مراكز الموت تهدد حياة الشباب .. الخطر يُلاحق اللاعبين .. وتراب الأرضيات أصاب الشباب بالمرض
سوهاج – حسن عبدالقادر

في ظل الفساد المتلاحق , والإهمال المتراكم منذ سنوات ٍ طويلة مضت , ظلت مراكز الشباب في محافظة سوهاج , ملفا ً مغلقا ً لايريد أحد من المسؤلين الاقتراب منه أو الكشف عما بداخله , برغم النداءات والصرخات المتكررة من الشباب والمواطنين , بل ووسائل الإعلام المختلفة , التي رصدت عدة مخالفات , كانت معظمها , مخالفات إدارية .

" الاقباط متحدون " نزلت إلي أرض الواقع ورصدت عن قرب معاناة الشباب في المراكز والأندية القروية بمحافظة سوهاج , وسط حالة الصمت الرهيب من جميع المسؤلين لحل مشكلات مراكز الشباب والقضاء علي المعاناة التي يتكبدها الشباب والأطفال , جرّاء الإهمال الشديد الذي تلاقيه تلك المراكز .

يقول محم خالد – من قرية شطورة – دائرة مركز طهطا شمال المحافظة : إن مركز شباب القرية يعاني أشد معاناه من عدم وجود أدوات رياضية , أو خدمات ترفيهية , او حتي أنشطة صيفية , فالملاعب يتم استئجارها برغم كونها غير صالحة للعب علي الإطلاق .

ويضيف محمود مصطفي – قرية كوم العرب دائرة مركز طما – إن مركز الشباب الخاص بالقرية , يكاد يكون وسيلة للموت البطئ بدلا ً من كونه وسلة رياضية تخدم الشباب , فدورات المياه " تجيب المرض " علي حد وصفه , والأسوار مهدمه ما يعرض حياة اللاعبين للخطر , نظرا ً لوقوع مركز الشباب علي الطريق السريع من ناحية وشريط السكة الحديد من ناحية ٍ أخري .


ويذكر عبدالباسط مختار – مركز شباب مشطا – جميع أرضيات الملاعب علي مستوي مراكز الشباب في سوهاج من تراب , وهو أدي أصاب الكثير من اللاعبين باختناق في التنفس والإصابة بحساسية الصدر وتعرض اللاعبين إلي مشاكل مرضية عديدة .

وأوضح محمود أبو المكارم , رئيس مجلس إدارة مركز شباب العسيرات , أن 120 مركز شباب في رقي سوهاج , تعاني من الإهمال والتقصير , مؤكداً إن الدعم المالى وراء تقصير مراكز الشباب فى القيام بدورها ،وأن الأنشطة الرياضية والثقافية والاجتماعية والفنية فى مراكز الشباب لن تخرج إلى النور إلا إذا كان هناك دعم مادى حقيقى بها، مشيرًا إلى أن الأنشطة الرياضية بمعظم مراكز الشباب بسوهاج غير مفعلة ، فلا يوجد اهتمام سوى كرة القدم


ويٌعد مركز شباب النصر بحي راشد غرب مدينة سوهاج شاهداً علي الإهمال، بعد أن تعمّد بعض المسئولين والموظفين والعمال بالمركز وضع العراقيل أمام تطويره علي حد قول أعضاء مجلس إدارة المركز

محمود فرغلى، عضو مجلس الإدارة، يقول :" حاولنا زيادة الموارد الذاتية من أجل تنمية مركز الشباب الذي يُعد من أكبر مراكز الجمهورية، حيث تبلغ مساحته 16 ألف متر مربع غير مستغلة بسبب ضعف الموارد وضعف الإعانات التي تقدمها لنا وزارة الشباب وتصل إلي 8 آلاف سنوياً وهو مبلغ ضئيل للغاية ,لكن المشكلة تكمن في عدم رغبة بعض الموظفين في الالتزام بالعمل، حيث إنهم اعتادوا في السابق علي عدم الحضور أو التواجد في المركز لاستلام الراتب الشهرى وأحياناً كان يتم إرساله إلي منازلهم بسبب تقصير المجلس السابق الذي كان لا يتواجد أيضاً لعدم تفرغهم وارتباطهم  بأعمال أخرى.

وتظل مراكز الشباب والأندية القروية , علي مستوي محافظة سوهاج , ترفع شعار " لا شئ يوجد لدينا سوي الإهمال " بدلاً من أن تكون متنفسا ً حقيقيا ً لشباب يحميهم من التردي والسقوط في أحضان الجريمة والانفلات , فهل تجد تلك المراكز والأندية من يصغي لشكواها ويلبي مطالب شباباها من أجل تحقيق تنمية ثقافية ورياضية واجتماعيه تخدم الجميع .