الأقباط متحدون - صناع الديكتاتور 2-2
أخر تحديث ١٩:٣٣ | السبت ٦ سبتمبر ٢٠١٤ | نسئ ١٧٣٠ ش ١ | العدد ٣٣١٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صناع الديكتاتور 2-2

الزعيم النازي أدولف هتلر
الزعيم النازي أدولف هتلر

مينا ملاك عازر
حدثتك في مقال أول أمس، صديقي القارئ، عن صناع الديكتاتور من محبيه، ومن مريديه ومن محاولي استغلاله ومن راغبي صناعته ديكتاتور ليستفيدوا من ورائه وتشاركنا في قلقنا من أن يستحيل السيسي ديكتاتوراً بسببب من حوله والمدافعين عنه طبعاً طمأنتنا شخصية السيسي، لكن بقى أن هناك فئة أخرى من صناع الديكتاتور والأكثر خطورة على الإنسان من محبيه، نعم تخيل حضرتك هناك من هم أخطر من محبيه ،والأكثر قدرة على صنعه ديكتاتوراً وهم كارهيه.

كارهي الشخص ومعارضيه متى أساءوا معارضته وأساءوا لأنفسهم وزادوا وبالغوا في الإساءة له وتسفيه كل قراراته حتى حلوها قبل مُرها سيكونون الأكثر قدرة على صناعته ديكتاتوراً، هو إنت تاني يا إللي بتشاركني في قلقي على السيسي من أولائك المعارضين شكلاً والإرهابيين مضموناً، نعم أنا كمان أشعر أن هؤلاء أكثر خطورة عليه ممن حوله، فقد يكونون في وجودهم بهذا الشكل الفج أكثر ضمانة له وحجة مقبولة ليحول ديكتاتوراً، آمراً ناهياً بحجة القضاء عليه، وكم من الآثام والجرائم التي اقترفتها أمريكا أثناء حربها على الإرهاب، فاحتلت أفغانستان

وضربت السودان، وخربت العراق باسم ضرورة القضاء على المخربين، وما أشبه محاربي أمريكا بمحاربي مصر بقيادة السيسي، فهل يخضع السيسي لابتزازهم ويجعلونا بمعارضتهم هذه نبتلع للسيسي كل ما يفعله، وإن اختلفنا معه بحجة حربه على الإرهاب، هل يفعلها السيسي ويخضع للضرورة القاسية وينفذ أَمر الأمور وهو أن يكون قامعاً ليقض على المخربين الجدد!؟.

هذا ما ستجيب عنه المظاهرات والأعمال الإرهابية القادمة، هل سيتذرع السيسي بمحاولته لمنع داعش ومن على شاكلتها من دخول مصر والقضاء على من شابه الإخوان والمنشقين منها ليبتعدوا عن مصر ويفعل أفعالاً ديكتاتورية!؟ هذا ما أخشاه لكن ما يطمئنني أنه لم يفعلها وقت أن كان وزيراً للدفاع، فلم يكن قامعاً باطشاً دموياً في تعامله معهم، يطمئنني أنه يحب مصر، ويحب شعب مصر، فأستبعد أن يكون مؤذياً لها، من يحب ما يعرفشي يأذي، ناهيك عن اتضاح الصورة له، ما يضمن له التفرقة بين إذاء أعداء مصر ومحبي مصر، وهو ما أتمنى أن يبقى متحلياً به .

كما أتمنى أن يبقى السيسي مفرقاً بين شيئين، السيسي ومصر، فالسيسي شخص ومصر أمة ووطن، ليس بالضروري أن من يهاجم السيسي يكون مهاجماً على مصر لكن من يهاجم مصر بالضرورة هو يهاجم السيسي، وعليه فلا أقبل ولن نقبل أن يعتبر محبي السيسي أو السيسي نفسه مهاجميه مهاجمين لمصر وإلا يكون قد نجح محبي السيسي وكارهيه على الاتفاق والاشتراك في صناعة ديكتاتور جديد ليعارضه الشعب المصري وربنا يستر.
المختصر المفيد مصر فوق الجميع.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter