رصدت التليجراف البريطانية الهجوم اللاذع الذى يتعرض إليه وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى من الصحف الإسرائيلية وسط محاولاته للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلى وحركة حماس فى قطاع غزة.

وقال تقرير التليجراف إن الصحف الإسرائيلية بمختلف توجهاتها أصبحت تهاجم مساعى وزير الخارجية الأمريكى، وهى فى ذلك تأخذ مسلك حكومة بلادها فى تعاملها مع وزير كيرى الذى فشل من قبل فى التوصل إلى سلام بين الحكومة الفلسطينية ونظيرتها الإسرائيلية.

وأوضح التقرير أن هجوم صحيفة "هاآرتس" التى تمثل التيار اليسارى الليبرالى فى إسرائيل على كيرى له دلالة عميقة على فشل الأخير فى مهامه بالشرق الأوسط، فقد كان يتعرض عادة إلى هجوم من المعسكر اليمينى فى إسرائيل ولكنه بات مؤخرا هدف للتيارات الإسرائيلية الأكثر مرونة.

وكانت "هاآرتس" قد وصفت عن طريق الصحفى "باراك رافيد" وزير الخارجية الأمريكى بـ"الكائن الفضائى" الذى ضل طريقة ليحط سفينته الفضائية بالشرق الأوسط دون معرفة اى شيئ عن المنطقة وسياساتها وتوازن القوى بها، وهذا يبدو فى تحركاته من أجل إيقاف الصراع الدامى فى غزة.

وأشار تقرير التليجراف إلى أن الهجوم الذى يتعرض له كيرى فى إسرائيل سببه إهمال المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار فى غزة الذى رفضتها حماس من قبل ومحاولة التقرب إلى قطر التى تدعم حماس ومعظم الحركات الإسلامية فى المنطقة، مشيرا إلى أن الصحف الإسرائيلية تبدى استغرابها من إهمال قوى مثل مصر والسعودية فى المنطقة للتقرب من قطر التى تصفها الصحف الإسرائيلية بمحطة الغاز.

وتابع تقرير التليجراف أن هجوم "هاآرتس" الأخير يمثل المسمار الأخير فى نعش الثقة بين الخارجية الأمريكية وإسرائيل التى تُعْتَبَر حليفة أمريكا الأولى فى الشرق الأوسط، فالعلاقة شهدت الكثير من التوتر منذ تهديد كيرى إسرائيل مطلع هذا العام بأنها تتحول إلى كيان عنصرى لافظ للفلسطينيين مما يعرقل أية محاولة لتحقيق سلام فى المنطقة ويشكك فى شرعية الدولة الإسرائيلية.