*الأمم المتحدة تكيل بمكيالين تجاه ما تسميه حقوق الإنسان.
كتب – محرر الأقباط متحدون
أستنكر وأدان البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، ما يحدث لمسيحيي العراق من تهجير وقتل وذبح على يد تنظيم الدولة الإسلامية بالشام والعراق "داعش"، مؤكدًا بإنه جريمة حرب.
وشدد في إتصال بوزير الخارجية اللبناني يطالبه فيه بإيصال صوتهم إلى المحافل الدولية متساءلاً: أين هم وأين الأمم المتحدة مما يحدث لمسيحيي العراق، مستنكرًا حالة الصمت حيال ما يحدث.
وأضاف في مؤتمر صحفي له بالأمس في المقر البطريركي في العطشانة بكفيا – لبنان: إن ما يحدث في العراق من تهجير ممنهج وعمليات سرقة وقتل يعد عملاً وحشيًا وغير مسبوق في العلاقات التاريخية بين مسيحيي هذه المنطقة ومسلميها، وبأن هذا النوع من الأعمال وهذا الشكل من المتأسلمين لا يمثل الإسلام الذي أمضينا وإياه ثلاثة عشر قرنًا ونيفًا.
وتابع: لذلك ندعو الإخوة المسلمين وقياداتهم لاتخاذ موقف واضح من هذا العمل وهذه الظاهرة المخالفة للنص القرآني، وفي الوقت عينه نستغرب الصمت الحاصل حتى الساعة إلا من بعض القيادات الروحية والمدنية والمراجع الإسلامية حيال ما حدث ويحدث في الموصل.
مستطردًا القول: إن تهجير شعبنا والاستيلاء على كنائسنا وتدمير مقدساتنا وسرقة أمتعة ومستقبل ومنازل أهلنا لن يثنينا عن حمل رسالتنا في هذا المشرق العزيز. وإن هذا الظلم الذي يخالف أولى الشرائع السماوية والإنسانية لا يدفعنا تحت أي مسوغ لطلب الحماية أو المساعدة من الدول الغربيّة، لا عن ضعف ولا عن خوف، بل لأننا مؤمنون أننا ملح هذه الأرض والشاهدون على القيامة إلى أبد الدهر، لكنّنا نطلب من شركائنا في الوطن أن يكونوا أوفياء للقيم الدينية والحضارية والإنسانية المشتركة بيننا عبر دعم وتوطيد الوجود المسيحي في هذه المنطقة من العالم وعدم الاكتفاء بكلمات التضامن من خلال دعوة الأنظمة التي تدعم وتسلّح وتموّل داعش وغير داعش إلى وقف ما تقوم به لأنّ هذا التعصّب وهذه الأعمال سوف ترتدّ على مَن يقوم بها ويدعمها عاجلاً أو آجلاً.
وأختتم خطابه مؤكدًا إنهم سيصعدوا الأمر إلى أعلى المرجعيّات الدولية في الأمم المتحدّة وهيئة حقوق الإنسان لمطالبتها بأن تقف مع الشِّرْعَةِ التي تدّعي بأنّها تعمل بها. ولا نطالب الغرب بأكثر ممّا تقتضيه شِرْعَةُ حقوق الإنسان وعدم استعمال الانتقائيّة في تطبيقها بين بلد وآخر ومكوّن اجتماعي وآخر.