الأقباط متحدون - الدولة المتصارعة
أخر تحديث ٠٧:٤٧ | الاثنين ٢٥ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣٣٠١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدولة المتصارعة

عبد الرحيم علي
عبد الرحيم علي
بقلم : مسنا ملاك عازر
يقلقني ويزعجني حينما يفارق إعلامي قناته غصباً واقتداراً مهما كان السبب، فمن المؤكد أن هناك فرصة للتصالح والتفاوض، فإن ترك الإعلامي عبد الرحيم علي قناة القاهرة والناس بهذه الطريقة التي نعرفها كلنا ضايقتني، وهذا بغض النظر عن اتفاقي واختلافي مع ما يقدمه في البرنامج، وبعيداً عن مهاترات أخلاقية أوانعدامها، وسؤالك المعتاد عن لماذا يتعامل عبد الرحيم علي بأخلاق مع ناس فضحتهم التسريبات بأنه لم يكن لديهم أخلاق.
 
لكن الكارثة الحقيقية تجلت في أن سر رحيل علي لم يكن يكمن في التسريبات لفضائح النشطاء ومدعي الثورية بل كانت بسبب احتكاكه مع نجيب ساويرس الذي يبدو للجميع أنه وطني بالمناسبة، ما قاله نجيب قلناه كلنا وأعلنا عنه أن المجلس السابق مجلس إخواني، وسهل وصول الإخوان، ولا يعب

ذلك ساويرس مطلقاً، وما قاله بخصوص السيسي قلناه كلنا أن السيسي اختيار مرسي، ويُستبعد أن يكون هناك خلاف بينهما، وكلنا كنا نظن أن السيسي إخواني، نعم كنا نظن هكذا، شاء علي ومن ورائه أو لم يشأ، فلو كانت تسريبات علي ضد نجيب لأنه قال هكذا فأنا لا أرى شيء يعيب نجيب في ذلك،

لكن هجوم نجيب على علي أنه مخبر كان غريباً في وقت كان يهاجم فيه علي الإخوان، كان شيء  غريب من المهندس نجيب الذي من الطبيعي عان من الإخوان.
 
أما مسألة هجوم علي على ساويرس لأنه لم يتبرع للدولة بالثلاثة مليارات جنيه التي وعد بها في حين أن أخيه مول الإخوان بأموال اشتروا بها سلاحاً وكادوا يدفعون سبعة مليار دولار، فهذا ينقلنا للمحورالأهم في المسألة، والذي يتغافل عنه الكل بمزاجهم أو غصباً عنه، وأكتبه الآن وكلي أمل أن يرى النور لأنه يدخل في عش الدبابير.
 
يا سادة الصراع بين علي وساويرس ليس صراع بين مؤيدي مبارك ومؤيدي ثورات يناير والثلاثين من يونيو، فمن المفترض أن علي وساويرس كلاهما من مؤيدي ثورة يونيو، المسألة ليس صراعاً طائفياً المسألة هي صراع بين أجهزة الدولة التي سرب احدها لعلي المكالمات المذاعة، وجهاز آخر يدعم

ساويرس ويرفض أن يمس به والجهاز الأخير يعرف ما لم يعرفه علي أو بالأحرى الجهاز الذي يقف وراءه بخصوص تمويلات ساويرس أو دعم

ساويرس، أو لم يكن علي  على الأقل يريد استفزاز ساويرس طامعاً  في أن يدفع ساويرس أموالاً أو يدخل في مشروعات لا تنسوا أن السيسي نفسه نوه أثناء افتتاحه العمل بالقناة الجديدة أن أوراسكوم والمقاولون العرب يجيدان بناء الأنفاق، إذن من المتوقع في المستقبل القريب تعاون بين أوراسكوم

والمقاولون والدولة في تشييد أنفاق القناة أو في مقاولات كثيرة قادمة، يثق السيسي أنه سيحصل من نجيب على أموالاً، المسألة لا تعني إلا أن علي تجاوز خطوطاً مرسومة بعلم منه أو بغير علم بموافقة الجهاز الداعم له، عن جهل من الجهاز أو بغير جهل المهم أن المسألة لا تزد عن كونها صراع أجهزة أو بالمعنى الذي أتمناه وأظن أنه سيكون أقل حدة هو محض تصادم أجهزة لم تنسق سوياً فخرج المنظر زي ما شفناه كده.
 
وفي الختام مني لساويرس وعلي ألف سلام وأنتظر الصلح القريب بين رجال الدولة كلاً في مجاله.
 
المختصر المفيد لكل رجل مهمته، ومن الجائز أن يتصادم الرجال في مهامهم متى كانوا على غير علم أنهم يعملون في النهاية لمصلحة الدولة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter