الأقباط متحدون - مائة عام على بدء الحرب العالمية الأولى
أخر تحديث ٢٣:٠١ | الاربعاء ٢٣ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣٢٦٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مائة عام على بدء الحرب العالمية الأولى

بقلم :   د.ممدوح حليم
يحتفل العالم يوم 28 يوليو الجاري بمرور 100 عام على اندلاع الحرب العالمية الأولى، تلك الحرب التي انطلقت شرارتها الأولى يوم 28 يوليو عام 1914. وتعد هذه الحرب واحدة من أعنف الصراعات التي عرفتها البشرية عبر تاريخها.

ولأن الحرب نشبت بين قوى أوربية لذا دعيت أولا ً "الحرب الأوربية"، ودعيت أيضا ً "الحرب العالمية" قبل نشوب الحرب العالمية الثانية، ودعيت أيضا ً "الحرب العظمى"، واستقرت التسمية على" الحرب العالمية الأولى".

استمرت الحرب أكثر من 4 سنوات حيث انتهت في 11 نوفمبر 1918. كان السبب المباشر لها اغتيال ولي عهد النمسا مع زوجته على يد طالب صربي أثناء زيارتهما لسراييفو في 28 /7 / 1914 ، فأعلنت الإمبراطورية النمساوية المجرية الحرب على مملكة صربيا.
 
لكن هناك أسبابا ً كامنة لها مثل الرغبة في التوسع الاستعماري، وظهور النزعات القومية في أوربا والرغبة في الانفصال، هذا بالإضافة إلى الجانب الاقتصادي.

لقد قامت الحرب بين قوات الحلفاء وضمت بريطانيا العظمى وفرنسا والإمبراطورية الروسية، وقوات دول المركز وضمت الإمبراطورية الألمانية والإمبراطورية النمساوية المجرية والدولة العثمانية ومملكة بلغاريا.

لقد أفضت هذه الحرب إلى نهاية الإمبراطوريات الألمانية والنمساوية المجرية
و العثمانية، وتشكلت دول جديدة في أوربا والشرق الأوسط.
 
 لقد مات في هذه الحرب 8 ملايين شخص، وتشرد الملايين، وخلفت الحرب وراءها ملايين المصابين والمعاقين، مما أدى إلى انخفاض معدلات المواليد وتراجع عدد السكان. وعلى الصعيد الاقتصادي أدت الحرب إلى انتشار الفقر والبطالة وإلى أزمات اقتصادية طاحنة، وتراجعت الدول المشاركة فيها اقتصاديا ً لصالح الولايات المتحدة الأمريكية واليابان.   

وما يهمنا في منطقتنا هو أن هذه الحرب أدت في النهاية إلى قيام دولة إسرائيل، وما تبع ذلك من تداعيات على مصر سياسيا ً واقتصاديا ً واجتماعيا ً حيث خاضت مصر حروبا ً انتهت إلى توسع إسرائيل وتوطيد وجودها، وانكماش مصر وتراجعها، بالإضافة إلى تحولها من الملكية إلى الجمهورية.

لقد تقاسمت إنجلترا وفرنسا تركة الدولة العثمانية من خلال اتفاقية سيكس - بيكوعام 1916 ، حيث انتدبت فرنسا على سوريا ولبنان، بينما انتدبت إنجلترا على العراق وفلسطين، وها بلفور وزير خارجية إنجلترا يصدر وعده أو تصريحه الشهير الذي أعلن فيه تأييد بلده لإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، مع وعده ببذل حكومته جهدها لتحقيق هذا الهدف، وقد صدر هذا الإعلان في 2 نوفمبر1917 .
و أيدته فرنسا وإيطاليا عام 1918، وأمريكا عام 1919

وأخيرا ً نقول إن هذه الحرب أنهت عمليا ً الحكم الإسلامي لدول المنطقة، وها كمال أتاتورك بعد سنوات قليلة يقول إن الدين سر تخلف الشعوب وينهي الخلافة مؤسسا ً لتركيا الحديثة، وها تركيا تسعى حاليا لإعادة سيطرتها على دول المنطقة بالتعاون مع قطر.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter