الأقباط متحدون - اعتذار ولكن
أخر تحديث ٠٨:٥٦ | الثلاثاء ٩ سبتمبر ٢٠١٤ | نسئ ١٧٣٠ ش ٤ | العدد ٣٣١٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اعتذار ولكن

اعتذار ولكن
اعتذار ولكن

بقلم : مينا ملاك عازر

 
أشيد بما أقدم عليه الرئيس السيسي يوم السبت الماضي حين خرج معتذراً للناس عن فضيحة انقطاع الكهرباء عن معظم وأهم أرجاء الجمهورية، انقطاعاً غير مبرر للآن، ما يعني لي أن الاعتذار اعتذار منقوص أي أنه اعتذار ولكن ينقصه التبرير المنطقي، فكل ما ساقه لنا الرئيس السيسي من أعذار ليس من بينها ما يعد جديداً وليس من بينها ما نستطيع أن نقل أنه القشة التي قسمت ظهر البعير.
 
وعليه فإن اعتذار الرئيس السيسي لا أستطيع اعتباره إلا أنه مُسكن لكارثة فلم يكن بالنسبة لي على الأقل ذات جدوى ولا فائدة، فلم يُسكن ولم ولن ينسِ مهذلة كهربائية أما لكل من برروا وجوب قبولنا لما حدث على أساس أن مثله حدث في أمريكا، فأحب أن أنوه أن ما جرى بأمريكا لم يكن بمزاج الدولة وكان اضطرارياً والكل يومها عُرف لماذا حدث؟ ومبرراته ومسبباته ففي أي دولة تحترم مواطنيها ستُعلن وتستأذن، ولن يكن بهذا الطول في الوقت الذي جاء مزعجاً ومقلقاً ومنفراً، ولو لم يحدث بمزاج الدولة أي بغير يد منها، فهي مصيبة، يستقيل لها رئيس الوزراء إذ وقف عاجزاً أمام كارثة كهذه، وإن قلت لي ما ذنبه؟ فلقد اختار وزيراً عاجزاً، نعم وزير الكهرباء اختياره وكافة أجهزة الدولة العميقة التي بدت عاجزة أمام فضيحة كالتي حدثت.
 
أجهزتنا لم تكن عاجزة، ولن تكن، لذا عليها أن تبرر لنا تبريراً مقبولاً عما جرى، فنحن لسنا سذج، وإلا ستكون متقاعسة ومقصرة ومترهلة ومستعبطانا وأنا شخصياً لا أحب أن أكون مستعبطاً على كل الأحوال الرئيس السيسي اعتذر، لكن لم يبرر ولم يطلعنا عن الأسباب أي أنه ليس شفافاً، وهذا أمر لا يعين لي إلا أنه هناك سر، وهذا يدفعني للسؤال لمصلحة من المداراة والتخبية؟ من هو المتورط والذي نحاول حمايته؟ سواء إن كان تورطه بتقصير في حماية خطوط الكهرباء وذلك متكئين على أننا إن كشفنا المقصر وما حدث سيهز هيبة الدولة التي هي هزت بحق شئنا أو أبينا بهذا الانقطاع المطول، ورد الفعل المتسفز، والمخيب من وزير الكهرباء والحلول البطيئة للفضيحة الكهربائية أو أننا نحمي متورط بتقصير في  حدوث الأزمة الفادحة هذه وذلك بعدم إجراء صيانة أو استعداد بالوقود الكافي أو تغيير الشبكات كما قيل في وقت غير مناسب، وبدون اعتذار مُقدماً وبشكل يكون سريع في تنفيذه في وقت لا يحتم كل هذا الترهل والبطء في إدارة الأزمة بكل المقاييس العلمية والمنطقية، فمصر مرت بأزمة لم يمررها على خير إلا ذوق وأدب الرئيس السيسي، وحذاري من أن تسحبوا من هذا الرصيد، فيأتي اليوم الذي ينفذ فيه رصيده.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter