مينا ملاك عازر
السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه بعد تشكيل أمريكا تحالف لقتال داعش، ذلك التحالف الذي أعلن عنه أوباما، هو هل أمريكا جادة في تعاملها ضد داعش؟ فإن كانت جادة فلا يعقل أن يكون نتيجة شن مئة وخمسين غارة عليهم في شهر أنهم كما هم ولم يتأثروا، ولم يفقدوا أرض احتلوها بل يزدادون وحشية و تتزايد إغارتهم ما يشكك أكثر في جدية التحالف، اشتراك تركيا التي تعالج مصابي داعش في مستشفياتها وقطر التي تمولهم بالأموال والتي تجيد التعامل مع داعش وتتفاوض معهم للإفراج عن الأسرى الذين في معيتهم.

ما يذهلني أن هذا التحالف الذي تقوده أمريكا يحارب حرب غيره، إذ أنه يحارب حرباً كان من المفترض والمتوقع أن تقوم بها العراق نفسها بجيشها المسلح تسليح أمريكي والمدرب تدريب أمريكي، هل داعش بهذه القوة التي تعجز دولة عن قتالها وتعجز أمريكا وحدها عن حربها، فتحتاج لهذا العدد الكبير من الدول!!!؟ هل العراق بقيادة الشيعة لا تجد المؤازرة الكافية والقوية من إيران لردع داعش؟ لماذا تقف إيران على الحياد هكذا وتترك تحالفاً من أعدائها يحاربون حربها!؟.
أسئلة كثيرة يطرحها تحالف أمريكا الجديد ضد داعش أهمها، هل التحالف وحربه على داعش هو عقاب المنشق أي الخارج عن الطاعة الأمريكية؟ فقد ربت أمريكا بنيناً ونشأتهم أما هم فعصوها، ولنا في القاعدة أسوة حسنة وفي داعش الآن

أم أن هذا كله يجري في إطار مخطط بين داعش وأمريكا وباقي الدول مثل تركيا وقطر وآخرين للوصول لهذه النقطة التي تسمح لهم الدخول في المنطقة ليقطعوا فيها بسكينتهم، فيكون بيدهم لا بيد الإخوان، ويكون من لم يمت بالإخوان ثم داعش يموت بالتحالف لا قدر الله، لا أظن أن لهذا التحالف القدرة على أن يجتاح المنطقة ثانيةً، إن لم تعطها الدول العربية الفرصة ليكونوا على أرض المنطقة بسلاحهم ورجالهم.

أخيراً، لماذا لا يُفعل ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع المشتركة؟ وتقوم قوات سعودية كويتية قطرية لبنانية أردنية لقتال داعش والقضاء عليها دونما الحاجة لدخول أجنبي بين العرب.

ملحوظة، لم أضع بين تلك القوات قوات مصرية، ليقيني بأن العرب الحقيقيين يفهمون جيداً أن القوات المصرية بدون أن تدخل معهم ضد داعش هي بالفعل تحارب داعش ومن على شاكلتها على أرضها، ولا داعي لتورطها في حرب أخرى حتى تقضي على من على أرضها.