عرض/ سامية عياد
تعد أقواله بمثابة دستور الرهبنة ، له أقوال هامة فى عدم الإدانة وضبط الفكر والنفس ، له كتابات ترجمت الى لغات كثيرة ، إنه القديس أشعياء الأسقيطى أحد أعمدة الإسقيط .

تتلمذ على يد القديس مقاريوس الكبير والقديس أخيلاس ،ونظرا لتفوقه وأمانته وحبه للبرية ، كلفه القديس مقاريوس برعاية الرهبان الجدد وتعليمهم ، وقد تسلم القديس أرسانيوس فى بداية رهبنته ليتدرج معه فى الحياة النسكية ، كان جادا وبقدر ما كان مسئولا عن مئات من الرهبان والمتوحدين كان هو نفسه محبا لتعاليم الآخرين ، وكانت تربطه بالبابا أثناسيوس علاقة وطيدة إذ كان يتابع أخباره من خلال رسائله .

للقديس أشعياء الأسقيطى أقوال كثيرة تمثل منهجا نسير عليه فى الحياة ، وتمثل دستور للرهبنة لاسيما للمبتدئين من الرهبان ، من هذه الأقوال : "إذا ذهبت لتأخذ جسد المسيح فاحفظ فكرك وإياك أن يكون فى قلبك حقدا أو غضب على إنسان ، وإن علمت أن فى قلب إنسان عليك شيئا فأذهب واستغفر منه أولا لئلا تأخذ لنفسك دينونة وهلاكا" ، ايضا : "كل فكر يقاتلك لا تستح أن تكشفه لمن هو أكبر منك فى الروحانية فإن هذا الفكر يخف عنك ويفارقك ، واعلم أنه ليس شىء يفرح الشياطين مثل إنسان يخبىء أفكاره سواء كانت رديئة أو جيدة" .

ومن الفضائل التى دعا اليها القديس أشعياء ، العقل يحتاج ثلاث فضائل ترك الغضب ، وعدم التهاون، والتخشع ، وإذ وجد العقل ثلاث فضائل أخرى يثق أنه قد بلغ الحياة هى إفراز الجيد من الردىء ، والبصيرة فى الأمور قبل كونها ، وعدم الخضوع لأمر غريب ، وهناك أربع فضائل تزكى النفس: السكوت ، وحفظ الوصايا ، والانفراد ، والاتضاع ، إن حفظت وصايا المسيح كلها فقل بعد كل ذلك : إننى لم أرض الله قط فلنحرص أن نرضى الله حتى يرحمنا ويعطينا قوة لنغلب الشرير .

وقال أيضا : "عندما يريد الله أن يشفق على نفس وهى تتمرد إذ لا تحتمل شيئا وتصنع مشيئتها ، حينئذ يسمح لها أن تقاسى مما لا تريده ، وذلك لكى تطلب الله مرة أخرى" ، وعن الصمت والكلام قال "أحب الصمت بدلا من الكلام ، لأن الصمت يكنز أما الكلام فيبدد" ، "الحكمة ليست هى فى الكلام ، ولكن الحكمة هى فى معرفة الوقت الذى يجب فيه الكلام ، اصمت بمعرفة وتكلم بمعرفة، تفكر قبل أن تتكلم وأجب بما يوافق".