بلغت مركبة وكالة الفضاء الأوروبية روزيتا أخيرا هدفها، وهو المذنب 67P/Churyumov-Gerasimenko، إلا أنه من أجل إنجاز هذه المهمة الضخمة، كان عليها أن تتخذ مسارا غريبا للغاية.
وصلت المركبة روزيتا هدفها بعد عشر سنوات من السفر فى الفضاء، وللاقتراب منه بدأت المركبة فى اتخاذ مسار مثلثى الشكل حول المذنب، وتعتبر هذه الطريقة غريبة فى السفر عبر الفضاء بالنظر إلى حركة الأجسام السماوية.
كان الفلكيون القدماء يعتقدون أن الأجرام السماوية مثل الكواكب الضخمة تتحرك فى دوائر مكتملة تماما حول الأرض، إلا أن ملاحظتهم اتضح بعدها أنها غير صحيحة.
بعدها جاء العالم كوبرنيكوس ليؤكد أن الكواكب تتحرك حول الشمس وليس الأرض، ومن ثم العالم يوهانس كيبلر الذي أوضح أن الكواكب تدور فى مدارات بيضاوية حول الشمس، وليست دائرية تماما.
بعدها أثبت اسحق نيوتن أن المدارات البيضاوية للكواكب حول الشمس تتبع (قانون التربيع العكسى) للجاذبية، وفى ضوء هذا القانون تحركت المركبة روزيتا فى مسار مثلثى حول المذنب، حيث تقوم كل بضعة أيام بإطلاق المحركات الدافعة من أجل التحرك فى منعطفات حول المذنب، وهذا يسمح للمركبة بالحفاظ على حركتها حوله بينما تقوم بجمع البيانات عن شكله الغريب ومجال جاذبيته غير المنتظم.
المركبة الفضائية روزيتا حاليا تدور حول المذنب على مسافة 100 كيلومتر، وبعد بضعة أسابيع ستقل المسافة لـ 70 كيلومتر، والشهر القادم ستدخل فى مدار دائرى على مسافة 30 كم بعيدا عنه.
وفى الخطوة الأخيرة ستدور حول المذنب على مسافة حوالى 10 كيلومترات، ومن هناك سترسل للمذنب المسبار (فيلة)، الذى سيحط على سطحه ليمكّن العلماء من الحصول على نظرة أعمق له.