الأقباط متحدون - الاخوان والسلفيون
أخر تحديث ٠٠:٢٥ | الاربعاء ٣٠ يوليو ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٢٧٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الاخوان والسلفيون

بقلم: حنا حنا المحامى
شاهدنا وعشنا عاما أسود أثناء حكم الاخوان المسلمين.  وإنى اعتب عتابا مريرا على الاخوه المسلمين الذين لم يدركوا حقيقة هؤلاء الاخوان حتى قبل أن يستولوا على السلطه وتنكشف حقيقتهم المأساويه.

لقد كنت فى الاربعينات أعمل فى مدينة الاسماعيليه مع القوات البريطانيه.  وكان أن تصادف إجراء النتخابات برلمانيه فى تلك الفتره.  وكان المرشحان هما الشيخ حسن البنا والدكتور سليمان عيد.  وكنت حين أذهب إلى صوان الشيخ حسن البنا أجد زحاما لا تكاد تجد موضعا لقدم.  وحين يتكلم لا أقول يتكلم بل يتدفق منه الكلام فى سلاسه وبلاغه تشد الاذان ولا تكاد تسمع همسه أو كلمه إلا ما يندفع من فم حسن البنا فى سلاسه وقوه ولكن –رغم صغر سنى- كنت أدرك أنه فى تطرف.

مع ذلك فكان الدكتور سليمان عيد يعد بدلة البرلمان ذلك أنه فى ذلك الوقت كان لاعضاء البرلمان زى خاص.  وفعلا ظهرت النتيجه لصالحه.

كان موضوع الانتخابات استطرادا لابد منه.  وأقول إن خطب حسن البنا كانت تركز على الدوله الدينيه الاسلاميه.  وكأن الدوله ليس فيها إلا عقيده واحده هى الاسلام.  كما أن الدوله خلت كلية من القوانين الوضعيه التى تعمل على المساواه بين كل المواطنين ذلك أن القانون يطبق على الجميع دون استثناء ودون تمييز لأى سبب من الاسباب.  ولكن رغم صغر سنى كنت ألمس التطرف بل والانحراف فى خطاب حسن البنا.

كان أسلوب الاخوان منذ أن بزغوا على أرض مصر هو القتل والذبح والاغتيال.  وكنت رغم حداثة سنى أتعجب من هذا الاسلوب.  فقد كنت فى السابعه أحفظ خزء عم, وتبارك وقدسمع.  وكنت لحداثة سنى أقول فى نفسى:  ألم يحرم القرآن الكريم قتل نفس حرم الله قتلها إلا بالحق؟  وما هو الحق سوى إعطاء الضحيه أو القتيل فرصه للدفاع عن نفسه وشرح السبب الذى قتل بسببه إن وجد فعلا سبب قوى أو حتى غير قوى؟  كل ما هنالك أن أسباب القتل كانت تعتمل فى نفس الاخوان المسلمين وينصبوا أنفسهم حكاما وأصحاب سلطه.   فينفذوا حكم الاعدام لا أقول على الجانى بل على الضحيه.

فمثلا كان من أوائل اغتيالاتهم المستشار الخازندار لانه أصر على تطبيق القانون وحكم على شخص معين بالاعدام, ذلك أن الجريمه التى ارتكبها الجانى كانت تستوجب هذا الحكم.  إنه القانون.  ولكن أسلوب البلطجه دفع الاخوان للمطالبه بما يتعارض مع القانون.  فإذا التزم المستشار بتطبيق القانون وجب قتله.  هذا هو مفهوم الاخوان .... البلطجه والدم وعدم احترام القانون.  وفعلا اغتاله إثنان من الاخوان.  وقد حاولوا الهرب ولكن الجمهور لم يمكنهم من ذلك وتكأكأوا على الجناه وقبضوا عليهم.

وظلت فلفسفة الاخوان هى القتل والاغتيال والدم بل ....... الجريمه بكل ما فيها من معنى غير إنسانى ومقزز ومنفر.  وتلا ذلك اغتيال النقراشى ثم أحمد ماهر  ويقال إن الملك فاروق هو الذى عمل على اغتيال حسن البنا.  وإنى وإن كنت أرفض تماما إزهاق روح إنسان بيد إنسان آخر بمنآى عن القانون, إلا أنه لا يسعنى إلا أن أقول "من قتل يقتل ولو بعد حين".

كان أسلوب الاخوان هو إعلان الكراهيه للمسيحيين.  وقبل أن أتعرض لهذه المأساه أود أن أقول إن الاخوان بل كل من يكره المسيحيه يكره نفسه ويكره عقيدته ويكره الانسانيه ويكره العلم والثقافه.  ولست هنا فى مجال الحديث عن المسيحيه فهناك من هو أقدر منى.  ولكن إذا كان شخص مثالي يسلك فى سلم وسلام ومحبه للغير وإنكار للذات وتواضع وشفقه على الفقير ومتسامح لمن يسئ إليه ويلتزم بقول الصدق فهو شخص مثالى يكسب احترام الناس ومحبتهم بل وإجلالهم له.  وباختصار لم تكن هذه المثاليات هى التى نادى بها حسن البنا أو الاخوان المسلمون.  بل كان مبدأهم القتل والدم والحقد والكراهيه.

للمتأمل فى اسلوب الاخوان يرى أن جل همهم هو أمران:  السلطه والمال.  وشبقهم للسلطه ليس إلا من أجل المال.  والمال الذى يسعون إليه هو المال الذى يفوق الثراء أى المال الغزيز بل الغزير جدأ. ولو على حساب كل القيم.  وسبيلهم فى ذلك للاسف الشديد هو الصلاه والدين الظاهرين دون التقوى الحقيقيه.  أى أن الدين لديهم وسيله وليس هدفا بل وسيله لاغراض ماديه بحت بل وغير مشروعه.

أما كراهية المسيحيين فقد كان من باب الحقد عليهم وعلى نجاحهم.  إن مبادئهم الراقيه وأخلاقهم النظيفه والتى ترفض الكذب بكل صوره جعلتهم محل ثقه فى التعامل المادى.  وبذا نجحوا فى التجاره خاصة لان المراكز القياديه فى الحكومه والشركات الحكوميه كانت تقريبا موصده أمامهم.
وتأسيسا عل مبدأ الحقد المدمر والكراهيه السوداء فقد حقد الاخوان على نجاحهم وبرروا الاغتيالات والسرقات فكانوا يسطون على محلات الصاغه المسيحيين لسرقة أموالهم ومجوهراتهم.

ولما كان أنور السادات يعتبر نفسه إخوانى صميم فكان يبارك جرائم الاخوان ضد المسيحيين.  وحين جاهر بهذا الحقد وبدأ فى تهميش المسيحيين كافه فى مصر بل وكل أنحاء الجمهوريه وأن يجعلهم بوابين وماسحى أحذيه, كانت يد الله أسرع فاغتاله مريدوه ومحبوه ومن ناصرهم وأيدهم وحماهم وعضدهم لارتكاب كل أنواع الجرائم الغير إنسانيه على المسيحيين.  وبذلك دفع حياته ثمنا للشر.

عقب السادات وصل إلى الحكم المدعو حسنى مبارك.  وعلى مدى ثلاثين عاما لم يجد مبارك من ينصحه بأمانه وإخلاص.  فما كان منه إلا أن تمادى فى اضطهاد المسيحيين بصوره غير إنسانيه يتأفف منها أى شخص له ضمير أو أخلاق أو مبادئ. كان الخلاف يفتعل فى القريه بين المسيحيين والمسلمين.  فبدلا من إعمال الحكمه والاخلاق حتى يسود القريه السلام والمحبه والوئام كان العادلى يهجر المسيحيين من القريه بدعوى رخيصه شريره ألا وهى حفاظا على سلامتهم.  وكان هؤلاء المسيحيون الذين ابتلوا بالعادلى وبطانته يتركون منازلهم ومحلاتهم وصيدلياتهم وأموالهم وثمرة شقاء العمر فريسه لكل من تجردت ضمائرهم من المحبه والرضا والقناعه والسلام  بل والوطنيه.

لم يدرك العادلى ورئيسه مبارك أن هذا الاجرام يفت فى عضد مصر لعدة أسباب أولاها أن روح التعصب إذا انتشرت فهى تفت فى عضد مصر الغاليه فتضعف اقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا.  وهذا ما حدث تماما.  وفعلا حدثت النتيجه الحتميه وهى أن انهار اقتصاد مصر ووثب شباب مصر وثبة وطنيه قويه لا رجعة فيها فلقى العادلى جزاء ما اقترفت يداه الآثمه كما أن مبارك وأولاده أصحاب التركه المقبله لقوا ما يستحقوه من المجتمع ككل ومن القضاء والبقيه تأتى.

تلا ذلك الاخوان المسلمون الذين أتردد كثيرا وكذا الملايين فى أن يلقبوهم مسلمين لانهم لا يعرفون معنى السلام أو الوئام.
إن الحكم لديهم هو غايه وليست وسيله.  وسيله لنهضة الدوله وسيله لارساء العداله, وسيله للعمل على ازدهار الشعب ورخائه, لا وألف لا.  إن الحكم لديهم غايه يحقق لهم المال والثراء الفاحش الذى لا ينضب له معين.  فهم لا يعبأون بنهضة الدوله أو تقدمها أو تماسكها بل على العكس يعملون بدأب على نشر  الفرقه والتفرقه والخصومه والقتال والاقتتال والحرب والخراب والدمار  ولا يعنيهم إلا أمر واحد هو رخاؤهم وثراؤهم وعلى بقية  الشعب أن يحتسى من المرار والمذله حتى يمد يد العوز إليهم فيعطونه فى غطرسه وتعالى ما يتبقى من موائدهم.

ولما كانت الدوله لا تتقدم إلا بالتعاون والتضافر على نحو ما تدركه وتطبقه الدول الاوروبيه والامريكيه التى تجرم أى فرقه أو تفرقه حتى يكون الجميع منصبين ومكرسين لخدمة عملهم وبلدهم فقد كانت النتيجه حتميه أن انهار اقتصاد مصر ولو أن ثلة الاخوان الذين امتصوا دماء بلدهم القى بهم فى السجون.

ما تقدم يعبر فى عجاله عن فلسفة الاخوان فى الحكم.  وأن كل همهم المال والجاه الذى يحققونه من خلال الحكم.  وتبا للمطالبه بأى عداله فإن كل شئ ولو كان كريها له لديهم رد ومبرر.  وطبعا كانت النتيجه الحتميه أن ينهاروا وتنهار سياستهم إلى غير رجعه.

وذهب الاخوان ..................................!!!!!!

ولكن هم مصر مصابه بسرطان داخلى بحيث لا تفيق؟  لقد برزت مجموعه أيضا تدعى التدين ولا تؤمن إلا بالكراهيه والدم والتقسيم والانقسام.  وهؤلاء اطلقوا على أنفسهم "السلفيون".  أى أنهم السلف الصالح لمجموعه ظهرت فى السعوديه التى كانت قفرا منذ ألف وأربعمائه عام.  هؤلاء السلفيون النازحون إلى مصر إلى بلاد الخير والسلام والسلم يريدون أن يكونوا خلفا طالحا للاخوان. ويريدو أن يحملوا الحضاره الانسانيه القهقرى إلى ما قبل التاريخ.

بسلامتهم ينادون دون حياء أو خجل أو وجل أو كرامه بأنه لا يجوز للمسيحيين والمرأه مسلمه أو مسيحيه أن يتبوأوا منصب رئيس للجمهوريه.  والامر لا ينصب على المنصب أو المركز ولكن ينصب على مكانة الاقباط الذين لا بد وأن يكونوا طبقه دنيا ليس لهم من الحقوق ما للمسلمين.  صوره لا توصف إلا بأنها وضيعه.

وأطلق هذا الشعار مخلوق يدعى البرهامى.  ولتعرفوا من هو البرهامى هو والد الولد الشرير الذى راود السيده المسيحيه فى سيدى جابر بالاسكندريه عن نفسها فلفظته وهددته بالشكوى فما كان منه إلا أن اغتالها واغتال شقيقة زوجها التى كانت فى زياره للقاء شقيقها الذى سيصل من البحر الاحمر فى أجازه.  كما قتل الطفله البريئه وعند وصول الزوج لم يجد ما يردعه من ضمير أو أخلاق أو قيم فاغتاله أيضا وذلك طبقا للروايه الصادقه التى أذيعت عن الجريمه.  هذا هو الشاب المؤمن إبن البرهامى.  ذلك البرهامى الذى يعتبر نفسه أعلى مرتبه من المسيحيين الذين لا يحق لهم قيادة بلادهم. بل قيادة البلاد قاصره عليه وعلى أبنائه حتى تسيل الدماء وتموت الضمائر وتصبح الجريمه هى تحية الصباح.

وكم أدهشنى بل آلمنى أن يكون هذا المخلوق الملقب البرهامى طليقا حتى كتابة هذه السطور.

ولكن يبدو أن التاريخ يعيد نفسه.  وهذا ما أحذر منه  كلية فى هذه السطور.  إن إمثال البرهامى لا يقبأون بتقدم مصر أو ازدهارها بل على العكس إنهم يريدون له التخلف والخراب لانهم يتعيشون من هذا الخراب ويستثمرونه فى ستار الدين وللاسف سيجدون من الجهله ما سوف يصدقونهم بل ويتبعونهم فى غيهم وفى أحقادهم.  والبادى من موقف البرهامى أنه أصبح الهجوم على الاقباط وكراهيتهم طريقا سهلا لتحقيق ثروات وشهره.  ذلك لان هؤلاء القوم فى حقيقة أمرهم لا يخافوا الله ولا يرعوا الضمير ذلك أنهم خلو تماما من الاهازيج التى يسمونها ضمير أو أخلاق.  إنهم كالاخوان بلا ضمير ولا ثقافه عامه ولا أخلاق ولا قيم بل يتعيشون من إثارة الفتن وبث الاحقاد والضغائن والكراهيه.  بذلك يمكن أن نسميهم شر مستطير تعيث فى مصر فسادا وإفسادا.  وللاسف لا نجد من يقومهم أو يثقفهم أو يعلمهم معنى الاخلاق أو الادب.

وهنا يثور التساؤل هل تنتظر الحكومه الحاليه مع ما بها من أثقال وأحمال أن يعمل البرهامى على ارتكاب جرائم الانفصام  والفرقه والتفرقه ونحن فى مسيس الحاجه إلى التضافر والتعاون فى كل صغيره وكبيره حتى ننهض بالوطن الجريح بعد ما أصبه من خراب ودمار على يد أمثال الترهامى الذى يكره التراب الذى يسير فوقه ؟

السيد الرئيس السيسى إن جهودك العظيمه وتفانيك فى حب مصر من أجل نهضتها ومثلك العليا التى كنا تواقين أن نشاهدها تسود مصر لا يجوز إطلاقا أن تترك مثل هذا البرهامى يعيث فى مصر فسادا وإفسادا.  إننا فى  حاجه إلى كل قطرة عمل وكل لفظه محبه من أجل مصر ورخاء مصر وازدهارها وليس لامثال البرهامى فى مصر مكان.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter