الأقباط متحدون - فض رابعة فعلاً جريمة2-2
أخر تحديث ٢٠:٥١ | الاثنين ١٨ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٢ | العدد ٣٢٩٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فض رابعة فعلاً جريمة2-2

صورة تعبرية
صورة تعبرية
بقلم : مينا ملاك عازر
حدثتك المقال الماضي عزيزي القارئ، عن حقائق سردها لي صديق لي قطن قرب اعتصام رابعة، ويعد شاهد عيان على ماجرى به، وكيفية فضه؟ ووعدتك أن أقدم لك رأيي في فض الاعتصام بعد أن أسرد لك رأي الباشمهندس حاتم فودة، وهو الآخر قريب من رابعة في كيفية الفض.
 
قال لي الباشمهندس حاتم فودة عن فض رابعة، أنه كان عنيف لا جدال في هذا، وأن ثمة طرق كثيرة كانت ستجنبنا دماء غزيرة لو اتبعها الأمن في فض الاعتصام مثل أن نمنع دخول المزيد من المواطنين إلى مقر الاعتصام، فالخارج يحق له الخروج لكن العائد أو الوافد الجديد منعه أفضل من تركه، ثم

طرده ثم منع دخول الأطعمة والمشروبات إليهم، ثم تضيق الخناق عليهم بحيث نمنع دخول الأموال إليهم ويمكننا قطع الكهرباء والمياه وسد الصرف الصحي بحيث يعود على المعتصمين فينفروا من المكان، والعديد والعديد من الأساليب التي لو اتبعت يمكننا أن نتجنب التقارير المشبوهة التي أخرجتها لنا المنظمات والتي تاجر بها الإخوان، وسيتاجر ونتجنب أيضاً دماء رجال الشرطةالمسفوكة أثناء الفض.
 
ولكن صديقي القارئ، أنا أختلف تماماً مع الباشمهندس حاتم في ما قيل، فضربة واحدة بالمطرقة خير من مئة ضربة بالشاكوش، والوقت الطويل للفض قد يؤدي لاتباع المعتصمون المزيد من الإجراءات المستفزة للأمن والتي من شأنها جر الأمن لصدام غير مستعد له، ناهيك يا صديقي القارئ، عن أنه

وقتها كان الرجل الثاني في الدولة البرادعي الذي كان سيمنع أي عملية فض أياً كانت طريقتها، وكان يصبو ويرنو للتفاوض والتفاهم لاحتواء الإخوان، وكأنه كان يريد عودتهم للحياة السياسية، ولما لا، وهاهو صاحب القلب الحنين الذي لم يرفق ولم يشفق على أهل المنطقة ذائقي الويلات على أيدي المعتصمين.
 
أعتذر لك عزيزي القرئ، فلو جئت للحق أن فض اعتصام رابعة جريمة مكتملة الأركان، ارتكبتها الشرطة بتقصيرها في مراجعة الخارجين من ممراتها الآمنة، إذ خرج من بين هؤلاء قيادات عاثت في الأرض فساداً، وأنهكت الشرطة لتقبض عليهم، منهم من نجحت ومنهم من فشلت في  ملاحقاتهم، وهم

الآن بقطر وتركيا يتاجرون بقضيتهم وبالدماء، يسبونا ويتخذون من الإعلام الخارجي منبر ضدنا، قصرت بل أجرمت الشرطة حين تركت شبابا كثير خرج دون مساءلته عن سر وجوده والتحري حول شخصيته لا لشيء إلا لأنه خارج من الممرات الآمنة، فكانوا شرارة لمظاهرات لم تكن سلمية ولو

كانت سلمية لصمتنا، بل كانوا نواة لتنظيمات وخلايا إرهابية قتلت ضباطاً ومواطنين، وصنعت المتفجرات، أجرمت الشرطة حين اهتمت بتأمين الاعتصام وتركت ظهرها في الأقسام والكنائس، وهي تعرف أنها ستكون مستهدفة تماماً، مكشوفة لمن انتهكوا مركز كرداسة مثالاً، وحرقوا قرابة المئة كنيسة ناهيك عن الأقسام المحروقة في هذا اليوم انتقاماً لما يعتبرونهم شهداء رابعة.
 
حقاً كان فض رابعة جريمة حين تُرك المجرمين يخرجون ويقتلون ويرهبون وسط تقصير وتراخي أمني في فض الاعتصام لمجرد إرضاء منظمات لم ترض ولن ترض عن مصر في سبيل إرضاء الإخوان.
 
المختصر المفيد الشفقة فقط لمن يستحق.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter