مينا ملاك عازر
في مسرحية العيال كبرت، وفي مشهد اختطاف الطفل عاطف السكري، يدق جرس الهاتف ليرد الأب رمضان السكري على الهاتف ثم يعلن اختطاف أصغر أبناءه عاطف السكري، أعلن الأب هذا لأبنائه ولزوجته، وفي أثناء ولولتهم على الطفل المختطف يعرفون ومن خلال اتصال تليفوني آخر أن مختطفي الولد هم جماعة اللهو الخفي

وهي تطلب من الأب عشرون الف جنيه، وما بين محاولة الأب الفلفصة من دفع المبلغ المطلوب منه، يتذكر أن أكبر أبناءه سلطان منفلت، فيقول له الأب نصاً، سلطان باعتبار إنك صايع ومتشرد، وقليل الأدب فأكيد تعرف اللي خطفوه، وبالفعل يطلع سلطان يعرف اللهو الخفي وكان معاه في المدرسة الثانوية، وبعيداً عن كيفية مسار المشهد فيما بعد، فكلنا نعرفه، لكنني ركزت على مؤهلات سلطان أنه صايع ومتشرد وقليل الأدب لذا يعرف المجرمين.

هي أيضاً سمات أياً من يعرف المجرمين ويستطيع التفاوض معهم والتفاهم معهم، والتوصل لاتفاقية بمقتضاها الإفراج عن مختطف أو تنفيذ رغباتهم، هكذا هي قطر استطاعت إقناع أمريكا أن تفرج عن خمس من رجال طالبان المعتقلين بجوانتنامو مقابل الأفراج عن جندي أمريكي، وأبقت الخمس المفرج عليهم عندها أحرار طلقاء، وذلك من خلال مكتب طالبان بقطر

كما استطاعت ولا أعرف من خلال ماذا؟ أن تفرج عن صحفي أمريكي كان معتقل عند جبهة النصرة بسوريا، ولا أعرف ما هو المقابل؟ لكن بدى واضحاً أن الرئيس الأمريكي مثلا اتصل بالقطريين وقال لهم باعتبار أنكم صُيع ومتشردين وقليلي الأدب، فمش معقولة حاستنى لما صجفي أمريكي آخر يتدبح أدام عينيا ،كفاية واحد، أفرجوا لي عن واحد أخزي بيه عين مواطني، فبحث القطريون في أجندة تليفوناتهم القديمة على نمرة اللهو الخفي أو جبهة النصرة، ويمكن تكون أجندة جديدة، واتصلوا به، فقد كانوا أصدقاء منذ التعليم الثانوي هذا إن كانت قطر وصلت لسن التعليم الثانوي، وتفاوضت مع جبهة النصرة إلتى افرجت عن الطفل عاطف السكري أو قل الصحفي الأمريكي.

آه يا ريت ما تقوليش، ما مصر ساعدت إسرائيل، وأفرجت عن الجندي شاليط المختطف عند حماس، لإنك حاتبقى ساعتها بتعتبر إن حماس جماعة إرهابية إجرامية، وليس مقاومة للعدو الصهيوني، وسلم لي بقى ساعتها على نضال الإخوان ومقاومتهم، ويبقى كله في سلة واحدة، وساعتها حاقول لك ده كان نظام سابق، وحماس حكومة معترف بها من الكثير من الدول

مستولية على الحكم مش مجرد تنظيم ليس له كيان إلا في الصحائف الجنائية لدى الأنظمة العربية، ثم إن مصر تدخلت لنجدة حماس من مجازر مستمرة تقيمها إسرائيل بغاراتها عليهم، وفي المقابل أفرجت عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينين، لكن لماذا تدخلت قطر لإنقاذ مين؟ ولمصلحة مين؟ وما هو المقابل الذي قدمته أمريكا لجبهة النصرة؟ هل هم أسرى أم أموال وسلاح كانت تحتاجهما؟