الأقباط متحدون - ليس حلاً
أخر تحديث ١٣:٥٠ | الثلاثاء ٢ سبتمبر ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٣٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ليس حلاً


 بقلم : مينا ملاك عازر

كتبت تحت نفس العامود الأسبوع الماضي منتقداً تصريحات الرئيس الحالي لهيئة مترو الأنفاق بخصوص مضاعفة سعر تذكرة المترو لرفع معنويات الناس بإسماعهم أغاني وطنية، ثم سرعان ما نفى الرئيس السيسي تلك الأفكار الوهمية غير الواقعية القريبة من الخيال أكثر من العقلانية، ومع احترامي للجميع فمصر بحاجة لرفع المعنويات للنهضة حقاً لكن ليس بالأغاني الوطنية ولا بزيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق.
 
والحق يقال أنقذ السيسي مصر والمصرين من كارثة ثورية قادمة، إن تم ذلك الفكر العجيب برفع أسعار التذاكر لكن ما لا يمكنني التغاضي عنه أن رئيس هيئة مترو الأنفاق قال أنه يخسر سنوياً مئتي مليون جنيه مصري، ولو كانت هذه حقيقة فهي كارثة، والكارثة تتعاظم حينما لا يجد حلاً لتخطي تلك الكارثة إلا برفع الأسعار بحجة رفع المعنويات وتتزايد الكارثة حينما ينفي السيسي فقط  فكرة رفع الأسعار بدون أن يقيل الخاسر الذي يتسبب في تحميل الدولة عجز مئتي مليون جنيه بدلاً من أن يدخل للبلاد مئات الملايين من الجنيهات من مشروع عظيم كهذا.
 
المواطنون يستخدمون المترو رغم تردي أوضاع القطارات وسوء حالتها عما كانت عليه لعدم صيانتها. الآن اتفهم، لماذا هي لا تصين؟ لأنه لا يدخل ربح للهيئة، والهيئة نائمة وراضية بهذا، والمصيبة أعظم لأن الهيئة لا تبالي بتشغيل بوابات الدخول للمترو التي إن عملت ومنعت المتهربين من شراء التذاكر سيدخل مئات الملايين من الجنيهات في خانة المكاسب والأرباح للهيئة دون أي مجهود يذكر لو ألتزم رجال الأمن بمواقعهم ومنعوا المتسللين والهاربين من البوابات المواطنين الداخلين بتذكرة واحدة، وهم أكثر من فرد، سيتربح المترو أرباح عالية بل قد يصبح أكثر مرفق رابح في البلاد بطولها وعرضها، وذلك بعد جهات السياحة وهيئة قناة السويس.
 
لو اهتم السيسي بدراسة أسباب خسارة المترو لتفادينا خسائر مستمرة سنوية، ولما احتجنا لرفع التذكرة بل قد نستفيد من أرباحه في دعم مشاريع نقل أخرى في البلاد، أزمة رفع تذاكر المترو تكشف كارثة إدراية واقتصادية محدقة بالبلاد، وهي أن رجال الدولة يستسهلون لسد عجز مشاريعهم متى اقتربت من الأنهيار  باللجوء للجبايا والضرائب ورفع الأسعار دون تقديم خدمات محترمة، ثم من قال أن تشغيل أغاني وطنية بالمترو يعد خدمة متميزة تقدم لمرتادي المترو أو أي مكان في العالم بدلاً من تشغيل الأغاني شغل التكييف بالقطارات والمحطات، وهو الأمر الذي سيدفع الكثيرين على استخدام المترو ما سيزيد الدخل، بعد أن تكن طبعاً شغلت الماكينات لتقنين الدخول، شغل محطة السادات التي بسبب تعطلها يحجم الكثيرين عن استخدام المترو بسبب التكدس الهائل في محطة استبدال الخطوط الأخرى كل هذا سيزيد من المستخدمين للمترو وبالتالي سيزيد من الدخل والربح لهذه الهيئة التي يؤسفني أن تكون خاسرة.
 
إذن ما أقدم عليه السيسي بمنع رفع أسعار التذاكر ليس حلاً لأنه اكتفى بهذا، ولم يقدم حلولاً بالإطاحة بالمستسهلين وغير الجادين عن تطوير هيئاتهم، وتقديم حلول مبتكرة لنقلها من خانة الخاسرين لخانة الكسبانين دون مد الإيدى في جيب المواطن الغلبان.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter