الأقباط متحدون - الإخوان.. عائدون!
أخر تحديث ٠٠:٥١ | الاثنين ١١ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٢٨٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الإخوان.. عائدون!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أثبتت التجارب السابقة أننا لا نتعلم من أخطائنا رغم تكرارها وتكرار نتائجها الكارثية، فلا يخفى على أحد، ولو كان محدود الذكاء، أن الإخوان وأنصارهم إنما جاءوا إلى الحكم ليس لأنهم أغلبية، ولكن ذلك كان نتيجة طبيعية لانقساماتنا وسلبياتنا، وأبرز مثل على ذلك كان فى الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٢، حيث تقدم ستة عشر مرشحاً من التيار الليبرالى مقابل مرشح واحد من التيار المتأسلم، وعندما انحصر السباق بين مرشحين اثنين امتنع الكثيرون عن التصويت أو أبطلوا أصواتهم، بحجة أنهم لا يريدون أياً منهما، بينما أعطى آخرون أصواتهم لمرسى، ليس لأنهم يريدونه ولكن لأنهم لا يريدون شفيق! وفى المقابل كان التيار المتأسلم متوحداً وحريصاً على حشد كل أنصاره للتصويت لمرشحه، مستخدماً فى ذلك كل إمكانياته المادية ووسائله المشروعة وغير المشروعة، فكان من الطبيعى كنتيجة منطقية أن يفوز مرشح الإخوان، وتكرر ذلك أيضاً فى انتخابات مجلس الشعب ثم فى انتخابات مجلس الشورى.

وها نحن نكرر للمرة الرابعة نفس السيناريو لنعطى التيار المتأسلم فرصة ذهبية أخرى للقفز على المسرح السياسى، فيتم الإعلان كل يوم عن قيام تحالف بين بعض الأحزاب والشخصيات العامة بقصد توحيد الجهود لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، فنسمع عن تحالف يدعو إليه عمرو موسى، وآخر للسيد البدوى، وآخر لأحمد شفيق، فضلاً عن تحالفات للعمال والفلاحين والشباب.. إلخ.. إلخ.

وهكذا تقوم عشرات التحالفات، وكأننا «يا أبوزيد لا رحنا ولا جينا»! إذ إن هذه التحالفات بهذه الصورة وبسبب تعددها ليست فى الواقع سوى انقسامات تؤدى إلى تفتيت الأصوات أكثر مما كان سوف يحدث لو خاض كل حزب الانتخابات بمفرده! خاصة أنه بعد الإعلان عن قيام هذه التحالفات سرعان ما تدب الخلافات بينها أو بين الأحزاب فى كل تحالف، بسبب إصرار كل طرف على أن يكون له نصيب الأسد فى الترشيحات، وكأن هذه التحالفات لم تقم إلا لتحقيق مصالح شخصية دون أى اعتبار لمصلحة الوطن، وتكون النتيجة الحتمية هى الخسارة للجميع كما يحدث فى كل مرة، وننزوى نادمين حيث لا ينفع الندم.

فى كل مرة تعلو أصوات المواطنين المخلصين مطالبين القوى الليبرالية بالتوحد لمجابهة التيار المتأسلم الذى ظهر بوضوح أنه لا ينتمى لمصر، إذ قالها مرشدهم صراحة: «طظ فى مصر»!، بل ينتمى إلى التنظيم الدولى الذى يسعى إلى إقامة دولة الخلافة الإسلامية، مدعوماً بدول كبرى مثل أمريكا وبعض الدول الأوروبية، ودول صغرى ربيبة أمريكا وإسرائيل مثل قطر وتركيا، إلا أن هذه النداءات لا تجد آذاناً صاغية إزاء تغليب المصالح الشخصية على مصلحة الوطن، وكأن ما حدث فى الماضى القريب، وما زال يحدث للآن من إرهاب وقهر واستبداد وإقصاء، على يد الإخوان وأنصارهم، أصبح فى طى النسيان، وكأننا «ننفخ فى قربة مقطوعة»!

إن أمريكا والدول التى تدور فى فلكها مازالت تعمل على إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذى يجمع كل المتطرفين والإرهابيين، حيث تتمكن أمريكا من إخضاعهم لسيطرتها وكسب ودهم لاتقاء شرهم وضمان عدم تعرضهم لها ولإسرائيل، ولذا فقد كانت ومازالت تدعم الإخوان فى مصر والجماعات المتطرفة فى كل من العراق وسوريا وليبيا وتونس واليمن ولبنان، لأنها لا تريد أن تقوم لها قائمة، بل تريد تقسيمها إلى دويلات أو إمارات صغيرة يسهل السيطرة عليها، إعمالاً للمثل القائل: «فرق تسد»!

فهل نستوعب هذه الدروس قبل فوات الأوان، أم أننا فى حاجة إلى ثورة ثالثة وإلى مزيد من الشهداء حتى يفيق الغافلون ويرتدع المتآمرون؟ إن ثورة ٣٠ يونيو بدأت تؤتى ثمارها وقطعت شوطاً لا بأس به نحو إرساء مؤسسات الدولة ونحو نهضة اقتصادية كبيرة، كان من ضمن إنجازاتها البدء فى مشروع إنشاء وتنمية منطقة قناة السويس، وغيرها فى الطريق إن شاء الله، فهل نفرط فى كل هذه المكاسب أم نتحد ونتكاتف للحفاظ عليها المضىّ قدماً فى الطريق الذى رسمناه للوصول بمصرنا الحبيبة إلى كل ما نتمناه لها من خير وأمان وازدهار؟

أفلا تعقلون يا ذوى الألباب، إن كان لديكم ألباب؟!

* عضو المجلس الأعلى للقضاء سابقاً

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع