الأقباط متحدون - حينئذ ... يظهر الزوان أيضــــــــا ...!!
أخر تحديث ١٣:٤٣ | الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٥ | العدد ٣٣٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

حينئذ ... يظهر الزوان أيضــــــــا ...!!

نبيل المقدس
في أحدي الجلسات مع بعض الأصدقاء الذي أعرف إثنين منهم  والأخرون لم اعرفهم من قبل تطرق حديثنا الروحي إلي الأصحاح الـ 13 من انجيل متي .. وركزنا تأملنا في الأيتين 24 – 25 .. والتي تقول :

"يشبه يسوع ..ملكوت السماوات إنسانا زرع زرعًا جيدًا في حقله ... وفيما الناس نيام جاء عدوّه ... وزرع زوانًا في وسط الحنطة ومضى . فلما طلع النبات وصنع ثمرًا , حينئذ ظهر الزوان أيضًا". ومن شدة التفكير في  الأيتين سرح تفكيري فيهما عند ذهابي للنوم .. وحاولت ان أطبقه علي ما يجري في مصر الغالية :
     بالمثل : أشبه أنا.. مصر طلبت من شعبهاوجيشها ورجال أمنها , أن يزرعوا زرعا جيدة في أرضها في يوم 30 يونيو ... لكي تطرد هذه العصابة الإرهابية التي, كانت مُمسكة ومكلبشة ومتوغلة في جميع مؤسسات الدولة المصرية ... فعلا وغصب عن عيون البلدان التي لها مصالح مع هذه الجماعة نقر نحن الشعب المصري أن يوم 30 يونيو  هي  ثورة شعب مصر الأصيلة وليست انقلابا عسكريا ... هذا هو الزرع الجيد .

لكن لفت نظري في الجزء الثاني من الأية الأولي  التي تقول : " وفيما الناس نيام جاء عدوه , وزرع زوانا في وسط الحنطة ومضي " لم يقل السيّد : وفيما الزارع ( الذي يرمز إلي مصر)  نائم جاء عدوّه وزرع زوانًا ... و إنّما قال: "فيما الناس نيام". هذا ما يحدث لنا اليوم .. فقد ظن الشعب المصري أن بعد تنفيذ اغلب خارطة الطريق أن كل شيء علي مايرام ..

فغصنا في نوم عميق , واعتمدنا كلية علي وجود الجيش يتصرف في شئوننا المدنية , فإستغل العدو الإرهابي  هذا الأمر , وقاموا بزرع زوان في وسط ارض مصر , فبدأت تظاهراتهم غير السلمية , والهجوم الشرس علي ابناء الجيش والشرطة ... حتي وصلوا إلي إحراق  مراكز الشرطة ... واوقفوا الجامعات , وسفكوا الدماء بإسم الدين , وعطلوا مصالح الناس , وهجموا علي المحلات , واغتصبوا البنات , وأحرقوا الكنائس , حتي وصل الأمر بضم صبيه الشوارع أصحاب الكيف والمخدرات بالقيام معهم بهذه الأعمال القذرة البهيمية  مقابل اموال طائلة , حتي ان هؤلاء الشباب وصلوا إلي مرحلة ادمان التظاهر في سبيل اشباع مزاجهم الخاص .

     لم يقل السيّد  : جاء عدوّهم، إنّما قال : "جاء عدوّه" فالعدو لا يقصد به اعداء" المزارعين " أي  الشعب مباشرة بل يقصد بعدو " صاحب الكرم " التي هي دولة مصر التي هي صاحبة الأرض بتاريخها العظيم  ...فالعامل الحقيقي ضدّ الكرم " دولة مصر " هو إبليس عدوّ الله نفسه ...  حتى في مضاداته لنا يقصد الله نفسه الساكن فينا. أنها حرب بين الله وإبليس، بين النور والظلمة، ليس لنا عدوّ غير إبليس نفسه وملائكته الأشرار المقاومين لعمل الله فينا.

وهناك اكثر من زوان تأخذ أشكالا اخري ... مثل تأخير المحاكمات ضد قادة الإرهاب ... وعدم ابعاد كل من له صلة بالإرهاب والذي ما يزال يتبوء مراكز هامة في المؤسسات مثل مؤسسات توليد وتوزيع الكهرباء والمياه .. مما أثر تأثيرا عظيما علي حياة الشعب لكي يكرهوهم في حكومتهم ويتظاهرون ضدها لإسقاط دولة مصر ... فقد اتضح ان اكثر من 30 % او اكثر ان سبب فصل الكهرباء علي مستوي المحافظات كانت بتوجيهاتهم ... وهناك زوان أخري مثل إفتعال أو تهويل بعض المشاكل والتي كانت متراكمة من عشرات السنوات , مما يحسس الشعب أن هناك تقصير في اعمال الحكومة فيحتجوا, وينتج عن هذه الإحتجاجات الفوضي واليأس والقنوط وعدم الثقة في ثورتهم  30 يونيو . لكن هيهات .

       أما أهم زوان وضعه العدو في أرض مصر هي زوان الأحزاب التي قامت علي خلفية دينية , وأولها الحزب السلفي " حزب النور " . 
وتُشير كلمة الزوان إلى الأشرار بوجه عام الذين يحملون شكليّة العضويّة الوطنية المصرية دون روحها وحياتها وتاريخها ... ويحملون في جعباتهم أفكار سياسية وأخلاقية وإجتماعيا خاطئة غير ملائمة للمصريين , والتي تتسلّل إلى الفكر والقلب في غفلة روحيّة من المؤمنحتي يصير بالترغيب والتشديد  مؤمنا متطرفا , يكفر كل مَنْ لا يؤمن بها ... وربما يصل إلي حِل قطع الرؤوس والرجم وما شابه ذلك من حدود الشريعة .

كمايُشير الزوان إلى الهرطقات التي تدخل في عقول الناس خلسة، خاصة في غفلة روحيّة من شيوخ الدين.. فتكثر الفتاوي غير الواعية من هؤلاء شيوخ المال والأبهة , والتي لا تتناسب أو تساير عصرنا هذا , مما يؤدي اذاعتها علي الملا  إساءة للدين الإسلامي . لذلك علينا أن نجمع هذا الزوان التي ذكرتها في اكوام أول بأول ونحزمها ونحرقها لكي تتقدم مشروعاتنا .. و يكون الحصاد كثيرا ....!

     لكن ... فجأة إستردتُ عقلي تذكرت أن هذا الشعب المصري والذي انتمي اليه ابا عن ام , كان قد بدأ في تجميع هذا الزوان .. فكل يوم نسمع ونشاهد الكثير من أوكار الزوان تتساقط ويتم حرقها علي يد ابناء جيش مصر ورجال امنها البواسل ... وأخيرا و من أعظم الطرق لقطع ايادي هذا الزوان هو هذه الحشود التي رأيناها مُقبلة طواعية  بقلب مملوء فرح وسعادة علي البنوك  من أجل شراء شهادات استثمار مشروع قناة السويس .. يا له من حدث جلل توّج به الشعب المصري أمتهم مصر .. فهذا العطاء المادي والجسدي هما اكثر الطرق في تجميع هذا الزوان ... وحرقه ..... !
 ولكي السلامة يامصــــــــــر ..!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter