(شموع تنير لك طريق حياتك )
للشاعر والأديب فايز البهجورى

لا غنى لأى شخص عن الآخرين.
فهو معهم وبهم يعيش . وبغيرهم لا يستطيع أن يمارس حياته ، ويوفر حاجاته . ويسعد نفسه  فى رحلة عمره.
 هو بحاجة الى الزارع والصانع والتاجر يوفرون له غذاءه وكساءه
وهو بحاجة الى الطبيب يرعى صحته .
 والى رجل الأمن يوفر له أمنه وحمايته
وهو بحاجة الى الآخرين يساعدونه فى مشوار حياته  .
 ولكن - فى نفس الوقت – هو فى حاجة الى أن يحقق ذاته  . ولا يلغى خصوصيته  واستقلاليته ، ويذوب فى  متاهات الآخرين  . ويتحول الى  " مجرد نسخة مكررة طبق الأصل"  منهم .
 أو الى " مجرد رقم " من " كم غير محدود العدد من البشر " . لا فرق بينه  وبين أى  " رقم آخر " فى الجماعة  .
أو  بدون " كيف " (أى صفات ) تميّزه  عن أى "كيف" آخر منهم .
 والمشكلة الصعبة هنا  أمام أى شخص  هى كيف يحقق  تلك " المعادلة الصعبة " بين " حاجته الى  تحقيق ذاته  واثبات خصوصيته"، وبين " حاجته الى الجماعة التى يتواجد فيها " ، دون  احداث صدام معها .
    
 هنا يتجلّى " ذكاء الشخص"  . وتسيطر عليه "حكمة الحكيم " أو "حماقة الأحمق " .
                                  
 وفى هذا الاتجاه اليك أيها القارئ الذى لا أعرفه ، بعض الشموع  التى قد تنير لك طريق حياتك  . 

  انها حصاد  بعض تجاربى مع الزمن ، ومع الآخرين، فى مسيرة حياتى .
  خذ منها ما تراه مفيدا لك . والقى فى أى مسطح مائى  ما  لا  يروقك منها .
 فقد تستفيد منه سمكة فى مواجهة حوت . أو درفيل فى مواجهة تمساح .

 عندما تتعامل مع الآخرين
•    لا تجعل العمل معك مرهقا  أو يتسبب فى احداث ضرر للآخرين  .
 حتى لا ينفرون منك ويبتعدون عنك
•    وفى الحالات الحرجة عند الخصام او الخلاف مع أحدهم .
 حاول أن تبحث عن الوسائل التى تقرّب بينك وبينه . وتتخلص من فجوة الخصام بينكما ، خاصة عندما يكون الطرف الآخر يمثل أهمية خاصة  بالنسبة لك : كالزوج والزوجة والأب والأم  والأخ والأخت .
                                      
 أنت وأصدقاؤك وأعداؤك
•    اذا اجتمعت بأصدقائك وأقنعتهم بأفكارك ..  فهذا عمل طيب
•    واذا استطعت أن تتواصل مع أعدائك وتعقد معهم  اجتماعا ...  فهذا عمل رائع .
•    واذا نجحت فى أقناعهم بأفكارك ..  فهذا عمل عبقرى .

 تعلّم ثقافة الاختلاف
    ليس من الضرورى أن نتفق فى كل شيئ
ولكن من الضرورى أن لا نتخاصم لو اختلفنا فى شيئ.

 أنت وأخطاء الآخرين 
عندما يخطئ شخص  تتعامل معه  اذا كان خطأه  ينعكس سلبا عليه  قدّم له النصيحة. 
وله أن يقبلها أو يرفضها .
 أما اذا كان خطأه  ينعكس بالضرر عليك أنت ، 
فمن الضرورى أن تتصدى له وتقاومه  .

 الوجه القبيح  واللسان القبيح
 ليس من حقك أن تحاسب انسانا على " قبح وجهه" .
 ولكن من حقك أن تحاسبه على " قبح لسانه "
 فقبح وجهه لا  ارادة له فيه
ولكنه مسئول عن قبح لسانه .

تعلّم متى تتكلّم ومتى تصمت
قالوا اذا كان " الكلام من فضة "  ف "السكات من ذهب".
قلت تصدق هذه المقولة اذا كان الكلام " ثرثرة لا جدوى منها ".
 ولكن عندما يكون الكلام مطالبة بحق ضائع .
أو مواجهة لأفتراءات مدع  متطاول .
أو تفنيدا لأكاذيب كاذب.
أو دفاعا عن حق مظلوم ضعيف.
 هنا يكون "الكلام من ماس " و"السكوت عليه من صدأ الحديد" .
                                
الملاحظة الذكيّة من شخص حكيم.
 الشخص الذكى عندما يستمع الى " ملاحظة حكيمة" من شخص حكيم 
 تكفيه  مرة واحدة  ليعمل بها ... ويستفيد منها.
    والشخص الغبى يسمعها أكثر من مرة . ويتجاهلها .
 ولا يتنبه لقيمتها الا بعد أن يواجه كارثة . ويدفع ثمن تجاهلها باهظا .

أنت والشر

ان لم تستطع عمل الخير.
لا تفكر في عمل الشر.
إن لم تستطع أن تصبح ملاكا
لا تكن شيطانا

You and evil

If you can’t make good,
never, ever make evil .
If you can’t be an Angel,
never turn to a Devil.

عن كتاب : دعونى أعلمكم الحكمة  لفايز البهجورى