سليمان شفيق
نعم أخطأت أمانى الخياط.. واعتذرت، وكل محبيها.. يكررون الاعتذار للشعب المغربى، وأنا فى مقدمتهم.. ولكن جل من لايخطئ، ومن منكم بلا خطيئة.. فليرجمها بحجر.. أو ليصمت.. خطأ أمانى يذكرنى بقصيدة عمنا أحمد عبد المعطى حجازى "مرثية لاعب سيرك " .. لنتذكرها سويا : فى العالم المملوءِ أخطاءَ .. مطالبٌ وحدكَ ألا تخطِئ.. لأن جسمكَ النحيلْ
لو مَرة أسرعَ أو أبطأَ.. هوى، وغطى الأرضَ أشلاءَ .. فى أى ليلةٍ ترى يقبع ذلك الخطأ
فى هذه الليلة! أو فى غيرها من الليالْ.. حين يغيض فى مصابيح المكان نورها وتنطفئْ
ويسحب الناس صياحَهم.. على مقدمِك المفروش أضواءَ.. حين تلوح مثلَ فارس يجيل الطرْفَ فى مدينتهْ.. مودعا .. يطلب وجد الناسِ، فى صمت نبيلْ ، هل متوقف أمام آخر ما يفعله الإنسان أم نقيمه على مجمل أعماله ؟
أمانى الخياط منذ عملها فى قناة النيل للأخبار.. عرفتها "يسارية وعروبية"، ومبدعة تثير حولها اللغط0.. حينما كانت مراسلة فى الأراضى المحتلة.. وسافرت.. وأخرجت فيلم " مستوطنة لاوطن" أثارت برؤيتها الفنية الطليعية حولها المشكلات، ولكنها قاومت وكتبت تقول: حينها شعرت أنى لا أنتقل من مكان إلى مكان بقدر ما كنت أنتقل عبر الوعى والزمن، وحزنت على أنى طوال الوقت كنت أختصر فلسطين فى أشعار درويش، رغم عشقى إياه إلى الآن، لكن بالنسبة لى كان الاحتكاك بهؤلاء البسطاء من الشعب الفلسطينى أكثر صدقا وتعبيرا وتجسيدا لواقعهم، وهنا قررت عندما أعود إلى مصر ألا أخاف الذين سيتهموننى بالتطبيع» .
منذ أن انتقلت أمانى لـ"أون تى فى"، وهى تخوض المعارك ضد الإرهابيين وطيور الظلام وجمعت من الخصوم ما ينوء بحملة الرجال، وكان ينتظرها كل صباح ضحايا الإرهاب أمام الشاشة فى الأحياء الفقيرة ويتنفسون الصعداء فى خطابها الشعبوى، الذى كان لايرضى المثقفين بالطبع، والآن يفتقد الفقراء وأبناء الشهداء والجرحى والمهمشين أمانى لأنها أخطأت ولكن هل سوف ينتهى الأمر بتعظيم هذا الخطأ من أجل إقصاء أمانى عن المشهد ؟
الجميع يعلم أننى عشت حياتى الصحفية لم أكتب مثل هذا المقال، ولكننى أقول لأمانى أنا معك لأنى أعرف كيف يحاول البعض تصفية الحسابات يا زميلتى العزيزة لن تكونى وحدك.. وأكرر: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر" فلا تذبحوها من أجل خطأ نراقبة جميعا وبشكل يومى .
نقلآ عن اليوم السابع