الأقباط متحدون - الفن بين سيطرة الدولة وسيطرة المزايدين
أخر تحديث ٠٠:٤٥ | السبت ١٩ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣٢٥٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الفن بين سيطرة الدولة وسيطرة المزايدين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مينا ملاك عازر
يتعرض الفن المصري لأزمة لا جدال فيها منذ وقف عرض فيلم حلاوة روح، وهو الأمر الذي لا يعنيني من قريب أو من بعيد فلعله أسوء أفلام السبكي إباحية، ولعله الأسوء في تاريخ السينما المصرية لكن وقفه بهذه الطريقة على يد محلب رئيس وزراء مصر أذى مصر أكثر ما أذى الفيلم، فلقد ظهرنا بمظهر المعادين للإبداع، وهذا كان له المتخصصين فيه من الرقباء الذين أجازوه

مما يعني أن الدولة تتدخل في أعمال الإبداع، وهو أمر يؤسفني، هذا إن كان حلاوة روح إبداع، على كل حال كان من البديهي أن تبتعد الدولة عن هذا الإسفاف ولا تعطه قيمة، لكن ما جرى قد جرى، غير أن ما أقدم عليه محلب دفع المغالين أن يغالوا، والمزايدون أن يزايدوا، وها هم فعلوا، ففي بداية رمضان أوقفوا عرض مسلسل أهل أسكندرية للاستاذ بلال فضل

وهو الذي كتبت مهاجماً له في عامود لسعات وللفنانين عمرو واكد وبسمة وهشام سليم والأخير لا غبار عليه، فهو إنسان محترم لكن الأول والثاني من علامات المعارضة للثلاثين من يوينيو وهذا يحق لهم، لكن منع عرض المسلسل بامتناع القنوات الفضائية من شرائه أضر من موقف الدولة وأبداها متدخلة وضاغطة، والحجج المُساقة أظهرت سوء التبرير، وعدم وجود إداري ناجح في البلد، ولايوجد مبدع.

فلقد تعلل البعض بأن المسلسل سالف الذكر يسيء لرجال الشرطة مع أنه كما عرفت أنه يُظهر ضابط شرطة فاسد يحاكم ويحاسب على جريمته، على أي حال أن المسلسل يُظهر أن هناك ضباط شرطة سيئين فلا أظنه سيظهرهم بالسوء الظاهر في مسلسل الصياد مثلاً، الذي يروي أن ثمة خلية سرية بجهاز شرطي ما وتلك الخلية السرية فاسدة تُهرب السلاح وتقوم بعمليات خطيرة ضد البلد، ناهيك عن ما يقوم به الضباط من تلفيق القضايا لبعض، وإبطال قضايا تُلبس للبعض الآخر، أي سوء أكثر من هذا سيقدمه مسلسل أهل أسكندرية!؟

ورغم هذا يُعرض مسلسل الصياد، كما لا أظن أن المسلسل سالف الذكر لن يقدم أسوء مما يقدمه مسلسل دلع بنات الذي يظهر الشرطة مخترقة وتتعاون مع بعض الهاربين ومحاميهم لتهريبهم من رقابة الشرطة لهم لألاتتمكن من القبض عليهم!! ورغم هذا يعرض مسلسل دلع بنات ناهيك عن مسلسل سجن النسا الذي يظهر جلياً تخاذل وتراخي الدخلية في ضبط سجونها التي يحدث بها كل شيء خارج عن القانون من تعاطي واتجار بالمخدرات إلخ...

فلماذا إذن أوقفتم أهل أسكندرية؟ ولماذا تحترفون صنع الأبطال من لا شيء؟ هل يقدم أهل أسكندرية ما لم يقدمه مسلسل الهروب الذي عرض وهو يقدم أسوء صورة ممكنة لضباط الشرطة، هل فساد  بعض ضباط الشرطة خفي على أحد؟ هل تراخيهم وتخاذلهم ينكره أحد؟ هل نحن نضع رؤوسنا في الرمال أم أنني أتوهم هذا!؟.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter