عاودت ليبيا تتصدر مانشيتات وعناوين الصحف ووكالات الأنباء والفضائيات بعد تجدد أحداث العنف فيها والتي أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والمصابين، وقيام العديد من الدول بإجلاء رعاياها من الدولة التي أصبحت مهددة بتدخل خارجي لفرض السيطرة الأمنية على المليشيات المسلحة والتي تسيطر فعليا على الوضع الأمني في الدولة الشقيقة...

ولقي 36 شخصا على الأقل مصرعهم في اشتباكات شهدتها مدينة بنغازي، شرقي ليبيا، بين القوات الحكومية وميليشيات إسلامية مسلحة، وأشارت تقارير إلى أن الهجوم وقع عندما هاجمت ميليشيات مسلحة قوات تابعة للحكومة الليبية في وسط مدينة بنغازي.

وحذر بشير الكبتي المسئول العام لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، الحكومة من الاستعانة بقوات دولية لحفظ الأمن في البلاد، وقال إنها فشلت في إيجاد حلول للكثير من الملفات وأفلست، وتريد أن تنقل ذلك للمجتمع الدولي. وشدد على أن أكبر خطأ يمكن الوقوع فيه هو إرسال قوات خارجية إلى ليبيا، وأضاف أن الحكومة كان ينبغي عليها أن تدخل وتحل الخلافات الواقعة بين الليبيين، لكنها تركت الحبل على الغارب.

وعلى الصعيد المصري أعلنت الجالية المصرية في ليبيا في وقت متأخر ليل السبت 26 يوليو أن 23 عاملا مصريا قتلوا لدى سقوط صاروخ على مسكنهم بالعاصمة الليبية طرابلس.

وأكد السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية أن السلطات المصرية تنسق مع السلطات الليبية للعمل على إبعاد جثث العمال المصريين ال23 الذين قتلوا في طرابلس جراء سقوط صاروخ جراد على منزلهم بعيدا عن مناطق الاشتباكات.

وقال عبدالعاطي:''نحن نناشد المصريين الخروج من طرابلس والخروج لمناطق أكثر أمنا، ونحن نحمل الحكومة الليبية المسؤولية ونطالبها بسرعة التحقيق في الحادث وهناك اتصال مع السلطات والأجهزة الليبية لمعرفة ملابسات مقتل العمال المصريين وما إذا كان قتلهم تم بشكل مستهدف أم بصاروخ عشوائي''.

ويرى الدكتور عبد الغفار شكر، نائب رئيس مركز البحوث العربية والأفريقية بالقاهرة ، أن المصريين الموجودين بليبيا يغامرون بحياتهم من أجل "لقمة العيش"، لافتا إلي أن ذلك وراء عدم استجابتهم لدعوات الدولة المصرية بمغادرة بليبيا، مضيفا، أن مصر قامت بالدور الواقع عليها في لحماية المصريين، وحذرت من السفر لليبيا ، كما طلبت من المقيمين هناك العودة.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن إجلاء جميع رعاياها في ليبيا، بسبب المتصاعد من قبل الجماعات المسلحة طرابلس، حيث تم إجلاء 150 شخصا بينهم 80 من جنود البحرية، في وقت مبكر السبت، وتم نقلهم عبر الحدود إلى تونس.

وبحسب مسئولين أمريكيين، فإن السفارة الأمريكية في ليبيا ستعمل من مكان آخر لحين تحسن الوضع الأمني في العاصمة، وأوضح مسئول رفيع في الخارجية الأمريكية إن بعض موظفي السفارة سيتم إرسالهم للعمل من السفارات الأمريكية الأخرى في المنطقة فيما سيعود آخرون إلى واشنطن.

وعلى الصعيد الدولي أعرب المبعوثون من أطراف دولية عدة عن القلق الشديد إزاء تدهور الأوضاع في ليبيا، مؤكدين، في بيان مشترك أصدروه اليوم السبت بعد لقاء جمعهم في بروكسل، أن "الوضع في ليبيا بلغ مرحلة خطيرة جراء العنف المتواصل في أنحاء البلاد".

والمبعوثون من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، دعوا كافة الأطراف في ليبيا إلى "وقف إطلاق النار خاصة مع حلول عيد الفطر المبارك".