«كاميرون»: من ذبح الصحفى الأمريكى يرجح أنه بريطانى.. و«ماكين»: لا بد من غارات جوية مكثفة
أثار فيديو ذبح الصحفى الأمريكى جيمس فولى على يد تنظيم الدولة الإسلامة (داعش سابقاً) ردود فعل غربية واسعة، على رأسها استضافة الولايات المتحدة الأمريكية قمة لدول مجلس الأمن لبحث مواجهة العناصر الإرهابية الأجنبية، بعد أن تأكد بدرجة كبيرة أن الذى ذبح الصحفى لهجته بريطانية.
وأعلنت نائبة المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية مارى هارف، مساء أمس الأول، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما سيستضيف قمة رؤساء دول وحكومات أعضاء مجلس الأمن الدولى فى 22 سبتمبر المقبل، لبحث التهديدات التى تمثلها العناصر الإرهابية الأجنبية.
وأضافت المسئولة الأمريكية، فى تصريحات صحفية، أن «الولايات المتحدة تعمل من خلال بعثتها الدبلوماسية بالأمم المتحدة مع أعضاء مجلس الأمن لتبنى قرار يعالج تلك الظاهرة، ويؤكد حاجة الدول لامتلاك الأدوات اللازمة وجمع الموارد لمنع تفاقم تهديدات تلك العناصر الأجنبية». وأشارت «هارف» إلى أن «القمة المقبلة تعد الأولى من نوعها التى تضم أعضاء مجلس الأمن منذ القمة التى استضافها الرئيس أوباما بشأن منع انتشار الأسلحة النووية عام 2009».
وأكدت «هارف» أن «تهديدات العناصر الإرهابية الأجنبية التى تسافر إلى مناطق الصراعات ليست بالقضية الجديدة، غير أن الأزمات المندلعة فى سوريا والعراق حالياً زادت من حدة هذا التهديد». وقالت المتحدثة إن «هناك ما يقدر بنحو 12 ألف مقاتل إرهابى أجنبى انضموا إلى الصراعات الدائرة فى العراق وسوريا من خلال مختلف الجماعات الإرهابية العاملة هناك مثل تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام (داعش) وجبهة النصرة وغيرهما».
فى السياق ذاته، استخدم رئيس الوزراء الأسترالى تونى أبوت، أمس، واقعة قتل الصحفى الأمريكى لتعزيز حجة حكومته فيما يتعلق بإدخال إصلاحات مثيرة للجدل على قوانين مكافحة الإرهاب، التى يرفضها بعض الزعماء الإسلاميين، وفق ما ذكرته وكالة أنباء «أسوشييتدبرس».
ووصف «أبوت» التسجيل المصور لقطع رأس «فولى» بواسطة متطرف من الدولة الإسلامية يتحدث الإنجليزية بلكنة بريطانية واضحة بأنه «جدير بالازدراء». وقال «أبوت»، فى إشارة إلى تنظيم الدولة الإسلامية المنشقة على «القاعدة»، التى تقود المسلحين السنة فى العراق، إن «الدولة الإسلامية فى العراق والشام تقترب من أن تكون شراً خالصاً.. ولا تهاون معها».
وأضاف: «فيما يتعلق بالحقيقة الواضحة أن القاتل مواطن بريطانى، فإنها تظهر تماماً أن هذا ليس شيئاً يحدث فى مكان آخر، بل قد يحدث فى دول مثل أستراليا إذا تخلينا عن حذرنا من الإرهاب والإرهاب المحتمل على شواطئنا».
وقال «أبوت» إن «القتل كان مثالاً على حاجة أستراليا لقوانين جديدة تعزز سلطات وكالاتنا الأمنية ليسهل عليها اعتقال وحبس الأشخاص الضالعين فى الأنشطة الإرهابية فى الخارج». ورجح رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون، مساء أمس الأول، أن يكون الشخص الذى ظهر فى شريط الفيديو وهو يقتل الصحفى الأمريكى «فولى»، بريطانياً، وهو ما رجحته الخارجية الأمريكية كذلك. وقال: «إنه أمر يثير صدمة كبيرة. لكننا نعلم بأن عدداً كبيراً من الرعايا البريطانيين توجهوا إلى العراق وسوريا للتطوع لممارسة التطرف والعنف». وأضاف: «واجبنا يكمن فى مضاعفة الجهود لمنع مواطنينا من التوجه إلى هناك وضمان أمن بلادنا من الخطر الذى يمثله المقاتلون الإسلاميون المتطرفون حين يعودون إلى بريطانيا». وذكر رئيس الوزراء البريطانى أيضاً التزامه تقديم مساعدة عسكرية ودبلوماسية إلى العراق وقوات البشمركة الكردية فى تصديهم لمقاتلى الدولة الإسلامية مع استبعاده «أى تدخل على الأرض» من جانب القوات البريطانية.
من جهتها، قالت ليزا موناكو كبيرة مستشارى الرئيس باراك أوباما لشئون مكافحة الإرهاب إنه «فى وقت سابق خلال هذا الصيف أعطى الرئيس أوباما موافقته على عملية ترمى إلى إنقاذ مواطنين أمريكيين مختطفين ومحتجزين رغما عنهم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية فى سوريا».
وأضافت فى بيان أن «الحكومة الأمريكية اعتقدت أن لديها ما يكفى من المعلومات الاستخبارية، وعندما حانت الفرصة أجاز الرئيس للبنتاجون بالشروع سريعاً بتنفيذ عملية هدفها إنقاذ مواطنينا».
من جهته، قال السيناتور الجمهورى جون ماكين، أحد أشد منتقدى السياسة الخارجية لأوباما، فى مقابلة عبر الهاتف: «خطاب الرئيس كان ممتازاً، لكنه لم يوضح خطوات لوقف الذبح. يجب أن تكون الاستراتيجية شن هجمات جوية فى العراق وسوريا لإلحاق الهزيمة بالدولة الإسلامية فى العراق والشام». وأضاف أنه «إن لم يحدث ذلك، فسينعم المسلحون بملاذ آمن فى سوريا حيث يمكن إعادة تنظيم صفوفهم وخلق المزيد من الفوضى».