الأقباط متحدون - صرخات العذارى...؟
أخر تحديث ٠٩:٢٧ | السبت ٢٣ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٧ | العدد ٣٢٩٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صرخات العذارى...؟

 بقلم المحامي نوري إيشوع

في عالمٍ سادته ذئابٍ و جنوده ضباعٍ و ملوكه كلاب، جعلوا العالم غابة وحشية، حللوا للذبح كل نفس بشرية، حتى فلذات أكبانا، هم مشروع ترهيبٍ و أذية. في عالمٍ، وقّع السادة على وثيقةٍ عهدٍ بالدم لنحر أبناء آدم و اغتصاب حواء و هم يكبرون باسمِ إلهٍ يعشق الدم و يبشر بالنصر الشيطاني القائم على إيمان مغموس بالسم،  يمارس الذبح الحلال و هو يفتخر بأعداد الضحايا و هو غير نادم و لا هدف له إلا القتل و القتال!
 
في عالم تسوده الجريمة، صيانة الإنسانية و حماية البشرية في قوانينهم عنصرية ضد الإنسانية لا بل هي أبشع جريمة أممية، سادة فتحوا أقفاص الضباع، سمحوا بفتح خزائن الكلاب، شحذوا السكاكين و السيوف و سلموها لأعوان الذئاب!
 
شرعوا الذبح الحلال، هذا خاروف ضال، وذلك من خيرة الشباب، هذا راهب بريء و ذاك شيخ جليل،  ذك يدعو الى المحبة و ينثر إشعاعات شمس الحق و يبعثر الضباب، شرعوا الذبح الحلال في مسالخ الحرية المزيفة و أصبح السلعة الوحيدة السائدة في هيئات الأمم و في دكاكين الأعراب، صور آدمية تعلوها هامات عقولها كعقول البغال.
 
سادة ضمائرهم ميتة، قلوبهم صخرية جمادية،  سيّافيهم، قدموا من غابات الشرع الحجري الذي يجيز أكل لحوم البشر، قطع الإيادي و الرؤوس و حرق الواحات المزينة بالإنسانية و لم تسلم من شرهم حتى الشجر و الحجر، شرعوا إغتصاب طفلة و مجامعة رضيعة و حتى الحيوان لم يسلم منهم و كم بكت من تناوبهم الوحشي، المسكينة السخلة.
 
عالمٌ وحشيٌ، فاق بشاعة وحشية الضباع الجائعة و الذئاب الدموية الهائجة و بربرية الكلاب الشاردة، ذبحوا ذبحاً حلالاً، قطعوا روؤساً حان قطافها بترخيصٍ شرعي إلهٍ أرضي هو إله هذا الدهر الفاني، دمروا، حرقوا، قتلوا، خطفوا، اغتصبوا، سرقوا و نهبوا تحت غطاءٍ عربي و دولي لا إنساني!
في هذا العالم المرعب، الذي تسوده جريمة فناء البشرية الحقيقية و تسلط وحوش الغاب، فقدنا الأمل بالغد، أصبحنا نخاف على مستقبل أطفالنا، أصبحت أعراضنا عرضة للهتك و الإغتصاب و بيوتنا و أرضنا أضحت مشاعاً، غّيروا معالمها، سرقوا ترابها، دنسوا ذكرياتنا الجميلة و قطعوا دروب العودة على الغياب!
 
في هذا العالم المغتَصب، شرعنوا الزنى،  حللوا الذبح البشري، وضعوا أختامهم على أكل أكبادنا و قلوبنا و قطع رؤوسنا بمراسيمٍ دولية أممية لا تمت بصلة الى الإنسانية و لا تصنف حتى في شرائع حيوانية!؟
سادة فقدوا كل ما هو أخلاقي، دمروا أوطاناً كانت مثالاً للتعايش السلمي، قتلوا شعوباً كانت القبلة للمحبة و مراكز إشعاع علمي، ذبحوا المستقبل بعد أن أرهبوا براعمه و أجيال مستقبله و زرعوا في قلوبهم حب القتل و فنون النحر، فبدلوا قلوبهم الطرية، الناعمة و البريئة بقلوبٍ صخرية تعشق الذبح و تمارس ضد أخوتها القتل و القهر!
 
عالمنا أضحى غابةً، قضاة الذبح الحلال،  عراة الدين المحال،  هذا سيد جريمة و ذاك سارق شعب و الآخر عميل و إلههم الأكبر غاصب و محتال، الجميع قتلة و مجرمي حرب و رعاة إرهاب و قادتهم كررة و مرشديهم مشعوذين و سحرة، لا كرامة عندهم لانهم أدنى مقاماً من النعال!
 
آزفت ساعة الحساب، بعد أن انقشع ضباب الظلم و علت على السطح جرائم الذئاب و الضباع، أزفت ساعة الحساب،  بعد كلّت من النباح الكلاب و بعد أن سقطت ورقة التوت و أنكشف للملأ عورات سادة هذا العالم البائس المحكوم من الإغراب و الأعراب، أزفت الساعة و لا بد أن تنهار ممالك الشر لتختفي في صحارى الكذب و النفاق،  يسود الحق و يعم الخير و السلام المعمورة و يحتفل العالم المسالم بإهازيج الإنقلاب!
 
 ".32 واما فصل الكتاب الذي كان يقراه فكان هذا.مثل شاة سيق الى الذبح ومثل خروف صامت امام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه" أع 32:8

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter