الأقباط متحدون - حفني ناصف قاضيا بقتا
أخر تحديث ٠٠:٠٨ | الثلاثاء ٢ سبتمبر ٢٠١٤ | مسرى ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣٣٠٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حفني ناصف قاضيا بقتا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: عبدالمنعم عبدالعظيم
حفنى ناصف قاضيا بقنا، كان النقل إلى الصعيد والى قنا وأسوان بالذات عقوبة المغضوب عليهم من الموظفين باعتبارها منطقة نائية مهملة معدومة الخدمات، ولا تتوفر فيها ابسط الحاجات الإنسانية لكن الشاعر والقاضي الفاضل حفني ناصف لم يتمرد على نقله لقنا، واعتبرها ترقية وبالرغم من أن وزير الحقانية نقله بناء على طلب اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني انتقاما من موقف حفني ناصف في تشجيع إقامة الجامعة الأهلية الوطنية عام 1908 التي تبرع لإنشائها بالمال وتطوع للتدريس بها.

 وذهب حفني ناصف إلى قنا أبيا رافع الرأس شامخًا لم يكترث بالفرار واعتبره ترقية فأرسل إلى وزير الحقانية قصيدته الخالدة التي يقول مطلعها الذي يعتبر قمة في السخرية ومن أجمل ما كتب حفني ناصف" رقيتنى حسـا ومعنى فلفضلك الشكر المثنى وجعلت رأس الحاقدين بمصر من قدمي أدني.. وجعلت سدة منزلي من أسقف الهرمين اسنى.. اسكنتنى في بقعة فيها غدوت اعز شانا ..ثم يعدد مزايا المكان الذي نقل إليه ويعتبر نقائصه أفضالا كان حفني ناصف يمارس عملية نفسية، وهى اعتبار المرفوض مقبولا والمفروض مختارا عملية يسميها أهل الاختصاص في علم النفس بعملية التوحد بالمعتدى كحل يحفظ للذات اتزانها في مواجهة عدوان كاد أن يدمرها يقول ناصف قالو شخصت إلى قنا يا مرجبا بقنا واسنا قالوا سكنت السفح قلت وحبذا بالسفح سكنى قالو قنا حر فقلت وهل يرد الحر قنا سر الحياة حرارة لولاه ماطير تغنى كلا ولا زهر تبسم ولا غصنا تثنى والحى بدء حياته بعد التزام البيض حضنا تتدفق الأنهار من حر وتزجى الريح مزنا هاقد امنت البرد والبرداء والقلب اطمأنا ووقيت أمراض الرطوبة واستراق الريح وهنا القى الهواء فلا أهاب لقاءه ظهرا وبطنا وأنام غير مدثر شيئا اذا مالليل جنا قد خفت النفقات اذ لا اشترى صوفا وقطنا وفرت من ثمن الوقود النصف او نصفا وثمنا فالشمس تكفل راحتى فكانها امى واحنى فاذا لى حاجة فى الغسل القى الماء سخنا او رمت طبخا او علاج الخبز الفى الجو قرنا سكنى القرى تدع السفيه موكلا بالمال مضنى اى الملاهى فيه يصرف ماله ومتى وانى كل امرىء تلقاه من يعد الطهيرة مستكنا بجد الحليب بعينه لبنا وتلقى السمن سمنا عش فى الفرى راسا ولا تسكن مع الاذناب مدنا واربأ بنفسك ان ترى مستمرئا فى العيش جبنا فى كتابه عن حفنى ناصف يقول الشاعر محمود غنيم ان حفنى ناصف حول مساوىء قنا الى محاسن ومفاتن ففيها علا مكانه وعظمت مكانته وحوها الحار صحى واستغنى فيها عن اشياء كثيرة اعتبرها مغانم وكسر حفنى ناصف بقصيدته الخوف من النقل الى قنا وحبب الموظفين فى العمل بها وفى القرى عموما واعتبر ان سكنى المدن هو العقاب وكان حفنى ناصف من ظرفاء مصر فى وداعه على محطة القاهرة كان يرتدى بذلة بيضاء فنبهه احد زملائه القضاة ان البرتوكول يقتضى ان يلبس القضاه على منصة الحكم بدلة سوداء فقال له لاعليك عندما اصل قنا ستكون تحولت الى سوداء وقال له قاض اخر/ لاتغضب ان كنت قاضيا بفنا فالله بقنا قاض فرد عليه حفنى / ليس الله بقنا القاضى ولكنه رئيس الدائرة سرعة بديهه وتوريه ومن قصيدة لحفنى ناصف فى هذه الفترة قال ركبنا البحر من إسنا لادفو فهبت الريح من ادفو علينا فاتفو يا رياح عليك اتفو لقد اراد وزير الحقانبة التنكيل بحفنى ناصف ولكن حفنى ناصف بقصيدنه نكل بوزبر الحقانبة واللورد كرومر واعاد الاعتبار لقنا عبدالمنعم عبدالعظبم مدير مركز دراسات نراث الصعبد


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع