الأقباط متحدون - الصم والبكم ليس لهم مكان بالجامعات!!
أخر تحديث ١٩:٠٧ | الثلاثاء ٢٩ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣٢٧٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الصم والبكم ليس لهم مكان بالجامعات!!

رئيس الوزراء
رئيس الوزراء
بقلم : مستشار أمير رمزى 
تلقيت اتصالا هاتفيا من إحدى السيدات تطلب منى التدخل والاتصال بالسيد رئيس الوزراء تستغيث به، حيث إن ابنها تخرج فى المدرسة (ثانوى صناعى) وهى مدارس خاصة بالصم والبكم،

ومتفوق فى دراسته إلا أنه ليس له مكان بأى جامعة، حيث إن الدولة تكتفى بتعليمهم الصناعى فقط ولا تسمح لهم بدخول الجامعة، علماً بأن ابنها وكل مجموعته بالمدرسة يناشدون أعلى سلطة بالدولة منحهم فرصة استكمال دراستهم، خاصة أن الدستور قد نص صراحة على الاهتمام بالمعاقين، وألزمت الدولة بتميزهم وتعليمهم والاهتمام بمطالبهم وتشغيلهم بصورة واضحة وصريحة..

إلا أننا نتساءل كيف نتوجه لإنشاء جامعة زويل وتعظيم دور البحث العلمى والتكنولوجيا، ونحث الجميع على تقدم الركب الحضارى فى مصر ونحن نضطهد المعاقين فى مصر ونسىء التعامل معهم.. هل تعلمون يا سادة أن كل المسموح به للصم والبكم فى التعليم حتى ثانوى صناعى فقط وغير مسموح لهم بالتعليم الثانوى...

هل تعلمون أن اللغة الأولى فى مدارس الصم هى اللغة العربية وليست لغة الإشارة التى نصت عليها جميع المواثيق العالمية.. هل تعلمون أنهم يدرسون التعبير والنحو، وأن الأساتذة واضعى امتحاناتهم ليسوا خبراء فى الصم ولا المدرسين يعرفون لغة الإشارة...

حتى المناهج التى يدرّسونها لا تناسبهم؟!.. فدراسة الصم والبكم فى الخارج يتم التعامل معهم بطريقة طبيعية فى المدارس فى وسط الطلبة الطبيعيين، مع تخصيص مدرسين وفصول خاصة داخل المدرسة،

فمنذ اثنى عشر عاماً تخرجت أول طالبة فى الأردن وحصلت على ليسانس آداب إنجليزى وسلمها الملك حسين الشهادة بنفسه، وهذا حال أغلب الدول العربية فى اهتمامها بالتعليم العالى للصم والبكم والمعاقين وعندما بادرت الحكومة المصرية منذ بعض السنوات بتطبيق الفكرة فى مصر وبدأت بكلية التربية النوعية فى جامعة الفيوم إلا أن السيد رئيس الجامعة فى ذلك الوقت رفض التنفيذ.
 
أين اهتمام الدولة بتعليم المعاقين فى مصر.. أهالى المعاقين يستغيثون من قلة المدارس جداً، حيث توجد محافظات ومراكز كاملة لم يتوفر فيها مدرسة معاقين واحدة، علماً بأن نسبة المعاقين فى مصر تصل إلى ١١%... المعاق فى مصر مظلوم ومهمل ولا تحترمه الدولة ولا تضعه فى أىٍ من حساباتها بدءًا من أرصفة الشوارع.. للطرق.. للمواصلات.. للتعليم.. للصحة.. حتى معاشاتهم أقل من الحد الأدنى لاحتياجاتهم الإنسانية.
 
بالأمس، جلست مع ١١٥ معاقا كانوا فى رحلة ترفيهية بالإسكندرية عن طريق إحدى الجهات الخيرية، وكانت شكواهم مريرة جداً، متألمين فى كل شىء، خاصة من إهمال الدولة لهم.. لى صديقى عقيد شرطة أصيب أثناء عمله وتخلف لديه شلل رباعى، قال لى إنه يتمنى أن يعيش خارج مصر حيث لا إنسانية مع المعاق هنا.
 
قضية المعاقين قضية كبيرة تحتاج لتضافر الجهود الحكومية والجمعيات الأهلية فى الدولة لوضعها من أولويات العمل الرئاسى والحكومى فى مصر.
 
أغيثوهم يرحمكم الله.
 
نقلآ عن المصري اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع