرات، وبرفتهم سيدات وفتيات أقل عدداً، يتقدمهم جميعاً شاب ذو شعر طويل يرتدى تى شيرت تزينه شعلة نار، ويحمل طبلة، وإلى جواره آخر يشبهه فى تصفيف الشعر والزى، ويحمل دفاً، حيث يبدأ الاثنان فى وصلة سباب ضد وزارة الداخلية.
انطلقت مسيرة الجماعة، وانضم الشباب الخاشع الباكى إلى وصلة «شتم الداخلية»، ويحاول «ربيع»، الرجل المسن المؤيد للجماعة الذى يسير إلى جوار المسيرة، منع الشباب من إطلاق الألفاظ الخادشة للحياء، ويقول: «عيب يا شباب إحنا فى رمضان، ولسه خارجين من المسجد، مش إحنا اللى يخرج مننا هذا الكلام»، يرد عليه شاب لم يبلغ عمره العشرين: «يا حاج مش خسارة فيهم الشتيمة.. كل لوجه الله».
ثم يعود الشاب لرفاقه ليغنوا على ألحان الطبلة والدف، بعد أن تم إشعال الشماريخ التى تطلق حماس هؤلاء الصبية الذين يراهم مصطفى محسن، ٥٢ سنة، أحد سكان منطقة العمرانية، غير مسؤولين ومدفوعين من قبل قادتهم، دون إدراك لخطورة ما يفعلونه، وإلى جواره الحاج أحمد ٦٢ عاما يقاطعه: «الشباب دول هم مستقبل البلد، وأجرأ منى ومنك، عملوا اللى أنا وأنت ما قدرناش نعمله، وقالوا للظلم لأ، قبل أن يعود مصطفى مرة آخرى ليؤكد لهم أنهم لا يعون ما يفعلون، وينجرون وراء قادة مغرضين يستخدمونهم لتحقيق مكاسب شخصية ليس أكثر».
تصل المسيرة إلى شارع فيصل، حيث نقطة مرور خالية قبل كوبرى الجيزة، حيث أشعل الشباب المولوتوف، وقذفوه قبل أن يتدخل الأهالى لمنعهم، ويرد الشباب بتوجيه الشتائم البذيئة للأهالى أقلها «يا عبيد البيادة».
تحركت المسيرة نحو شارع الهرم، حيث وصلت للنفق، وأغلقته تماماً، ووجه أحد السائقين السباب للجماعة ومرشدها العام الدكتور محمد بديع، فاعتدى عليه الشباب قبل أن ينقذه زملاؤه السائقون.
على جانب المسيرة، يحمل «عبدالرحمن»، ٢٤ سنة، عصاً فى يمناه، يقول إنه يستخدمها فى التصدى للبلطجية الذين اعتادوا التعدى على المشاركين فى المسيرة بشكل يومى «منذ وصل مرسى للحكم والعصا رفيق لنا فى تظاهراتنا، حيث ظهر البلطجية بقوة.. كانت بحوزتنا فى رابعة والنهضة، واستخدمناها فى الاتحادية بكثرة، لأننا تعرضنا لغدر، ولقى شباب منا حتفهم على يد المأجورين».
يسبق المسيرة بعشرات الأمتار عدد من الشباب يحملون عبوات «الإسبراى» يرسمون الشعارات والشتائم الموجهة لرئيس الجمهورية.