د. رأفت فهيم جندي
مرحبا بقداسة البابا تواضروس "خليفة القديس مارمرقس الـ 118" في كندا.
50 عاما للكنيسة القبطية في كندا وكل بلاد المهجر، هذه التي وضع بذرتها القديس البابا كيرلس، ورواها واسمدها القديس البابا شنودة، وكل منهما كان يضيف لها من مواهبه.
البابا كيرلس كانت مواهبه في الصلاة، وعندما سأله ابونا مرقس (اول كاهن يُسام للمهجر) اين اذهب؟ إلى كندا ام أمريكا؟....دى بلاد واسعة يا سيدنا!
أجابه البابا كيرلس بطريقته "الرب سيريك طريقك"
وخرج ابونا مرقس بمعجزة من مصر وتوالت المعجزات لكى يصل لكندا ويؤسس اول كنيسة قبطية في المهجر، وهذه الأيام هي عيدها الذهبي.
البابا شنودة كانت له مواهب تعليمية وإدارية وكثر الشعب القبطى في المهجر فدفع بكنيسة المهجر للنمو والاتساع، وتنبأ لأبونا رويس ان يقيم أكبر كنيسة ممكنة وسط تورونتو وان يتولى تشطيبها من الداخل تدريجيا، هذه التى يأتي ايضا هذه الأيام عيدها الفضي، وتوالى رسامة باقى الآباء الكهنة بوصول الآلاف العديدة من الأقباط، وتوالت الكنائس بعدها وازدادت في الكبر
وامتدت كنائس كندا من المحيط للمحيط بل اصبح في ميسيساجا اكبر تجمع قبطى بعد وصول ابونا انجليوس الذى لن ينساه تاريخ مدينة ميسيساجا نفسها، وفى احدى زيارات قداسة البابا كان المستقبلين له بالآلاف، فتذكر قداسته وقتها انه في زياراته للندن وقت ان كان اسقفا للتعليم كان الحاضرين فقط 15 شخصا.
وفى ابريل عام 2013 رسم قداسة البابا تواضروس نيافة الانبا مينا اول اسقف قبطي في كندا، وفى شهر ابريل 2014 بدأ ابونا فليوباتير اول كنيسة تنشأ في عهد البابا تواضروس في كندا لخدمة منطقة "اورورا ونيو ماركت" ولم يقدم لها احد يد المساعدة حتى الآن.
الكنيسة القبطية في كندا تقدم رسالتها التي قامت من اجلها وهي ربط الاقباط بجسد السيد المسيح ودمه الذي سفك من اجلهم، ومعظم الآباء الكهنة يفنون أنفسهم في الخدمة ويندران يكون منهم من هو متكاسل، ولكن هل هناك تقصير في الوحدة الكنسية بشكل عام؟ وهل الرعاية الروحية للشعب القبطى تأثرت بسبب هذا الامتداد الهائل للكنيسة وانغماس البعض منا في الاداريات وما يتبعها من ماديات؟
ربما يكون العصر السابق للكنيسة القبطية في كندا مماثلا لعصر القضاة بمملكة اسرائيل القديمة لكى تمتد كنيستنا القبطية بهذه الطريقة المذهلة، ولكن أيضا اداريات هذه الامتداد أفقدنا بعض من هويتنا ككنيسة تهتم بالتعليم أكثر من المباني، بينما كانت مدرسة الاسكندرية الذائعة الصيت لا يوجد لها مبنى بل توجد حيث يوجد العلامة اوربجانوس، والتعليم في الكنيسة القبطية ليس كما يليق أبدا بكنيسة هي رائدة للتنوير في العالم اجمع!
كنيستنا أيضا في المهجر يا قداسة البابا غير كارزه وتطرد الاغراب وتشك في كل من يحضر الينا وليس منا بتعليلات واهية، ويستثنى من هذا القليل جدا.
كل شجرة تنمو وتترعرع تخرج منها أفرع ناشزه تذهب في اتجاه غير متناسق، وايضا يصيب الجفاف بعض من اوراقها وثمارها، ودور البابا تواضروس فى كندا هو تشذيبها وتنسيقها، فقداسته لن ينظر للمبانى الفارهة ويسمع فقط "كله تمام يا ريس"!
قداسة البابا تواضروس منذ سيامته أطلق مبدأ تنظيم الكنيسة من الداخل، وهنا نحتاج للكثير من هذا، سواء في انشاء كلية اكليريكية للتعليم الكنسي العالي المستوى، وإلزام الكنائس بالتعاون والشركة في جميع المجالات، وأيضا في مجلس مالى يتبع البابا مباشرة لمراقبة أوجه الانفاق، فنجد كنيسة تنفق على ما هو ممكن ان يكون غير ضرورى بينما كنيسة آخري لا تستطيع ان تقوم بأساسياتها.
زيارة البابا تواضروس هي عودة الروح للبعض منا الذين أصابهم جفاف الاداريات وقسوتها، ونحن في كندا نحب كنيستنا التي تربطنا بجسد ودم السيد المسيح.
ومرحبا بخليفة القديس مارمرقس الـ 118 في كندا.