الأقباط متحدون - هوامش على دفتر السفر2
أخر تحديث ١٣:٥٤ | السبت ١٣ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٣ | العدد ٣٣٢٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هوامش على دفتر السفر2

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
في المقال السابق، كتبت لك عن مشاهداتي أثناء سفري لأزمة انقطاع الكهرباء يوم الخميس قبل الماضي، ولكونك تستطيع عن بعد رؤية الأشياء أفضل بتوسيع آفاق الرؤى والرأي، وتجديد الفكر، والآن فأنا بحاجة لأن أريك أمرين، أولهما يعتمد على أن التضاد يبرز الفكرة ويوضحها، والثاني انعكاس لحال الشعب المصري.
الأمر الأول، هو مشاهدتي لحال أطفالنا وحال أطفال الأجانب، كيف أن اطفال الأجانب سعداء يلهون في استمتاع لا يتعاركون، لا يصرخون، هادئون، يمكنك مداعبتهم ويتقبلوا منك هذا بهدوء شديد، بل يمكنهم مناكشتك، أما أطفال المصريين فتشعر بأنك أمام حالة عذاب إنساني مستمر إثر صراخهم وبكاءهم وعراكهم مع بعضهم أو مع أهلهم بشكل مستمر يكاد يكون هيستيري. لاحظت، كيف أن الآباء المصريين لا يردون على ابنائهم إلا بعد النداء المئة تقريباً وبعد الصرخة المليون، أما الآباء الأجانب فلا تلحظ أن أبناءهم ينادوهم وبالطبع لا صراخ ولا عويل، الآباء المصريون يعاملون أبناءهم على أنهم عالة عليهم، الأب يلقيهم على الأم فتعيدهم الأم إليه حتى أن الموقف عالق بذهني للآن

أب يقول لأم مصرية خذي ابنك معاكِ، فقالت له أمام الولد أعمل بيه إيه!!؟ تخيلوا أنتم بقى مشاعر الولد تكون إيه؟ وهو يشعر أنه عبء على أبويه، ما لاحظته أنه دائماً ما يكون في حال المشي، الأبن معلق بذراع الأم أو الأب الذي يترك ذراعه وراءه لمسافة طويلة يتعلق به الأبن أو الأبنة ولا يبنظر الأب ولا تنظر الأم للوراء وكأنها تجر خروف معها، أما الأجانب فهم يمشون في نزهة مع أبنائهم، الكل بجوار بعضهم يتجاذبون أطراف الحديث سوياً،

كما بدى لي واضحاً أن أبناء الأجانب يلبون أوامر آبائهم من أول نداء، أما أبناء المصريون فيلبونه بعد النداء المئة، وبعد استخدام القوة الجبرية التي غالباً ما تكون نتيجته سلسلة من الصرخات، وفيض هائل من الدموع والإحساس بالقهر والظلم.

شوفوا بقى حضراتكم أحوال بيئتين مختلفين في التربية وطريقة التعامل كيف ستكون، وقرروا أيهما المؤهل أكثر للنجاح والوصول لأعلى الدرجات، والنهوض ببلده، وأيهما مؤهل لدخول عيادات الأطباء النفسيين.

آخر مشاهداتي، هم عمال المكان الذين يلبون طلباتك بكل سرور وقد يحدث ذلك قبل أن تطلب لو كنت متواضعاً مبتسماً تعاملهم معاملة ابن البلد أو تغدق عليهم الأموال أو كليهما، وفي الحالة الثالثة التي تجمع الحالتين الأولة والثانية يشيلونك من على الأرض شيل، وهذا هو حال الشعب المصري الذي يتقبل من السيسي كل شيء لذوقه وأدبه ولأنه يعاملهم معاملة ابن البلد ومتضع، فما بالكم لو أغدق عليهم مالاً وانتقل بهم من مرحلة الصبر على الأساسيات للتنعم بالرفاهيات فماذا سيفعلون به!؟.
المختصر المفيد الجاي أحلى لو تحررنا من مرحلة شد الحزام والصبر على ما لا طاقة لأحد على تحمله.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter