الأقباط متحدون - الرجل الصح في المكان الغلط
أخر تحديث ٠٣:٥٤ | الاربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٧ | العدد ٣٣٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الرجل الصح في المكان الغلط

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم: مينا ملاك عازر
أن يخسر الزمالك بكل صفقاته أمام الأهلي بحظه في ركلات الترجيح التي هي بها نسبة كبيرة من الحظ، أمر غير غريب مطلقاً، لكن أن يصل الزمالك بكل صفقاته لأن يلعب مع الأهلي ركلات ترجيح لهي الكارثة، لماذا لم يفلح لاعبو ونجوم الزمالك من الوصول للكأس قبل الاحتكام لركلات الحظ أمام نادي الحظ؟ حسام فكر وخطط لكن اللاعبين لم ينفذوا، قد يكون هذا هو السبب لكن للأسف حتى خطة حسام ليست التي كانت ستوصل للكأس، فالزمالك افتقر لعناصر أهم من صفقاته الكثيرة، أفتقد للاعب الوسط المهاجم الذي يُبدع ويوصل اللاعبين للمرمى، لديه أيمن حفني حاوي ولكن لعب في مكان غير مكانه، إذن المسألة في التوظيف، توظيف اللاعبين.

كل ما تقدم لا يعنيني كثيراً، ولا يعنيك أكثر، قد يكون هذا صحيحاً، ولكن المؤسف أن ما يعنيني ويعنيك، ذلك الخلط بين الإدارة والأمور التنفيذية حينما يتدخل مجلس الإدارة في الأمور الفنية تكون الكارثة سوء التوظيف، أن يفتي كل من يظن في نفسه القدرة فيما لا يعينه، تلك الكارثة، ولما تكون فتاويه من عينة أن الزمالك ضروري يلعب باثنين مهاجمين، وكأن الزمالك حين يلعب باثنين مهاجمين ياخد التالت مجاناً، وكأن أكثر أندية العالم التي تكثف من وجودها في منتصف الملعب لتدعم مهاجم وحيد في الأمام وتكسب، هي أندية المديريين الفنيين لها فاشلين، وكأن جارديولا الذي هو من أعظم مدربي العالم الذي لا يعلب بمهاجم صريح مطلقاً، ما بيفهمشي، تكون الكارثة يا سادة أزمتنا الحقيقية أننا لا نلتزم بأدوارنا، ولا نجد من يوظف إمكاناتنا.

صديقي القارئ، نحن بحاجة للوقوف مع أنفسنا، يجب أن يبقى رئيس الجمهورية رئيساً وليس وزيراً يحل المشاكل بالأوامر المباشرة، ورئيس الوزراء مخطط وليس قافز من فوق مكتبه ليجري بالشوارع، محتاجين أن يكون الوزير وزيراً، يقوم بمهام منصبه، ونائب مجلس النواب نائباً يقوم بدوره، لو كل منا قام بدوره المنوط به من جهة عمله أو من الشعب أو من أهل دائرته، لما اختلطت الأدوار، لو بقى الإعلامي إعلامياً كما هو لارتاح هو نفسه من مهام أن ينظر وينذر، وكأنه الوزير، كلاً منا مشغول بأن يقوم بعمل الآخر، مجلس الإدارة يقوم بعمل المدير الفني والمدير الفني يقوم بوظيفته وكأنه مشجع، واللاعب لا يلعب في مركزه لأن المدير الفني منشغل بأمور أخرى ليس له فيها شأن.

هكذا صديقي القارئ، تعكس لنا هزيمة الزمالك أمام الأهلي أكثر عيوبنا وجرائمنا في حق أنفسنا، وهي أننا لا نعمل كما يتطلب دورنا أن نعمله، بل نعمل كما يتطلب منا أدوار الأخر أن نقوم بها، فلا نقوم بدرونا، ولا الآخرين يقومون بدورنا، وكأننا كلنا الراجل الصح في المكان الغلط.
المختصر المفيد التزموا أدواركم ووظائفكم تقوم البلاد من عثرتها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter