بقلم: العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
وإلى متى سيرافقنا الحزن والألم والبكاء؟ لا يسعنا في عيد الفطر السعيد ونحن نرى ما يعانيه العرب والمسلمين, سوى أن نقول: لاحول ولا قوة إلا بالله, وكل عام وأنتم بخير ونبتهل إلى الله أن يبدل حالنا بأحسن حال.
كثيرون ممن ظنوا بأن ما يطلق عليه تسمية الربيع العربي أنه سيملأ العالمين العربي والاسلام بأزهار الحرية وثمار العزة والكرامة, بات حالهم كحال باقي العرب والمسلمون بعد مرور أربع أعياد من عيد الفطر يرددون قول ملك, حين قال: ما أردت هذا. أو يقولون: لاحول ولا قوة إلا بالله العلي القدير, ربنا فرج علينا مانحن فيه وتلطف بنا وبالعباد يا أرحم الراحمين. يبدوا أن الحزن والألم والبكاء الذين يرافقون مجتمعاتنا لعربية والاسلامية منذ عدة قرون لم يملوا صحبتهم ويعتزون بصداقتهم, وقد يرافقونهم لعقود, طالما مازال بعض العرب والمسلمين:
1. يخلط بين العدو والصديق, أو يعتبر الصديق عدو والعدو صديق, ويغفر ويحاسب بمزاجيته التي توافق مصالحه وأهوائه ورغباته ويتعامل بقسوة مع أخيه العربي أو المسلم. 2. أو يجهد لتكون الصراعات التي يخوضها العرب أو المسلمين صراعات عربية- عربية, أو اسلامية- إسلامية, أو فتن وحروب أهلية دامية داخل الوطن الواحد. 3. أو من يظن أنه بمعلوماته أو خبراته المتواضعة في الفقه وعلوم الدين والسياسة والاقتصاد قادر على بناء دولة مرهوبة الجانب, وإعادة بناء المجتمعات من جديد. 4. أو من يعتقد أن بناء أو تصنيع أو تجميع النخبة في مجتمع من المجتمعات إنما يكون بتشكيل تنظيم سياسي أو حزبي أو تنظيم مسلح أو تيار بلون زاهي يرتاح إليه. 5. أو من يرى مصالح الدول الكبرى في هذا العالم كما يعجبه أو يرضيه أو يشتهيه, متناسياً أو جاهلاً أن مصالح الدولة العظمى تفرض على أنظمتها الاهتمام بكل شبر على سطح الارض, حيث يخصص له العشرات من المعاهد البحثية المختصة بشؤونه, والتي يعمل بها الآلاف من الأكاديميين المختصين بكافة العلوم من التاريخ والسياسة والاقتصاد والرياضيات والاحصاء والتحليل والمجتمع و الطب والقانون والنفس. والتي تصدر الابحاث العلمية الدورية مرفقة بالتقارير الاستخباراتية, والتي كلها تساعد صانع القرار في الدول الكبرى باتخاذ القرار العلمي المنهجي الصحيح بعيداً عن الشخصنة والاهواء والمصالح الشخصية لضمان مصالح هذه الدول وأمنها القومي. 6. أو وجود من يظن أن البرجوازية المحلية في دول حدد الاستعمار حدودها بمسطرته وقلمه بما يناسب مصالحه قادرة على كسب صراع اقتصادي مع البرجوازية العالمية.
يحزننا ويدمي قلوبنا ويقتت أكبادنا ما مر على الأمتين العربية والاسلامية في الماضي و الحاضر من أحداث مأساوية. والتي لو استعرضناها, لفتت أكبادنا منها الأحداث التالية: • مناظر القتل والخراب والدمار وجثث النساء والاطفال والرجال, وحال المهجرين والنازحين في المخيمات. ومناظر الجثث المقطعة الأوصال, و جثث الغرقى في البحر الأبيض المتوسط ممن حاولوا شق عبابه إلى أوروبا بحثاً عن ملجأ آمن, أو عن لقمة عيش يسدون بها الرمق أو رمق الأهل, بعد أن تقاعست منظمات الاغاثة الدولية والعربية والاسلامية عن إغاثة المنكوبين والمهجرين من اوطانهم إلى دول عربية واسلامية بعض دول العالم. و بعد أن أوصدت دول عربية وإسلامية أبوابها في وجوه النازحين والمهجرين من العرب والمسلمين, أو راحت تضايقهم, أو تتغاضى عن سطو اللصوص عليهم, وتحرش عديمي الشرف والاخلاق بأطفالهم وبناتهم ونسائهم. • جريمة اغتصاب فلسطين, وحال اللاجئين الفلسطينيين. والبعض مازال منهمك بتحميل مسؤولية الجريمة, وهزيمة العرب في حرب 1948م لمن ثاروا وأسقطوا بعض الحكام المسؤولين, أو لمن كانوا اطفال عام 1948 أو لمن ولدوا بعدها بعقدين. • هدر الوقت من لم يكلوا ويملوا من اتهام من تكرههم واشنطن بضياع فلسطين. ومازال البعض منهم يقضي ويحكم ويفتي ان تحرير فلسطين رهن بتحقيق الوحدة العربية أو رهن بحكم إسلامي, أو بكسب قلوب واشنطن ولندن وباريس. أو بالصبر كي تتغير قناعات بريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة الأميركية من إسرائيل. وأن علينا أن نبذل جهوداً مضنية لإقناعهم بأن مصالحهم مع العرب والمسلمين وليس مع إسرائيل, لأننا نملك النفط ونحن من نحمي البطن الغض لأوروبا العجوز. • مثابرة البعض منا على تبرير مواقف واشنطن ولندن وباريس الداعمة لإسرائيل, بذريعة وقوف بعض العرب والمسلمين مع حلف وارسو ضد حلف الناتو, و إجهاضهم قيام حلف بغداد.
أو تحالفهم مع ملحدين, واستخدامهم سلاح ملحد. وإسرائيل وحلفائها مسرورين إلى أبعد الحدود أن نكون بهذا الخلاف والشقاق والضياع والتيه. • حقد البعض الدفين على من سبقونا لرحمة الله , ومنهم الرئيس جمال عبد الناصر. وبالرغم أن بريطانيا وفرنسا وإسرائيل شنوا عدوانهم الثلاثي على مصر عام 1956م. إلا أن حقد البعض مازال يدفعهم لتحميل جمال عبد الناصر مسؤولية العدوان الثلاثي, ويشيد بمواقف دول وقفت مع العدوان الثلاثي, وتقيم علاقات مع إسرائيل, وتشاركها بمناورات عسكرية, وعلى أرضها توجد أهم القواعد العسكرية لحلف الناتو. • المواقف المتضاربة والمتضادة من حرب عام 1967م. فكل طرف يحمل المسؤولية لغيره, وهناك من وجد فيها فرصة للشماتة ببعض الرؤساء والأنظمة, دون أدنى احترام وتقدير لمشاعر من أستشهد في هذه الحرب, أو اضطروا للنزوح عن قراهم من جديد. • صفح البعض عن لندن وباريس احتلالهما لبعض بلادنا, ووطدوا العلاقات معهم. وتناسوا دماء شهدائنا الذين قتلهم الفرنسيين والبريطانيين. ولم يطلبوا منهم حتى تقديم اعتذار عن عدوانهم او احتلالهم, أو التعويض على ما ألحقوه ببلادنا من أضرار. • أدمت قلوبنا حوادث ايلول الأسود عام 1970م. وبعد أكثر من عقدين نسينا ضحايا أيلول الأسود وتوطدت العلاقات بين الكثير من أبطالها, وأغلق المحضر وحفظ الملف بعد أن حملت مسؤولية هذه الأحداث لفصيل مجهول وغير معروف. • أزهقت الحرب الأهلية في لبنان عام 1975م أرواح الكثير من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين, ودمرت مخيمات فلسطينية على رؤوس قاطنيها. وكانت أعيننا تفيض بالدموع على ما ينقله الاعلام من أعمال قتل على الهوية والدين والطائفة والمذهب. وبقدرة قادر تبخرت كل هذه الجرائم من سجلات القضاء والمحاكم . وسجلت جرائم الحرب الاهلية اللبنانية ضد مجهول بعد أن قفل المحضر. وتحول بعض مجرمي الحرب الاهلية اللبنانية وزعماء ميليشياتها إلى وزراء وقادة أحزاب وزعماء لتيارات ملونة, ورسل لتعميم قيم الحرية والديمقراطية.
وراح المجرمون الفعليون يحملون مسؤولية الحرب لمن كانت أعمارهم ذاك الوقت بين الأربع أو السبع سنين أو لمن لم يولد بعد. • دمرت إسرائيل المفاعل العراقي إبان حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران والتي استمرت لثمان سنين. وخلال هذه الحرب احتل الجيش الاسرائيلي مدينة بيروت, وقصفت البارجة الأمريكية نيوجرسي منطقة البقاع. وأجبرت منظمة التحرير الفلسطينية بكامل قواها بمغادرة لبنان في رحلة الترا تسفير الثالثة إلى تونس. وراحت إسرائيل تعتدي على تونس كي تصفي ما يمكنها تصفيته من زعماء منظمة التحرير الفلسطينية. بينما انشغلت مؤتمرات القمة العربية والاسلامية بإيجاد حل للقضية من خلال تقديم المبادرات والحلول, والتي أهدرت حقوق المسلمين والعرب والفلسطينيين. • غزا العراق الكويت فوجدها البعض فرصة سانحة ليروي أحقاده من العراق ونظامه. وتزلفوا لواشنطن كي تدمر العراق وتريحهم من خطر قواته وأسلحته إلى أبد الآبدين. ولم يبذلوا أي جهد كما أمرنا الله لحل مشكل أو خلاف بين شقيقين. وحررت قوات التحالف التي قادتها واشنطن الكويت بعد أن دمرت كل من العراق والكويت. • اتخذت واشنطن من احداث 11 ايلول ذريعة لغزو أفغانستان. واتبعوه بغزو واحتلال العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل. وحين ثبت أن الذرائع كاذبة ومفبركة راح من يبرر أن الغزو كان لتحرير الشيعة من حكم صدام حسين السني, ونشر الحرية والديمقراطية في العراق.
وفي الختام جاء من يخبرنا بأن واشنطن باعت العراق لإيران. • شنت إسرائيل الحرب على لبنان وغزة, وسفينة مرمرة التركية. فجاءت ردود أفعال الكثير من الدول العربية والاسلامية واهية ولا ترقى لمستوى يرضي الله ورسوله. • وحتى مسيرة عصر يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان التي انطلقت من قرب مبنى هيئة الاذاعة البريطانية في لندن وجابت قلب لندن لتنتهي بمهرجان خطابي عند السفارة الأميركية في حي مي فير الراقي وسط لندن إحياءً ليوم القدس العالمي اقتصرت على بعض أبناء الجالية الاسلامية من الباكستانيين والهنود والايرانيين وعدد قليل من ابناء الجالية العربية من العراقيين واللبنانيين وأتباع حركة (ناطوري كارتا) اليهودية المعادية لدولة إسرائيل. بينما راح بعض المسلمين والعرب يتفرج على المسيرة. والمظاهرة نقلتها وسائط إعلام كثيرة . ونقلت صورة اليهودي الذي وقف خطيباً في المسيرة, يقول: إسرائيل لا تمثل الديانة اليهودية إنها دولة للفصل العنصري. • تدمر إسرائيل غزة بوحشية يندى لها الجبين, وتغيب الجامعة العربية ومنظمة التضامن الاسلامي. وتتهرب بعض الدول العربية والاسلامية حتى من طرد السفير الاسرائيلي من بلادهم او إغلاق مكاتب إسرائيلية وتجارية في بلادهم على عدوانها. بينما تجمد تشيلي والبيرو علاقاتهما مع إسرائيل. وتعلن رئيسة الأرجنتين إسقاط الجنسية عن مجندي الجيش الاسرائيلي لكل من يحمل الجنسية المزدوجة الاسرائيلية والأرجنتينية. ويرسم الصليب النازي على سفارة إسرائيل في الأرجنتين من قبل أرجنتينين. • محزن ومبكي حين نرى حال التشرذم العربي والاسلامي قد بلغت مستويات لم نعهدها من قبل. وباتت تنخر واقع المجتمعات العربية والاسلامية بشكل خطير. • مطالبة واشنطن وبعض الانظمة والقوى العربية والاسلامية بحل بعض الأحزاب العربية والاسلامية, وحتى حل جيوش عربية واسلامية لإعادة تشكيلهم من جديد. وحتى حل الجيوش التي لم يمضي على حلها وإعادة تشكيلها ما يزيد عن العشرة اعوام. • مسارعة واشنطن لتقديم السلاح لإسرائيل خلال عدوانها الأخير على قطاع غزة. في حين صمتت الكثير من الأنظمة العربية والاسلامية عن إدانة الموقف الأميركي. • تبرير واشنطن وحلفائها كل عدوان إسرائيلي بذريعة أنه دفاع عن النفس, واعتبارها كل دفاع يلجأ إليه العرب أو المسلمين لمواجهة العدوان هو عمل إرهابي. • ويحزننا أن تصبح إسرائيل هي من تقرر على ألسنة قادتها من هو الطرف الدولي أو الإقليمي أو النظام العربي أو الاسلامي الذي تقبل به أن يكون الوسيط, أو تحدد من هو الحاكم العربي أو الاسلامي المخول بإبرام أتفاق وقف عدوانها على غزة.
• مسارعة واشنطن وحلفائها لإنقاذ إسرائيل من كل أزمة أو وورطة يتورط بها قادتها في عدوانهم الآثم على العرب أو المسلمين أو الفلسطينيين. بينما تسعى لإطالة أمد أي نزاع أو أزمة تعصف بالعرب أو المسلمين, كي تزهق فيها الكثير من أرواح العرب والمسلمين والفلسطينيين. وحتى المتاجرة بهذه الازمات وتوظيفها لخدمة إسرائيل. • و السؤال المحير: كيف تسمح واشنطن لدول أنظمتها وراثية وأقامت على أرضها أهم قواعدها العسكرية ومراكزها الأمنية أن تكون واحة لنشر قيم الحرية والديمقراطية في العالمين العربي والاسلامي, والمدافع عن العروبة والاسلام, وأن تحتضن قادة فصائل مقاومة وطنية وحركات مقاومة فلسطينية وملاذاً آمناً لمن هو مطاردون من إسرائيل أو دولهم ودول العالم بتهم الارهاب ودعاة تحرر وطني وقومي؟ وكيف يأمن هؤلاء على وجودهم في دول تكتظ بالقواعد الأميركية وأجهزة مخابرات أمن إسرائيلية واميركية, مهمتها التنصت ومراقبة أعضاء التنظيمات الاسلامية ومطاردتهم والقضاء عليهم بكل الوسائل المتاحة لهم بما فيها الطائرات المسيرة آلياً أو الصواريخ المدمرة؟
• وتنشط بعض وسائط الاعلام الدولية والعربية والاسلامية للترويج لمقولات لم نسمعها من قبل. وتخدم مصالح واشنطن وإسرائيل. ومن هذه المقولات المشبوهة: 1. أن فشل التنمية وضعف الاقتصاد وتراجع دخل الفرد وتخلف بعض الدول سببها انشغال هذا الدول بالقضية الفلسطينية. وكأن هدفهم طمس دور الفساد وعصاباته والنهب المنظم من بعض رجال الاعمال وكبار موظفي القطاع العام وبعض الموظفين في هذه البلاد. 2. تبرير مواقف بعض الانظمة الغير عادلة من الصراع العربي الاسرائيلي. 3. واعتبار أي انتقاد لعمليات التطبيع السري والعلني مع إسرائيل أو تقديم التنازلات لها ليست سوى مزايدات على مواقف هذه الدول والحكومات. 4. تبرير عدوان إسرائيل على قطاع غزة كرد على خطف ثلاثة إسرائيليين من حماس، بينما الاعلام الأوروبي والاميركي يبرئ حماس من عملية الاختطاف. 5. طمس أسس القضية الفلسطينية والتي تتلخص باغتصاب فلسطين والتوسع في الاستيطان والمستوطنات في الضفة والقطاع والعدوان المتكرر, وعمليات القتل والاغتيال والخطف, واحتجاز أعداد كبيرة من الفلسطينيين في المعتقلات كأسرى أو بموجب أحكام عنصرية تطال الفلسطينيين فقط, وقوانين الحصار الجائرة بحق الفلسطينيين والتي لا تقرها أية قوانين أو شرائع دولية. وحصر القضية بالخلاف على بعض المستوطنات, أو الخلاف الفلسطيني – الفلسطيني, والعربي – العربي, أو المصالحة الفلسطينية, أو سلاح المقاومة الوطنية, أو موضوع الانفاق بين سيناء وقطاع غزة, ومواقف بعض الحكومات من رفضها للمبادرة العربية ومن المصالحة الفلسطينية. 6. تبرير هرولة بعض الدول العربية والاسلامية نحو إسرائيل. والاشادة بنجاح التنمية في دول عربية وإسلامية تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. 7. الصمت عن المقدسات الاسلامية التي ينتهكها الكيان الصهيوني, وتقزيم دولة فلسطين بأرض تقتصر على الضفة وغزة و أجزاء من القدس الشرقية. 8. وإعلاء أساليب السب والقدح والشتم والتحقير والسخرية والاستهزاء على باقي الأساليب الأخرى . وتلوين البرامج السياسية بأساليب العراك. وكأن الهدف الترويح لفكرة أن العرب والمسلمون لا يحبذون الحوار الموضوعي. 9. الجهد الحثيث لشرذمة الاسلام وإظهاره على أنه مذاهب وطوائف متناحرة تقاتل وتقتل بعضها بعضاً. وأنه لا يمكن لأحدها من أن يستمر طالما بقيت المذاهب والطوائف الأخرى. ولذلك فوجوده مرتبط بالقضاء على الآخر. 10. شيطنة كل شيء بما يضر العرب والمسلمين ويخدم واشنطن وإسرائيل. منذ أكثر من ثلاثة أعوام ونحن ثكالى وحزانى وأعيننا تفيض بالدمع على المآسي والمصائب والفتن التي رافقت ما أطلق عليه تسمية الربيع العربي. ومازالت حياة العرب والمسلمون يكتنفها البؤس والحروب والحزن والألم والبكاء والتناحر والصراع طيلة عدة قرون بما لا يرضي الله رب العالمين ورسله وانبيائه وخاتم المرسلين محمد صلوات الله وسلامه عليه. وأصبحنا لا ندري لمن ندعو!! وعلى مَن ندعوا!! ولا ماذا نطلب من الله رب العالمين. ونحن لا ندري، هل الذين ندعو لهم ونستنجد بهم سيكون فيهم خيرنا أم هلاكنا ؟
. وأعداء العروبة والاسلام مسرورين على الحال التي وصل إليها العرب والمسلمين. ويتهمون العرب والمسلمون بأنهم أعداء أنفسهم وأعداء بعضهم، وأن القاتل والظالم والجاني والارهابي هو من بني جلدتهم. وأنهم المسؤولون عن كل ما أصابهم ويصيبهم منذ عشرة قرون. وكل ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى هو الوضوح في الرؤية، قبل مناجاة الله بدعواتنا، خشية أن نزيد على سوء تدبير أمرنا سوء سؤالنا. فوضوح الرؤية سيكشف الكثير من الحقائق التي يسعى أعدائنا لطمسها أو تشويه معالمها أو تجاهلها. وحتى نصل إلى هذا الوضوح في الرؤية ومعرفة الحال التي نحن فيه, لا يسعنا سوى: الصبر وأن نقول: لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. الجمعة: 1/8/2014م
burhansyria@gmail.com
bkburhan@hotmail.com