الأقباط متحدون - غزة للإيجار
أخر تحديث ١٠:٤٥ | الثلاثاء ٢٩ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٧٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

غزة للإيجار

بقلم: شريف إسماعيل   
لقد راعني حجم الخسائر الفلسطينية و التي فاقت كل احتمال، و زاد من تعجبي قدر اللامبالاة و اللا مسئولية التي يتحدث بها خالد مشعل و أتباعه عن الموقف و حساباته ، فكل معركة و أن صح و أطلقنا علي هذه المهزلة معركة ، فالمعركة دائماً لها حسابات و أهداف و قادة، و لكن المشهد هنا مختلف و  يؤكد أن ما يحدث ليس فيه أي حسابات أو أهداف أو حتى قادة.

 فالقيادة  هنا تنظر من الدوحة و تناضل من الإنفاق و المخابئ و من يدفع الثمن الشعب الفلسطيني ، فلماذا كل هذا التبجح و العنترية لقيادة باعت نفسها و باعت قضيتها بل و ضحت بشعب ظن يوما أن حماس هي الخلاص و الضمير و الأمل في مستقبل القضية الفلسطينية ، ثم فوجئ بكل هذه الكوارث بعد أن أصبح تحت قهر السلاح و بات يحكم بالحديد و النار و أصبحت القضية الفلسطينية في مزاد لمن يدفع أكثر ، و السؤال هنا لماذا رفض مشعل المبادرة المصرية ؟.

 بالرغم أنة يعلم أن الشروط التي وضعها لتعديل المبادرة تنبني علي مغالطات ولن تحقق أو تضيف جديد فغزة تحت الاحتلال و مدينة منقوصة السيادة و تقع تحت السيطرة الإسرائيلية و بالتالي أي مطالبة بفتح المعابر ستدخل في أطار الاتفاقية التي وقعتها السلطة و إسرائيل و الاتحاد الأوربي وبرعاية واشنطن في باريس عام ٢٠٠٥ وهي الاتفاقية التي نظمت عمل المعابر تحت أشراف أروبي، و تحت سيطرة إسرائيل و هو ما يعبر في حقيقته علي شئ واحد و هو أن المعابر تعمل تحت السيطرة الإسرائيلية سواء كان بالنسبة لتوقيتات العمل أو المواد أو الأصناف أو الكميات الواردة للقطاع أو خارجة منة و بالتالي أي طرح لحماس هو تحصيل حاصل سواء كان أنشاء مطار أو تشغيل ميناء فكل ذلك سيعمل وفق الاتفاقية بشروط إسرائيلية ، وخير دليل علي ذلك الموقف الإسرائيلي من حصار غزة بعد خطف "جلعاد شاليط" ، فكل تصريحات قيادات حماس و كل تلميحات مشعل الغرض منها إعلامًيا التجريح في مصر و المزايدة علي دورها و أعطاء مساحة لقطر و تركيا للتحرك و مهاجمة مصر حتى لو كان ذلك علي حساب الشعب الفلسطيني و الذي يدفع الثمن و خسارته تزداد يوم بعد يوم ، ولكن لماذا ؟ ، هل قيادات حماس لا تعرف أبعاد الموقف و حقيقته أم تهدف أغراض أخري ؟

بالتأكيد هذه القيادة تعلم بوضوح و دون أدني شك أن الخسائر الفلسطينية و الضحايا كانت بالعشرات عند طرح المبادرة المصرية، و فاق عددها  الآن الألف شهيد و الستة آلاف جريح ، و بالتأكيد تعلم هذه القيادة الرشيدة أنها تلعب علي عامل الزمن و تأمل في زيادة عدد الضحايا ظنا منها أنها ستحرج إسرائيل و تحرك الضمير الدولي للتدخل لوقف هذا النزيف و الخراب.

و بالتالي ستخرج علينا تلك القيادة و التي صمدت داخل فنادق الدوحة و أنقرة أو حتي بالخنادق بتأكيدات متبجحة مدعية إنها انتصرت  و تبدأ في التفاوض بعد أن تكون كسرت شعبها و دمرت غزة ، ولكنها في الحقيقة حققت أهدافها فالمطلوب تأكيد تلك القيادة أنها رقم هام في المعادلة الفلسطينية و أن لاحلول بدون حماس و أن السلطة الشرعية لا تمثل سوي الضفة الغربية و أن هناك قيادتنا للشعب الفلسطيني و بالتالي فأن أي اتفاقية لوقف أطلاق للنيران و للهدنة يجب أن يكونوا طرف فيها و بما يضمن شرعية دورهم في غزة بعد حصولهم علي اعتراف  دولي ضمني بذلك ، هذا بجانب التأكيد للمجتمع الدولي أن مصر لا تؤثر في عملية السلام و أنهم نقلوا الملف لقطر و تركيا ، بل الأهم أن هناك دور للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين يجب عدم إغفاله أو تجاوزه ، و أن أي مشروع لإعادة تعمير غزة و أي معونات للشعب الفلسطيني يجب أن تكون من خلالهم.

و ناهيك عن حقيقة هذا الامر ففور الإعلان عن بدأ أعادة أعمار غزة و عن رصد أموال و  معونات سيتكرر سيناريو كل أزمة ففي الحال ستنشأ شركات تعمل بقطر و تركيا و بالقاهرة تستولي مسئولية أعادة الأعمار بالتنسيق مع حكومة حماس و قيادات الإخوان و يتحول مشروع أعمار غزة إلي مشروع استثماري تشارك فيه قيادات حماس و رجال أعمال الإخوان بمشاركة قطرية تركية و تحت مظلة وطنية و أهداف نبيلة في ظاهرها و في باطنها مر، فالمؤامرة كبيرة و جاءت في الأساس لخدمة إسرائيل و إيجاد مبرر لها أمام المجتمع الدولي  تؤكد فيه إنها لم  تجد  أمامها شريك حقيقي للسلام و أن باستمرار حالة الانقسام الفلسطيني لن تكون هناك دولة فلسطينية و أن احتضان قطر لحماس هو تعزيز لدور الدوحة لضمان استمرار الانقسام الفلسطيني و هو ما يعطي لقطر دور استراتيجي من وجهه نظرها يضمن لها الحماية الدولية و الاستمرار ، أما تركيا فأنها بتفشيل هذا الملف و بتقديم الدعم لحماس و مساندة قطر ، فهي تؤكد للغرب أن دورها مستمر و ضامن لحماية أمن و استقرار الدولة العبرية و أنها قادرة علي توفير الغطاء الإسلامي لتنظيم الإخوان للمشاركة في أية حلول تضمن إفشال عملية السلام، و بالتالي إفشال أي تحرك مصري أو عربي يصب في هذا الاتجاه.

فللأسف الشعب الفلسطيني يتعرض لمؤامرة و الشعب العربي يتعرض لخديعة و أكذوبة كبري إلا و هي حماس ، فكل هذة القيادات و أن صح و أن أطلقنا عليها ذلك إلي مزبلة التاريخ.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter