الأقباط متحدون - عَذَابُ القَبرِ بِينَ الحَقِيقَةَ والخُرافة
أخر تحديث ٠٠:٣٤ | الجمعة ١ اغسطس ٢٠١٤ | أبيب ١٧٣٠ ش ٢٥ | العدد ٣٢٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عَذَابُ القَبرِ بِينَ الحَقِيقَةَ والخُرافة

بقلم: الشيخ د مصطفى راشد عالم أزهرى
ورد إلى موقعنا على الإنترنت  عشرات الأسئلة  عن موضوع عذاب القبر وهل هو حقيقة تستند على جذور شرعية أم خرافة ؟ --- وللإجابة على هذا السؤال  نقول :- 

بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد

فهناك من  يقول بشرعية وجود عذاب القبر  - - ويستند فى رؤيته على بعض آيات القرأن الكريم والأحاديث الشريفة  -- مثل قوله تعالى: { النار يعرضون عليها غدواً وعشيّاً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب }( غافر: 46 ). وقوله تعالى  { فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون }( الطور: 45-47) وقوله تعالى { ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون }( الأنعام: 93)  ثم حديث ابن عمر  أن رسول الله ( ص ) قال: ( إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار، فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة ). وحديث  أبي هريرة  (ض)عن النبي(ص): ( أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال ) رواه  مسلم  . وحديث  عائشة  رضي الله عنها أن يهودية كانت تخدمها ، فلا تصنع عائشة  إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية : وقاك الله عذاب القبر . قالت : فدخل رسول  [ ص] علي فقلت : يا رسول الله ، هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة ؟ قال : " لا ، وعم ذاك ؟ " . قالت : هذه يهودية لا نصنع إليها شيئا من المعروف إلا قالت : وقاك الله عذاب القبر . قال : " كذبت يهود ، وهم على الله كذب ، لا عذاب دون يوم القيامة " . قالت : ثم مكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث ، فخرج ذات يوم بنصف النهار مشتملا بثوبه محمرة عيناه ، وهو ينادي بأعلى صوته : " أيها الناس ، أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم ، أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر ، فإن عذاب القبر حق "  .

  وما رواه  البخاري  في كتاب الجنائز "باب الجريدة على القبر". عَنِ  ابْنِ عَبّاسٍ  (ض) ما قَالَ: مَرّ رَسُولُ اللّهِ (ص)عَلَى قَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ. فَقَالَ: أَمَا إِنّهُمَا لَيُعَذّبَانِ، وَمَا يُعَذّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنّمِيمَةِ، ثُمّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقّهَا نِصْفَيْنِ، ثُمّ غَرَزَ فِي كُلّ قَبْرٍ وَاحِدَةٍ. فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟ فَقَالَ: لَعَلّهُ يُخَفّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.   وغيرها من الأحاديث –---------  وبمناقشة هذه الأدلة  بموضوعية بغية الوصول للحقيقة التى تتوه عن البعض بحسن نية  -- نقول بكل تأكيد وجزم ، أن جميع الأحاديث التى وردت  كدليل لوجود عذاب القبر ،هى  أحاديث مقطوعة السند وغير متواترة أى غير صحيحة ، رغم ورود بعضها فى مسلم والبخارى ( ونستطيع مناظرة من يقول بغير ذلك )  مما يعنى أن هذه الأحاديث  لا تصلح أن تكون سنداً لحكم شرعى وهو أمر لا جدال فيه ومتفقً عليه  ------------  أما الأيات القرآنية  التى أتو بها  فقد جانبهم الصواب فى فهما وتفسيرها ، لأن الآيات تتكلم عن عذاب الأخرة، والتأويل الضمنى  الذى يذهبون إليه لا يصلح سنداً ،فى ظل وجود آيات  تنفى ذلك واضحة الدلالة ،--  والقرآن الكريم هو من  يرد على تفسيرهم الضمنى  بنصوص كما قلنا قاطعة واضحة الدلالة  مُنكرها يخرج عن الملة -- وهو قوله تعالى  { وما أنت بمسمع من في القبور }(فاطر: 22) والخطاب هنا موجه للنبى وكذا قوله تعالى  { لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى }( الدخان: 56) . و قوله تعالى: ( وإنما توفون أجوركم يوم القيامة ) (آل عمران:  185 ) أى لا يوجد يومين للحساب  وقوله: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ) (إبراهيم:  27 )، فالقول الثابت للأحياء في الدنيا أو يوم القيامة، وليس هناك دليل على أنه في القبر، وهذه الآيات في جملتها تنفي وجود عذاب في القبر

ايضا  النبي – (ص)- بشر، وعذاب القبر غيب لم يطلع عليه بشر، فكيف يُخبر النبي أصحابه بهذه الأمور، ولو كان عذاب القبر له أصل لرأى النباش في القبور آثاراً للعقاب على الميت، فيشاهد عليه أثر الضرب أو ضم الأضلاع واختلافها، وكيف يكون هناك ميتان بجوار بعضهما أحدهما يعذب والآخر ينعم؟ وهل كل ميت يعذب، أم أن العذاب واقع على المقبور فقط؟لآن هناك من يموت فى الجو والبحر ، وكيف تتسع الأرض وتضيق، وقد أخبر الله أنها هامدة؟ فما القبر إلا موضع ليواري سوأة الميت

كما أن تأليف وإختلاق فكرة الثعبان الأقرع بالقبر لإرهاب الناس ، دون أن يكون لهذا الأقرع أى أساس  أو دليل قرآنى أو سنى ، لهو أكبر دليل على رغبة هذا الفريق فى إرهاب الناس ولو بالكذب على الله ، لذا ندعو الله أن يهديهم إلى الحق والرحمة والسلام التى غابت عنهم .

كما أن فكرة عذاب القبر هى فى الأصل عقيدة وفكرة فرعونية عاشت آلاف السنين قبلما لبثت أن رجعت الى الفكر الإسلامى متخفية فى أحاديث نبوية مختلقة ً وتفسيرات  غير صحيحة لبعض آيات  القرآن الكريم.
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه 

الشيخ د مصطفى راشد  عالم أزهرى مصرى  وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة
وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى
ورئيس منظمة الضمير  العالمى لحقوق الإنسان
E -  rashed_orbit@yahoo.com   
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699  
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter