صعد تنظيم "جبهة النصرة" -الذي يقاتل قوات بشار الأسد في سوريا- من هجماتها ضد قوات الجيش اللبناني في محاولة لنقل المعركة إلى الأراضي اللبنانية الأمر الذي يقف له الجيش اللبناني بالمرصاد، متوعدا من يحاول الاقتراب من بلاده، ما دفع بعض السياسيين اللبنانيين إلى مطالبة الدول الصديقة بالوقوف إلى جانب الجيش اللبناني.. 

ومن جانبه أن استقدم الجيش اللبناني تعزيزات عسكرية كبيرة إلى بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، بعد اندلاع اشتباكات مع مسلحين عبروا الحدود، إثر اعتقال الجيش لأحد قادة جبهة النصرة.

اختطاف 20 من الأمن الداخلي ومقتل 50 وتوقيف 43 مسلحا

وأمس السبت، تبنى التنظيم اختطاف 20 من عناصر الأمن الداخلي اللبناني في منطقة عرسال، كما لقي جنديين لبنانيين مصرعهما في الاشتباكات، فيما أعلن مسؤول أمني لبناني عن مقتل 50 متشدداً في قتال مع الجيش اللبناني قرب الحدود السورية وسقوط عشرات الجرحى في صفوف المسلحين، وأوقف الجيش اللبناني 43 عنصرا من "الجيش السوري الحر" و"جبهة النصرة".

وقد تعهد الجيش اللبناني برد "حاسم" لمنع "نقل المعركة" من سوريا إلى أراضيه، وقال في بيان أن "الجيش سيكون حاسما وحازما في رده، ولن يسكت عن محاولات (المسلحين) الغرباء عن أرضنا تحويل بلدنا ساحة للإجرام وعمليات الإرهاب والخطف والقتل"، مؤكدا انه "لن يسمح لأي طرف بان ينقل المعركة من سوريا إلى أرضه، ولن يسمح لأي مسلح غريب عن بيئتنا ومجتمعنا بان يعبث بأمن لبنان".

كما  أعلن الجيش اللبناني عن مقتل ثلاثة جنود قتلوا وإصابة أربعة آخرون بجروح عندما "أقدم احد الانتحاريين على تفجير نفسه بسيارة مفخخة نوع كيا لون أسود عند وصوله إلى حاجز للجيش في منطقة وادي عطا- عرسال".

واليوم الأحد، أعلن الجيش اللبناني إن ثمانية جنود لبنانيين قتلوا حيث "تابعت وحدات الجيش طوال الليل وحتى صباح اليوم عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها، وقد سقط للجيش خلال هذه الاشتباكات 8 شهداء وعدد من الجرحى".

وعلى الصعيد السياسي طالب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني النائب وليد جنبلاط بالوقوف بجانب الجيش اللبناني والتعالي فوق الخلافات في مواجهة خطر الجماعات التكفيرية المسلحة التي تحدق بالبلاد.

وقال جنبلاط: "باسمي وباسمكم أحيى شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا بالأمس في عرسال، وأيضا أحيى أهالي عرسال، لأن هناك شهداء من عرسال تضامنوا مع الجيش في مواجهة تلك المجموعات".

وقال تمام سلام، رئيس مجلس الوزراء، إن الجيش اللبناني والقوي الأمنية في بلدة عرسال وجوارها تتعرض "وجوارها لهجوم من قبل جماعات مسلحة غير لبنانية، يتم التعامل معها بالحزم اللازم من قبل القوى العسكرية والأمنية المنتشرة هناك. إننا نعتبر ما يجرى في هذه المنطقة العزيزة من بلادنا اعتداء صارخا على لبنان الدولة، وعلى القوات المسلحة اللبنانية، مثلما هو اعتداء على المواطنين اللبنانيين في أمنهم ورزقهم وممتلكاتهم. وانطلاقا من موقع المسؤولية، فإن الحكومة تتعامل مع هذه التطورات بأقصى درجات الحزم والصلابة"، مشيرا إلى أن "الدولة اللبنانية لن تتهاون في حماية أبنائها".