يطيب للإسلاميين أن يقتلوا في شهر رمضان،فقد لاحظت من خلال متابعاتي أن أكثر الحروب والمعارك التي يخوضها العرب والمسلمون تقع في شهر رمضان،فيحسب البعض من هؤلاء بأن من يقتل بهذا الشهر سيضمن لنفسه الدخول الى الجنة حتى لو ثقلت موازينه، ناسيا بأن الحساب على الله الحسيب الرقيب،وأن الله شرع شهر الصيام للعبادة الخالصة لوجه الله، وجعله شهرا للصيام والقيام، وليس شهرا للإقتتال وسفك الدماء.
كعادتهم صعد الغزاويون خلال شهر رمضان حملتهم العسكرية ضد إسرائيل ودخلوا حربا كلفتهم حسب مصادر فلسطينية أكثر من 6 مليارات دولار، وسقوط 1850 قتيلا معظمهم من المدنيين مقابل 64 قتيلا من الجنود الإسرائيليين وثلاثة مدنيين.وبحسبة بسيطة فإن العرب خسروا مقابل كل جندي إسرائيلي ما يقرب من ثلاثين قتيلا،وأكثر من ستين مدنيا مقابل مدني إسرائيلي واحد.
أليست هذه كارثة إنسانية وخسارة فادحة؟.
بعد كل هذه المأساة والخسائر الكبيرة خرج إسماعيل هنية في صورة بثت من وكالات الأنباء العالمية وهو يرسم بإصبعيه علامة النصر في المعركة الحاسمة، فيما خرج علينا أحد قياديي حماس في قناة الجزيرة وهو جالس تحت هواء المكيفات متشحا بالعلم الفلسطيني ليقول"بأن حماس حققت إنتصارا تاريخيا بوقفها العدوان الإسرائيلي".وطبعا وقف الحرب جاء بمبادرة مصرية وإلا كان الحرب مازالت قائمة والآلة الإسرائيلية تحصد المزيد من الأرواح.
وقال سامي أبو زهري متحدث حماس في مؤتمر صحفي" أن حركة «حماس» حققت معظم مطالبها من المعركة مع إسرائيل التي استمرت 51 يوما وانتصرت عليها،وأن «المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تنجز ما عجزت عنه الجيوش العربية مجتمعة وحققت معظم مطالبها من المعركة مع إسرائيل، التي استمرت 51 يوما».
وتابع:«قلنا للصهاينة قبل ذلك إنهم لن يعودوا إلى بيوتهم في البلدات القريبة من قطاع غزة إلا بقرار من (حماس)وليس من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،والآن نقول للإسرائيليين بعد دخول اتفاق التهدئة حيز التنفيذ بإمكانكم العودة لبيوتكم بقرار من (حماس)، وليس من نتنياهو الفاشل».
لا أدري لماذا كلما قرأت بيانات الأنظمة العربية بشأن حروبها مع أعدائها أتذكر تلك النكتة التي لاتفارقني والتي تتحدث عن هجوم أربعة من الأشقياء على رجل وزوجته في أحد شوارع المدينة وتهديدجهم للرجل بإغتصاب زوجته مقابل الإبقاء على حياتهما.ورسموا دائرة على الرصيف وأدخلوا الرجل إليها وقالوا لو تجاوزت حدود هذه الدئرة قتلناك. وإنشغلوا بإغتصاب زوجته الواحد تلو الآخر. وبعد إنتهائهم ومغادرتهم نهرت الزوجة المغتصبة زوجها وقالت" أهكذا تدافع عن شرفك وعرضك، لقد إتصبوني أمام عينيك ولم تحرك ساكنا"؟.فأجابها بعد أن إستجمع رجولته أمامها" أسكتي أسكتي، أنت لا تعلمين بأنني أخرجت ساقي من الدائرة مرتين دون أن يلحظوا ذلك "؟.
الدائرة هي قطاع غزة الذي لم تجرؤ حماس أن تخرج ساقيها منها، فإحتمت خلف الأشجار والأحجار وهي توجه صواريخها الى صحارى إسرائيل لمجرد الفرقعة وإحداث الجلبة الصوتية،دون أن تجرؤ على إسقاط تلك الصواريخ فوق تل أبيب أو المستوطنات الإسرائيلية خوفا من إنتقام إسرائيلي أشرس،وبعد أن تكمل إسرائيل قتلها وإغتصاب شرف غزة يخرج قادتها ليعلنوا للعالم أنهم إنتصروا بإخراج ساقهم عن دائرة غزة ليحرروا فلسطين ويلقوا بإسرائيل في البحر.
أنا أستغرب أن تخرج رائعة سيرفانتس" دونكيشوت" من أرض إسبانيا التي حرر فرسانها بلدهم من تحت عبودية العرب،ولم تخرج مئات الروايات العربية المماثلة عن الدونكيشوتات العرب وهم يملأون المنطقة من غزة الى الدوحة.
قديما قال الحكيم العربي" لكل داءٍ دواء يستطب به.إلا الحماقة أعيت من يداويها".
sherzadshekhani@gmail.com
نقلا عن إيلاف