الأقباط متحدون - الهاوية والجحيم كتابيا
أخر تحديث ٠٦:٤٩ | الاثنين ١٥ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٥ | العدد ٣٣٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الهاوية والجحيم كتابيا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم نسيم عبيد عوض
فى مقالى السابق " الموت ومابعد الموت" وفى شرحى للمكان الذى كان يذهب فيه الموتى فى العهد القديم أى قبل صلب السيد المسيح والذى بعد موته فتح للبشرية الفردوس الذى حرمت منه بسقوط ومعصية آدم فى طاعة الله ‘ قلت بالحرف الواحد  "وهكذا كان يذهب كل موتى العهد القديم وكل البشر الى حتى موت السيد المسيح على الصليب الى الهاوية أو الجحيم." ومنذ نشر المقال ظللت 3 أيام أتحاور مع الأصدقاء حول هذه الحقيقة ‘والتى إتضح لى أنها مجهولة للكثيرين ‘ وفعلا كثيرا من الناس ومن المسيحيين لا يعرفون بالتأكيد  ماذا بعد الموت ؟

أو قصة الموت ومابعده ‘ وهذه تساؤلات تواجهنى عندما أتعرض لهذا الموضوع فى حلقات درس الكتاب المقدس ‘ وبالفعل وجهت الي الأسئلة – ماهو الدليل على وجود الهاوية فى الكتاب المقدس؟  ‘ وماهو الدليل على ذهاب الموتى الى الجحيم موضع العذاب ؟ ليس فى النبوات مايشير الى نزول المسيح الى الجحيم ‘ وكيف يقال كرازة الموتى؟ ‘ وهكذا سيكون موضوعنا الذى سأكتب فيه على النحو التالى :

1- الموت ومابعده ( نشر مقالى يوم الأحد الماضى 7 سبتمبر ) مقدمة فى سقوط البشر بخطية آدم ‘ ودخول الموت فى حياتنا
 2- مكان الموتى فى العهد القديم من آدم الى يوحناالمعمدان ‘وهو ماسأكتبه لكم اليوم ردا على الإستفسارات السباق الإشارة اليها).
3- الموت فى العهد الجديد ‘عهد النعمة والحق والميلاد الثانى الذى هو من فوق ومن الماء والروح ‘ الفردوس وملكوت السموات ‘ أى مكان إنتظار الأروح المنتقلين ‘ والحياة بعد القيامة العامة ودينونة البشر ومحاسبة البشر حسب أعمالهم( والسكنى فى أورشليم السماوية والحياة الأبدية مع الله للذين وقفوا عن يمين الرب ‘ وللذين عن يساره يمضون الى عذاب أبدى ورآه القديس يوحنا الرائى – بحيرة النار المتقدة بالنار أو جهنم كما ذكرت فى العهد الجديد فقط – من انجيل متى الى رسالة يعقوب الرسول - ) وقد استعار الأنبياء اسم جهنم من اسم وادى ابن هنوم الذى ذكره العهد القديم الذي كان موضع للذبائح وبقاياها ‘وكان المكان تشتعل فيه الناربصفة دائمة.2ملو33: 6"

والحقيقة أننى إتجهت الى الكتابة فى هذا الموضوع لأن وجدت  كثيرين والرؤية مشوشة عندهم عن معرفة مصيرهم بعد الموت ‘ أو إختلاط المعرفة لمعلومات قرؤاعنها فى الإنجيل‘ ولعدم تعمقهم فى دراسة الكتاب المقدس ‘أو عدم قراءة تفاسير الكتاب المقدس ‘ لأن المؤمن المسيحى يعرف جيدا مصيره بعد الموت ‘ ومن أول ماقاله الرب يسوع فى إنجيل القديس مرقس 1: 14و15عندما بدأ بالكرازة ببشارة ملكوت الله  "قد كمل الزمان وأقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" ولعبة الشيطان منذ صلب السيد وفتحه الفردوس أمام الذين ماتوا على رجاء المسيح والمحبوسين فى الهاوية

أن يشكك فى الأبدية التى وعد بها الرب يسوع للمؤمنين به (2بط3)‘ وهذا شيئ خطير للغاية ‘وإذا صدقها الناس انحرفوا عن الإيمان وخسروا حياتهم الأبدية. وأرجوا ان يفهم القارئ العزيز أننى أكتب اليكم -وأنا تحت أقدام السيد تلميذا وتحت خشبة الصليب ساجدا للمعرفة بالرب يسوع على قدرمايعطينى روحه القدوس- ومن كلمة الله الحية الفعالة فى كتابه المقدس.

أولا: مكان موتى العهد القديم : (الهاوية والجحيم) ‘ ولأن خطية آدم أورثت البشرية كلها وجوب الموت ‘ وأغلق الرب الفردوس على الأرض "فطرد الانسان واقام شرقى جنة عدن الكروبيم ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة.تك3: 24‘ وهكذا أصبحت الهاوية قبرا لكل الأبرار وهو نفسه الجحيم قبرا لكل الأشرارقبل الفداء والخلاص

وقد عرفنا الآباء عن ماهية الهاوية ومعنى الكلمة ( شاؤل أو سؤال وتساؤل‘ وهو تعبير غامض جدا يشير الى الحالة المؤقته للأرواح بعد أنفصالها عن الأجساد أو بمعنى آخر (عالم الأرواح غير المرئية بعد الموت) وقد أرانا الرب يسوع المسيح الهاوية والجحيم فى إنجيل لوقا الإصحاح 16 عندما شرح قصة الغنى ولعازر" فمات المسكين وحملته الملائكة الى حضن ابراهيم ‘ ومات الغنى أيضا ودفن

فرفع عينيه فى الهاوية وهو فى العذاب ورأى ابراهيم   - من بعيد – ولعازر فى حضنه ‘ فنادى وقال ياأبى ابراهيم ارحمنى وارسل لعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لسانى لانى معذب فى هذا اللهيب. فقال ابراهيم ياابنى اذكر انك استوفيت خيراتك فى حياتك وكذلك لعازر البلايا. والآن هو يتعزى وأنت تتعذب."لو16: 22-25. " ومارواة الرب هو نبوة لما سيحدث بعد الفداء والخلاص لأرواح الراقدين الأبرار مكان تعزية وهو الفردوس وهى نفس الكلمة التى ذكرها القديس بولس الرسول عندما أختطف للسماء الثالثة(2كو12: 4) وكذلك مكان للأرواح الشريرة فى الجحيم (وبيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت ...)‘ وهذه وتلك مكان إنتظار الأرواح لحين الدينونة العامة والتى ستحدث بعد المجيئ الثانى للمسيح ليدين المسكونة بالعدل‘ ويعطى كل واحد حسب أعمالة إن كانت خيرا أو شرا.

ثانيا: الهاوية أوالجحيم كتابيا : 1- جاء أول ذكر للهاوية بإعتباره مكان موتى العهد القديم" تك37: 35 عندما علم يعقوب بموت إبنه يوسف وأبى أن يتعذى قال" إنى أنزل الى ابنى نائحا إلى الهاوية."   2- 1ملو 2: 6" فى وصية داود لإبنه سليمان" فافعل حسب حكمتك ولاتدع شيبته تنحدر بسلام الى الهاوية." وكان يتكلم عن رجل شرير قائد جيش اسرائيل يوآب بن صروية.    3- مز55: 15" لينحدروا الى الهاوية احياء لان فى مساكنهم وفى وسطهم شرورا . و" مز6: 5" لانه ليس فى الموت ذكرك. فى الهاوية من يحمدك.و" مز16: 3" لانك لن تترك نفسى فى الهاوية

.لن تدع تقيك يرى فسادا(وهى نبوة عن قيامة السيد من الأموات)‘ مز30: 3" يارب أصعدت من الهاوية نفسى احييتنى من الهابطين فى الجب."‘ مز49: 15 "انما الله يفدى نفسى من يد الهاوية لأنه يأخذنى." وعشرات الآيات فى العهد القديم تذكر الهاوية  كمكان للموتى الأبرار والأشرار فى العهد القديم‘ والهاوية هو نفسه "الجحيم " كما جاء ذكره فى الإصحاح الثالث عشر من تتمة سفر إستير عدد 7" حتى إذا هبط اولئك الناس الخبثاء الى الجحيم فى يوم واحد ..." وذكرفقط فى العهد الجديد فى مت 16: 18 بقول الرب " وعلى هذه الصخرة أبنى كنيستى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها." بمايمثله الجحيم بالإمتلاء من كل اشرار البشر وقوات الشر المدمرةطوال عصور الماضى والحاضر والمستقبل ‘ لن تقوى على كنيسة الرب. 

وعن نبوات نزول المسيح الى الجحيم من قبل الصليب نذكر منها نبوة زكريا" بدم عهدك قد أطلقت اسراك من الجب الذى ليس فيه ماء. ارجعوا الى الحصن ياأسرى الرجاء. زك9: 11 و 12‘ والمرتل داود يقول فى مزمور 16: 7" لأنك لن تترك نفسى فى الهاوية . لن تدع تقيك يرى فسادا." ومز 30: 3" يارب أصعدت من الهاوية نفسى . أحييتنى من بين الهابطين فى الجب." ومز49: 15" انما الله يفدى نفسى من يد الهاوية لأنه يأخذنى."
ونكتفى بهذا عن موتى العهد القديم ‘ ونلتقى إذا أحيانا الرب وعشنا عن الموت ومابعده فى العهد الجديد‘ وهو موضوع تعزياتنا للذين يعيشون على الرجاء بمجيئ الرب يسوع.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter