قادني الحظ وحده لمشاهدة جزء من حلقة لأحد الإعلاميين، يتحدث فيها عن ما كتبته هيلاري كلينتون في كتابها الأخير، مركزاً عن واقعة تناقلها الكثيرون وهي تحليق طائرات مصرية، صناعة روسية، تطوير مصري لم ترصدها الرادارات فوق الأسطول السادس الأمريكي الذي اقترب من المياه الأقليمية المصرية، ولعلني كتبت عن هذه الواقعة في بعض المقالات التي كتبتها ونشرتها هنا في جريدتنا الأقباط متحدون، وأضاف الإعلامي ناسباً ما سيلي للكتاب أيضاً، أن رجال الضفادع المصريين قاموا بعملية موازية لعملية سلاح الجو المصري بأن طلعوا تحت إحدى السفن المقتربة من المياه الإقليمية، وقاموا بأسر أحد قادة الأسطول السادس، ثم قام أحد قادة المجلس العسكري بالاتصال بأوباما وقال له لو لم تنسحب قطعكم البحرية من القرب من مياهنا الإقليمية حانعلن للعالم كله ما فعلناه بكم.
 

كما رأيت عزيزي القارئ، نحن لوينا ذراع أوباما، والراجل قال يا فكيك، وسحب قطعه البحرية عشان خايف على أحد قادته العسكريين الذي أسرتهم مجموعة من الضفادع المصريين، هو نفسه أوباما الذي لم يهتز وهو يواصل ضربه لمواقع داعش التي تختطف العديد من الأسرى الأمريكيين، لكن سيبك إنت هيبة عضو المجلس العسكري إللي ما أعلنشي لينا الإعلامي إياه، هو مين؟ صاحب تلك الشكيمة القوية والشخصية المهابة الذي أرهب أوباما، وقبل أن أواصل أسجل احترامي لجميع قادة المجلس العسكري المصري والعسكريين المصريين، ولأني أحترمهم أسبتعد أن يتصل أحدهم بأوباما رأساً هكذا ويقول له هذه الخزعبلات والتي على فرض جدلاً أن كتبتها كلينتون لا أصدقها، ولا أعقلها، ولو شهد بها أوباما نفسه وعضو المجلس العسكري المعني، وقائد الأسطول السادس المأسور، ليه؟ لإني مش مغفل أبداً عشان أصدق إن مصر تفعلها وتقتحم قطعة بحرية لدولة أخرى حتي ولو كانت دولة ضعيفة، وتختطف قائدها وتساوم عليه، فاقتحام القطعة عمل قتالي ويعد إعلان حرب وخاصةً وان القطعة لم تدخل المياه الإقليمية، هي فقط بالقرب منها، كما قال الإعلامي إياه، ثم إن تحليق الطائرات المصرية مقبول لأنه لم يكن عملاً عدائياً بل قد يعد في أضعف الإيمان عملاً استكشافياً مقبول القيام به في ظروف كالتي كنا بها.

يتأكد لي مدى بعد ما قاله الإعلامي عن الحقيقة، وأنه محض خيالات وأوهام، أنه أضاف من لدنه ومن معيته ومن قريحته معلومة يؤكدها، ويقول أنها على مسؤوليته، أن الفريق مهاب مميش بنفسه هو الذي وضع خطة الضفادع المصرية الخاطفة للأسير الأمريكي، وهنا لك أن تعلم صديقي القارئ، ما أنت تعلمه بالضرورة أن واقعة الأسطول السادس التي يحكيها الإعلامي وقعت إبان احتلال رابعة من الإخوان، وقد هللوا لما أعلن عن اقتراب الأسطول السادس الأمريكي للمياه المصرية، وهذا معلوم يقيناً، ومعلوم أيضاً أن الفريق مميش قد أطيح به في الانقلاب الذي قاده مرسي على طنطاوي ومجلسه في أغسطس من عام 2012، فكيف بالله عليك أن يكون مميش الذي كان وقت احتلال رابعة رئيساً لقناة السويس يضع خطة كتلك الخطة الحالمة الواهمة التي يحكيها لنا الإعلامي اللهم إلا إذا كان هذا حقاً خيال واستغلال من الإعلامي لجهل البعض من مشاهديه، والزج بأي معلومات وعكسها لكي يعمل  شوه إعلامي؟!.

المختصر المفيد يا رب ارحم.