الأقباط متحدون - إسرائيل حماس علاقة حميمة
أخر تحديث ١٩:٥٢ | السبت ٢٣ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٢٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إسرائيل حماس علاقة حميمة

إسرائيل حماس علاقة حميمة
إسرائيل حماس علاقة حميمة

بقلم : مينا ملاك عازر 

لا يستطيع أحد أن ينكر أن حماس صنيعة إسرائيل، وأن الغرض من حماس هو تفتيت الصف الفسطيني، وهو ما نجحت فيه حماس نجاح مبهر بل قسمت الأرض الفلسطينية الباقية بغير احتلال أو قل المحررة، ولم يعد الشعب فقط المفتت بل الأرض أيضاً.

ويبقى هنا أن نعترف أن العلاقة الحميمة بين إسرائيل وحماس ليس لها أن تهتز بأفعال طائشة من الجناح العسكري في حماس، لأن أكثر ضمانة لهذه العلاقة هو العلاقات الحميمة بين أمريكا والإخوان، وليس لإسرائيل أن تتنازل عن مشروعها وأجندتها بسهولة هكذا، بل أن إسرائيل نفسها تعرف أن أفعالها العدائية الهجومية الغاراتية تنفذها ضد حماس أكثر ضمانة لبقاء حماس على سدة الحكم وفي قلب مريديها والمخدوعين فيها، وهو ما تعرفه حماس.

أما مقتل قادة القسام فهي الضريبة التي تدفعها حماس عن طيب خاطر وهي تعرف أنها أقل ثمن يمكنها دفعه خاصةً وأن التضحية بهولاء القادة هو أقل ما يمكن التضحية بهم في سبيل البقاء، والإبقاء على القادة الذين تريد الحركة الإبقاء عليهم، فمتى تريد إسرائيل الفتك بأي قائد منهم طالتهم أينما كانوا؟ في مستشفى في منزلهم في مستشفى تحت الأرض في خندق أينما كانوا تدركهم إسرائيل، متى أرادت، ومتى توافقت في ذلك مع حماس كما لو كانوا بمن سيضحون في سبيل بقاء الحركة والإبقاء على أهدافها وطموحاتها ومشاريعها.

حماس وإسرائيل لا يربطهم فقط مصالح متبادلة بل أيضاً سر بقاء هذه وتلك كلاً منهما تحمله للأخرى، فسر بقاء إسرائيل ماثل في حماس ومن ورائها الإخوان، وسر بقاء حماس كامن في إسرائيل ومن ورائها أمريكا، فإن كانت إسرائيل الابنة الصغرى لأمريكا فحماس الابنة الصغرى للإخوان. ومن ثمة، فلا غرابة أن يتفق أبناء على نفس ما اتفق عليه الآباءا!.

قد تخرج حماس قليلاً عن الاتفاق لكن الأكثر هي تسير على الخط الذي ترسمه لها إسرائيل لأن ما بينهما علاقة توافق وحميمية، علاقة جارة لجارتها فلا تنزعج مما ينشب بين الجيران من مشدات ومعارك تشرعن بقاء الآخر، فإسرائيل تصرخ للمجتمع الدولي بسبب أفعال حماس بها فيتعاطف معها المجتمع الدولي، وحماس تفعل هكذا للمجتمع العربي فتستدر منهم التعاطف والعطف والأموال فتبقى هذه وتبقى تلك، هذه هي الكارثة التي يراها الجميع ويغمض عنه أعينهم.

آخر القول صديقي القارئ، في هذا المقال أن السياسة كثيراً ما أفضت عن مآسي نعيشها، ونحلم بانتهاءها لكن إن انتهت ستجد البديل لها بأكثر سوءاً منها ولا أمل إلا في القضاء على الجذور، جذور الأعمال الإجرامية المتسترة بالسياسة والمقاومة وشرعية الوجود.

المختصر المفيد السياسة فن الممكن، بما هو متاح.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter