الأقباط متحدون - تحريم زراعة الكرنب
أخر تحديث ١٣:٣٤ | الجمعة ٢٩ اغسطس ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٣ | العدد ٣٣٠٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تحريم زراعة "الكرنب"

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: ماجد سمير
ارتباط غريب جدا لدي بين التعليم والكرنب كاشهر أنواع المحشي المتعارف عليها دوليا ومحليا، ولا أعلم إن كان الإخوة في حواري طوكيو لديهم قدرة على أكل أو حتى تعاطي محشي الكرنب عن طريق العصي كأحد أشهر أدوات الأكل في الشرق الأقصى وكل الشعوب ذوي العيون الضيقة.

 ما أن يظهر الكرنب في أحلامي ويُخزنه عقلي الباطن إلا وبعد اسابيع قليلة تعود الدراسة ويعود الاستيقاظ مبكرا والمذاكرة والمراجعة وحشو عقول التلاميذ بكل مالا فائدة منه -طبقا كما قلت في السابق لأكثر من مرة – لقواعد "نظرية المحشي" ، ارتبطت هذه الأيام في ذاكرتي بإصرارنا واخوتي على الذهاب في الأيام الأخيرة للاجازة الصيفية إلى المصيف لنظل لفترة طويلة خلال الدراسة نعيش على تلك الأيام ولا نشعر بالملل من اعادة تردديها بشكل مستمر وكأنها "تصبيرة" حتى تعود الأجازة الصيفية مرة أخرى، أو ربما لعمل عملية غسيل واحلال وتبديل للعقول واعادتها على الزيرو حتى تكون جاهزة لتلقي عمليات حشر المعلومات المتتالية طوال العام الدراسي.

لا أعلم لماذا يشعر معظم الطلبة بالاكتئاب  لمجرد رؤيتهم الحقائب المدرسية وكذا الأدوات المدرسية المختلفة من "كراسات وكشاكيل والأقلام وغيرها معروض في المكتبات وكأنها نذير عودة الأيام الصعبة على حد تعبير أحد الأطفال الذي أخبر والده ليلة عودة المدرسة قائلا :" الأيام الصعبة رجعت تاني".

 لايوجد من يشعر بالسعادة في العملية التعليمية كل من لهم علاقة بها سواء مدرسون أو مديرين أو طلاب أو أولياء أمور سنوات طويلة لم يسعى أي شخص لمعرفة من المسئول عن تحويل السنة الدراسية إلى مايقرب من الحكم مع النفاذ حكم نهائي لا استئناف ولا نقض له لتتحول الدراسة إلى سنة مع الشغل والمدارس المختلفة إلى مايشبه المعتقل بصرف النظر عن شكل المباني والوانها.

ومع مرور الوقت وفي ظل الارتباط بين الكرنب والتعليم المسلوق دائما ستظهر قريبا مناهج بالخلطة وربما يتم دمج كل المواد معا واختزالها في مادة واحدة  فقط "مكعبرة" ولها رأس من أعلى في مدارس الحكومة والعربي أما في مدارس اللغات الخاصة وكذا الدولية من المؤكد أن المادة المدمجة ستصبح "كول سلو" وفي كل الحالات سيتم وضع الكتب الدراسية -لأنها ستتحول إلى مجموعة من الأوراق- في حلة كبيرة أو صغير حسب الفصل الدراسي للتلميذ.

ويبدو أن حالة العشق بين من تولوا مسئولية التعليم في مصر منذ يوليو 1952 والكرنب شديد ويكاد يكون كاثوليكا بلا انفصال أو طلاق فالعرض مستمر بلا توقف ونتيجته واضحة عدد غير قليل من الخرجين ومنهم المتفوقين بلا ادني تميز او مهارات عالية.

الحل بسيط يبدأ في نفس اللحظة التي ينفصل فيها الكرنت عن التعليم ويقتنع فيها أولي الأمر أن تغذية العقول لايوجد بينها وبين تعبئة "الكروش" أي صلة لا من قريب أو بعيد وأن بناء الوطن يأتي فور اقتناع واضعي مناهج التعليم بتحريم زراعة الكرنب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter