قصة: عـادل عطيـة
كنت اتجوّل بمفردى كما فى كتاب. شئ ما حرّك انتباهى، جعلنى اتوقف لمجاوبته. كان ظلى ممسكاً بقدمىّ، ايقظ الطفولة التى تسكن اعماقى؛ فنسيت كل ماحولى من الماء، والخضرة، والوجه الحسن
وإذا بى اداعب ظلى: اقفز يقفز معى، اتراجع يتراجع معى، اقبل يقبل معى، أعدو يعدو معى. تذكّرت شاعرنا الدكتور ابراهيم ناجى، وهو يسابق ظله مع محبوبته فى احدى قصائده الرائعة، وتمنيت ان اكون شاعراّ، وأن اكون عاشقاً، حتى اسابق ظلى!
فجأة، تناهى إلى سمعى أصوات، وهمهمات لاناس يحوّمون ويحدقون فىّ كمختل عقلياً، تصرفاته ليست غير حركات عارية من أى معنى!
وودت لو أسألهم:
ألستم ترون الاطفال وهم يلعبون مع ظلهم، ولا احد يلومهم؟!..
ألست أنا الإنسان بجوهره الذى لم يتغير وان تغيرت صورته من طفل، إلى صبى، إلى شاب، ثم رجلاً يافعاً مثلى؟!..
ووجدت نفسى كبطل الاقصوصة الاسطورية الاغريقية، التى ارادت الالهة يوماً الاقتصاص منه، فحرمته ظله. انها لمأساة أن يحرم الانسان فعلاً الشىء الذى يجب أن يكون
ومن غير المقبول فى نظر الذين يجاهدون لادراك معنى الحياة، أن يحبس عنهم عنوة حتى الشئ الذى يمكن الاستغناء عنه!
لقد رأيتهم يطاردونى بالعادات والتقاليد، وبنظرات السخرية منى، حتى يحرمونى من ظلى، فقررت أن أعفيهم من ذنب ادانتى، فجعلت وجهى صوب الشمس، ليظل الظل ورائى لعلهم يعتبرون!...