الأقباط متحدون - الأرض تلعب مع أصحابها
أخر تحديث ١٨:٣٠ | الثلاثاء ١٦ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٦ | العدد ٣٣٢٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأرض تلعب مع أصحابها

داعش
داعش

هذه المقولة يرددها عشاق كرة القدم، كما يعرفها العسكريون أيضا منذ أن قال أجدادنا، إن «أهل مكة أدرى بشعابها»، والمعرفة بالشيء شرط ضروري للدفاع عنه. الأرض مخلوق حي يعرف أصحابه ويخوض معهم معاركهم، أنت فقط من يستطيع الدفاع عن أرضك، وأنت أيضا القادر على أن تفقدها.
لم يحدث في التاريخ أن حارب شعب من أجل شعب آخر إلا في حالة واحدة هي أن ينوي الاستيلاء عليه وعلى أرضه. لا بد أن العصر الحديث قد أثبت لجنرالات الغرب على الأقل، أن التدخل المباشر بقواتهم على أرض شعب ما، لا يساعده، بل ربما سبّب من التعقيدات ما يجعل الخسران من نصيبك ومن نصيب هؤلاء الذين تدخلت للحرب بدلا منهم.

الموقف الصحيح إذن فيما يتعلق بالحرب ضد «داعش»، هو مساعدة أصحاب الأرض، ومساعدة الأرض ذاتها في حربهم. أعداء «داعش» في سوريا والعراق ليسوا في حاجة لأفراد يأتون من خارج حدودهم ليقاتلوا معهم، بل هم في حاجة للمزيد من الأسلحة والتدريب وأصحاب خبرات قتالية عالية للاسترشاد بأفكارهم، وهذا هو بالضبط ما أعلنته أميركا.

الموقف المصري المعلن إذن وهو أن مصر لن ترسل بقوات للاشتراك في الحرب ضد «داعش»، موقف طبيعي واقعيا وسياسيا، ولكن ليس معنى هذا القرار أن مصر تنسحب من ائتلاف الحرب ضد «داعش»، هذا ما يجب أن يفهمه السادة في الجرائد المصرية، وخصوصا المسؤولين عن كتابة عناوين الصفحات الأولى؛ لكي لا يفهم الناس أننا قد غيرنا موقفنا من الحرب ضد الإرهاب، وأننا انسحبنا من تلك الحملة العالمية للقضاء على «داعش».
لم ننسحب من الحرب ضد «داعش»، نحن فقط لن نرسل قواتنا لمحاربتهم على الأرض. هذا هو ما يجب أن تعرفه الناس بكل وضوح، وذلك لكي نمنع المزيد من سريان حكاية أنه لا يوجد إرهاب، بل توجد أميركا التي اتخذت من حكاية «داعش» فزاعة لإخافة الحكام العرب تمهيدا للاستيلاء على أرضهم وثرواتهم.

لقد جاء الوقت الذي يجب فيه على أصحاب العقول الملتوية، ليس أن يكفوا عن هذا التفكير الأهبل لأنني على يقين من أن التفكير الملتوي يشعرهم بالارتياح، لأن البلاهة بطبيعتها تعفيهم من المسؤولية. وشعارهم في ذلك هو: كن عبيطا ترَ الوجود جميلا ومريحا.. كن عبيطا لكي تستطيع الانتصار على أميركا. غير أنه قد جاء الوقت الذي يجب أن يسكتوا فيه. إن محاولة فهم الظواهر والوقائع السياسية بعقول ملتوية ثم فرض ذلك على بقية عقول البشر، ستجعل من بلادنا في نهاية الأمر مستشفى كبيرا للأمراض العقلية.

المؤسف أن هذا «المورستان» سيخلو من الأطباء المعالجين، وسيخلو من الأدوية أيضا، فعندما ينتشر مرض الالتواء العقلي في بلد ما، يعجز أهله عن إنتاج أي شيء.. لا أطباء ولا دواء ولا أي شيء آخر. سينجح فقط في إنتاج شيء واحد، هو المرضى والمزيد من المرضى.

نفلا عن الشرق الاوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع