الأقباط متحدون - الروتين غير قابل للتثوير!!
أخر تحديث ١٣:٠٦ | الأحد ١٧ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣٢٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الروتين غير قابل للتثوير!!

مدحت بشاي

في لقاء هام أجراه الإعلامي الرائع حمدي رزق مع الكاتب والمفكر الصديق كمال زاخر عبر الحلقة الأخيرة من برنامجه " نظرة" ، أشار زاخر لمشكلة الأداء البيروقراطي العتيق في دواوين الحكومة فضلاً عن الاختراق الإخواني لدولاب عمل المحليات ، وضرب نموذجاً بتعطيل المحليات لتنفيذ قرار ترميم وإعادة بناء الكنائس والمنشآت المسيحية التي هدمها وأحرقها جماعات الشر بعد أحداث فض اعتصام رابعة والنهضة ، ورغم حماس " القوات المسلحة لإنجاز العمل ، بل ووضع برنامج زمني للتنفيذ !!!

من يوم ما وعينا على وش الدنيا ، واحنا بنسمع عن الروتين إنه الحاجة اللي بتعطل المراكب السايرة ، وهو بالفعل مرادف لأي نظام يدار بحكم العادة وبشكل نمطي تقليدي ، يديروه ذات نفس الأشخاص ، ولا تفكير في تجديد أو تطوير أو إبداع ... جمود واستقرار على الطريقة " المباركية القاتلة " ..
لكن الغريب إنه الناس تغضب وتثور على الجمود والبلادة والثبات المميت ، ويقوموا بثورة لكن يظل " الروتين " المرض العضال بعشش في مكاتب ودواليب العمل المصري ، ولا تهزه أي ريح ثورية !!!

بعد ثورة يوليو 1952 بأقل من عام نشرت " المصور" تلك الرسالة " لقارئ عبر باب " بين المصور وقرائه" الذي كان يحرره الكاتب الصحفي "حلمي سلام" مدير تحرير المجلة أنئذ ( عدد 13 فبراير 1953 ) .. نلاحظ أن الرسالة بفحواها يمكن إعادة إرسالها للأستاذ " سليمان عب العظيم " مدير التحرير الحالي بعد ثورة 30 يونية ..
يكتب القارئ بعنوان " من المسئول عن استمرار الروتين؟!"..

"تحية طيبة وبعد . فقد استطعت أن أعرف مما قرأت لك ، مقدار حرصك على العهد الحاضر ـ عهد النهضة المباركة ـ ومقدار تمسكك بأهدافه وروحه ، ولا عجب في ذلك فقد ساهمت بقلمك في سبيل قيامه ولازلت تجاهد جهاد الأبطال لتدعيمه واستقراره كما يشهد لك بذلك حضرة رئيس الوزراء ورجاله من الضباط الأحرار ـ أيدهم الله بنصره ـ ولذلك أردت أن أشكو لك بعض ما يحزنني في الوقت الحاضر ، لعلي أجد في قلمك دواء يخفف من ألمي وحزني . فلقد لمست عن كثب أن الروتين الحكومي لايزال شديد البطء كثير التعقيد ، وقد قرأت في الصحف ـ منذ بضعة شهور ـ كلاماً كثيراً عن تنظيم الأداة الحكومية حتى تستطيع النهوض بالمشروعات الحيوية المنتظر تنفيذها في هذا العهد ..

وللأسف الشديد لم يظهر لذلك أثر حتى الآن واني أخاف على هذه المشروعات إن تولتها الأداة الحالية أن تتعطل أو لا تنفذ على خير الوجوه ، ومما يزيد الأمر ضغثاً على ابالة ، أن بعض الموظفين ـ وفيهم الصغير والكبير ـ لايزالون يعملون بعقلية العهد البائد البغيض . ولما كانت الأداة الحكومية بالنسبة لوظيفة الدولة تشبه إلى حد كبير الجهاز العصبي بالنسبة لجسم الإنسان ، فإن أي عطب بها قد ينتج عنه شلل كامل أو اضطراب وعدم انسجام .

وأني أعتقد أن حضرة الرئيس قد بين لمواطنيه بالقول والعمل ـ بما فيه الكفاية ـ روح العهد الجديد وشعاره الاتحاد والنظام والعمل .
والآن فإن الأمل كبير في أن يبث حضرات الوزراء هذه الروح ـ روح الإنتاج السريع ، والعدل والمساواة ـ في دواوين الحكومة بما يصدرون من الأوامر الحازمة والإرشادات الناضجة حتى يتحقق لنا الأمل المنشود في عهد النهضة المباركة في وقت قريب " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " . القارئ : دكتور سعيد ناصف

ويرد المحرر ـ رأيي الخاص في هذا الموضوع أن الوزراء هم المسئولون الأول عن كل ما يحدث في وزاراتهم ، وأستطيع أن أقول أن بعض هؤلاء الوزراء لايزالون يتركون الأمور يسيرها الموظفون بنفس الروح ، وبنفس الطريقة اللتين كانوا يسيرونها بهما في الماضي ، فلم يحس الموظفون ـ في أكثر الوزارات والمصالح ـ بأن عهداً قد تغير .. وأن على رأسهم وزراء يتابعون أوامرهم وتعليماتهم ، ولا يسمحون لأحد ولا لظرف أن يتلاعب أو يعبث بهذه الأوامر وتلك التعليمات .. وإلى أن يفهم حضرات الوزراء " الطيبين " في هذه الوزارة .. أنهم وزراء ثورة .. أرجو الله أن يلطف بنا ، وبك ، وبكل من يحترق إشفاقاً على العهد ، ومبادئه ، ورجاله .

medhatbe@gmail.com
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter