بقلم: عـادل عطيـة
هناك أصحاب مهن، أرتبط اسم مهنتهم باسمهم، ففي مدينتي، يمكنك أن تقرأ مثل هذه الكلمات، على ورشة للخراطة، وأخرى لورشة لصناعة البلاط، وأخرى لمحل للمأكوت: إدارة: عاطف صامولة، و عادل بلاطة، ومجدي كفتة!
ويمكنك أن تسمع عن: سامي القيّاس، وعلى السبّاك، ومحسن الكهربائي!
وان كان هؤلاء يتقدم اسمهم على مهنتهم، فهناك من تتقدم مهنتهم على اسمهم:
الدكتور جورج، والمهندس منصور، والمحاسب ثروت!
ومن الطريف أن المحامي ـ خلافاً عن أصحاب المؤهلات العليا ـ، اسمه يسبق مهنته، فنسمع عن ممدوح المحامي!
كما أن المدرس، أو الأستاذ، يفضل أحد هذين اللقبين عن لقب: المعلم؛ لأنتشار لقب المعلم بين كبار التجار (مع أن علامات التشكيل قادرة على التمييز بينهما)!
البعض يعتقد أن المهنة ، تُشرّفه!
والبعض يعتقد أنه هو الذي يُشرّف المهنة!
والبعض يُنصّب نفسه بالمكانة التي يريدها على عرش مهنته.. فهذا: "ملك الكبدة"، وهذا: "امبراطور الحديد"، وذاك: "سلطان الطرب"!
بعض أصحاب المهن، كالسباكين، وفنيّو صيانة الاجهزة الالكترونية، جعلوا من أنفسهم نداً للاطباء، بل وأكثر، فيحصلون على أجرة للكشف أولاً، ثم أجرة مقابل الصيانة ( لأن الطبيب الذي يكشف لا يحصل على أجرة الصيانة ـ أقصد العلاج ـ حيث يأخذها الصيدلاني)!
،...،...،...
تهت بهذه الأفكار في رأسي، إلى أن سمعت صوت عم ابراهيم السبّاك، وهو يقدم لي فاتورته الدسمة، التي تضم قيمة الكشف المهني، وقيمة علاج الماسورة المكسورة!...