الأحد ١٧ اغسطس ٢٠١٤ -
٢٥:
٠٧ ص +03:00 EEST
بقلم /ماجد كامل
لدير السيدة العذراء بجبل اسيوط والشهير باسم "دير الدرنكة" مكانة هامة ومتميزة في قلوب المصريين جميعا مسلمين واقباطا ؛ وذلك لما تمثله السيدة العذراء من قدسية ومكانة في قلوبناجميعا فهي التي قال عنها الكتاب المقدس "جميع الاجيال تطوبني " وجاء عنها في القراّن ان الله اصطفاها وطهرها علي كل نساء العالمين ؛ وتتجلي هذه الكرامة في مواسم واعياد السيدة العذراء خصوصا في احتفالات صوم العذراء خلال الفترة من "7 اغسطس – 22 اغسطس" حيت يتوافد الالوف من البشر علي الدير ملتمسين البركات ؛ ولقد ذكر المقريزي في كتابه "القول الابريزي للعلامة المقريزي" تحت كلمة "اديرة ادرنكة " (اعلم ان ناحية ادرنكة ؛وهي من قري النصاري الاصعايدة ؛ونصارها اهل علم في دينهم وتفاسيرهم في اللسان القبطي ؛ ولهم فيها اديرة كثيرة في خارج البلاد من قبليها) ؛ و"الادرنكة" هو النطق القديم لاسم قرية الدرنكة وتقع في قرية قرب اسيوط ويشتهر اهلها بزراعة الكتان ؛ والكمون ؛ والينسون ؛وهناك تقليد شفاهي قديم متداول بين الاقباط ان العائلة المقدسة قد اختبأت وقتا ما في مغارة بجبل اسيوط هربا من اضطهاد هيرودس وهي المغارة التي اقيم عليها بعد ذلك دير العذراء الشهير بدير الدرنكة .
اولا :- تاريخ ووصف الدير :- يذكر عنه الانبا صموئيل اسقف شبين القناطر الراحل في كتابه "دليل الكنائس والاديرة في مصر " انه يقع علي مسافة 8 كم جنوب غرب اسيوط علي طريق الغنايم . وتوجد به مغارة قديمة كانت اصلا محجر فرعوني قديم وقد زارتها العائلة المقدسة واختبأت فيها . وبجوار المغارة كان يوجد كنيسة اثرية للثلاثة الفتية القديسين لم يتبق منها سوي الحجاب المطعم بالعاج . وشمال المباني الاثرية وعلي مسافة 300 متر توجد مغارة مقسمة الي ثلاثة اقسام ويوجد بها المباني الاثرية وهي غالبا كانت المغارة التي عاش فيها القديس يوحنا التبياسي مؤسس الرهبنة في هذه المنطقة في القرن الخامس الميلادي " راجع الكتاب المذكور صــ 170 " ؛ ولقد عرف هذا الدير ايضا باسم "دير الانبا ساويرس" وذلك لان احد رهبان هذا الدير قد صار بطريركا وقيل عنه انه قرب وفاته قد اخبر رهبان الدير ان كتلة عظيمة من الجبل "جبل اسيوط" سوف تسقط علي الدير ولكن لن تؤذيها . فلما حدث ذلك وسقطت الكتلة الحجرية الضخمة علم الرهبان بوفاة الاب البطريرك الانبا ساويرس فاطلقوا اسمه علي هذا الدير "لمزيد من التفصيل راجع تاريخ الاقباط المعروف بالقول الابريزي للعلامة المقريزي دراسة وتحقيق د/ عبد المجيد دياب صــ 168 وكذلك ايضا كتاب "تاريخ الرهبنة والديرية في مصر واثارها الانسانية علي العالم ؛ تأليف د
/رؤوف حبيب صـــ 157 "
ثانيا :- من مظاهر الاحتفالات الشعبية بدير الدرنكة :-
كما سبق وذكرنا في المقدمة . تقام احتفالات ضخمة في الدير يشارك فيها الالوف من المسلمين والاقباط خلال فترة صوم السيدة العذراء من 7 - 22 اغسطس من كل عام وتصل الاحتفالات الي الذروة في الليلة الختامية للعيد حيث يسهر المصلون حتي الصباح الباكر مرددين المدائح والتماجيد للسيدة العذراء علي انغام الطبول والدفوف والناقوس ؛ ولقد حفظ لنا الفولوكلور القبطي الكثير من هذه المدائح نذكر منها :-
علي دير العدرا وديني اوفي ندري والرب راعيني
امدح فيكي يام النور مهما يكون قلبي مكسور
امدح فيكي يا ام يسوع ياشفيعة كل الجموع
ومكانك علي جبل مرفوع علي دير العدرا وديني
نزورك مع الاصحاب يامذكورة في كل كتاب
تخضع لك كل الاوثان علي دير العدرا وديني
ومن التقاليد الشعبية المأثورة عن هذه الاحتفالات ما يتردد و ما يقال عن ظهور انوار مبهرة اعلي المنارة في الدير تمثل طيف السيدة العذراء فيصرخ المصلون:-
نورك بان علي الصلبان
ويرددون في مديحة اخري ويقولون
انا مبسوط انا مبسوط دي العدرا بتظهر في اسيوط
وتتجلي في هذه الاحتفالات اروع مظاهر الوحدة الوطنية بين عنصري الامة ؛ ولقد سجلت احدي المدائح الشعبية هذه الوحدة في قولها :-
يحيا الوطن يحيا الوطن يحيا الوطن وله استقلال
عاش المسلمون والاقباط عاشوا جميعا في الوطن